خصصت الدولة 50 مليار دينار لحماية المدن المهددة بالفيضانات الناتجة عن التغيرات المناخية، لتفادي وقوع الكوارث الطبيعية، بينما رصدت وزارة التربية الوطنية 1,5 مليار دينار لإعادة بناء المدارس بالمناطق المنكوبة بغرداية وخصصت وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية المقيمة بالخارج، غلافا ماليا مقدرا ب752 مليون دينار من أجل إنشاء وضمان مختلف صيغ التشغيل وورشات العمل لفائدة شباب هذه الولاية. فحسبما جاء في رد وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال على أسئلة نواب المجلس الشعبي الوطني، ليلة أمس، فإن الدولة قررت تخصيص 50 مليار دينار كإجراء يهدف إلى حماية المدن الجزائرية من أخطار الفيضانات، لتفادي وقوع كوارث أخرى من حجم كارثة غرداية التي أوقعت العديد من الضحايا، مذكرا بأن هذه الاخيرة كانت استفادت في الفترة الماضية من غلاف مالي يقدر ب6,5 مليار دينار لانجاز 3 سدود، لحمايتها من فيضان وادي ميزاب، وتزويدها بالماء. وكشف السيد أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية، عن تخصيص غلاف مالي يقدر ب1,5 مليار دينار لاعادة بناء المدارس بالمناطق المتضررة في غرداية بناء دائما، مؤكدا عودة كافة تلاميذ الولاية ( 12 ألف تلميذ من كافة المستويات الدراسية) إلى الدراسة، في مؤسساتهم الأصلية أو في مدارس جاهزة، وذلك بعد التعطل الذي لحق ب24 مدرسة في كل المناطق المتضررة، وأوضح انه في خضم شهرين من الزمن ستقوم الدولة ببناء مابين 15 إلى 20 مدرسة بالبناء الجاهز، حتى يتمكن التلاميذ من التمدرس في ظروف عادية، مؤكدا أن كافة ظروف التدفئة والتكييف والإطعام قد وفرت لهذا الغرض. كما أشار الوزير إلى تخصيص 52 حافلة، كعربون تضامن من 24 ولاية، لنقل التلاميذ إلى مدارسهم، مؤكدا أن الدولة ستقتني 100 حافلة أخرى لضمان النقل المدرسي بشكل منتظم. من جهته اكد وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أن كل الطرق والمسالك المتضررة جراء الفيضانات تم فتحها بالكامل، مشيرا إلى ان قطاعه خصص لهذا الغرض 10 ديار صيانة إضافة إلى عتاد 12 ولاية. وكان وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية المقية بالخارج السيد جمال ولد عباس أكد أثناء اللقاء الذي جمعه أول أمس بالمسؤولين المحليين والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني بغرداية عن وزارته لغلاف مالي مقدر ب752 مليون دينار، من أجل إنشاء وضمان مختلف صيغ التشغيل وورشات ومناصب شغل لفائدة شباب الولاية، مشيرا إلى أن هذا الغلاف سيوجه إلى انشاء أكثر من 4800 منصب شغل مؤقت ومشاريع للتنمية الجماعية وورشات أخرى، بالاضافة الى تخصيص 5000 منحة جزافية للتضامن لفائدة المسنين. كما ذكر بأن الغلاف المالي المخصص للعمليات التضامنية مع هذه المنطقة يبقى غير محدود، مؤكدا بأن الدولة تتواجد بقوة بمنطقة غرداية من أجل تكفل فعال بالمتضررين، وأن الحياة بالمناطق المتضررة بدأت تعود تدريجيا إلى أوضاعها العادية. وتطرق الوزير إلى مختلف العمليات التضامنية التي ساهمت بها دائرته الوزارية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن 46 طنا من المواد الغذائية والمياه المعدنية أرسلت إلى ولاية غرداية، في اليوم الأول من حدوث الكارثة الطبيعية، كما تم تشكيل 13 لجنة جوارية لتحديد العائلات المحتاجة إلى مساعدة إلى جانب انجاز 1704 تحقيق اجتماعي. وأشرف السيد ولد عباس بمتوسطة وريدة مداد بمدينة غرداية على حفل توزيع 11 حافلة للنقل المدرسي وحصص من الأدوات المدرسية و5000 زوج من الأحذية و10 آلاف وحدة من الألبسة لفائدة تلاميذ المناطق المنكوبة. على صعيد آخر وفي إطار تواصل عمليا التدخل لإزالة آثار الكارثة الطبيعية والتكفل بالمنكوبين بغرداية، شرع أفراد الجيش الوطني الشعبي للناحية العسكرية الرابعة في أشغال تسوية وتهيئة مواقع اختيرت لتركيب السكنات الجاهزة المخصصة للمتضررين. وقام قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء عبد الرزاق الشريف بمعية وفد من الضباط السامين بالجيش الوطني الشعبي للناحية أول أمس بزيارة إلى الولاية، حيث عاين عددا من الأحياء السكنية المتضررة بمدينتي غرداية والعطف، ووجه بالمناسبة تعليمات صارمة لأفراد الجيش الوطني الشعبي المتواجدين بهذه الأحياء من أجل الإسراع في إتمام مختلف عمليات التدخل المتعلقة بإزالة الآثار التي خلفتها الفيضانات. كما عقد جلسة عمل مع السلطات الولائية، تم خلالها استعراض آخر المستجدات ذات الصلة بعمليات التدخل. وللتذكير فإن قيادة الجيش الوطني الشعبي، للناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) تدخلت منذ الساعات الأولى من حدوث الفيضانات بولاية غرداية، في مختلف عمليات الإنقاذ وإغاثة المنكوبين من خلال تسخيرها لمروحيات وعتاد وشاحنات وآليات ثقيلة وأعداد كبيرة من الأفراد. من جانب آخر سجل صندوق التعاون الفلاحي بغرداية، نحو 60 تصريحا عن الخسائر التي مست الممتلكات المادية والفلاحية جراء الفيضانات. وأوضح مدير الصندوق السيد قطاف بن فرحات، أمس بأن هذه التصريحات تشمل 50 تصريحا عن الخسائر التي تعرضت لها السيارات و5 تصريحات تخص الخسائر المسجلة في المواشي بمناطق القرارة وبريان وغرداية و5 تصريحات تخص بناءات ومحلات وسكنات. ولاحظ ذات المسؤول ضعفا في إقبال المواطنين على الاستفادة من عقود تأمين ممتلكاتهم، وذلك لانعدام ثقافة التأمين لديهم، مشيرا إلى أن الدولة تعهدت وفي إطار التدابير التي أقرتها لفائدة منكوبي ولاية غرداية بضمان تعويضات مختلفة. وأحصت فرق التحقيقات وجرد الخسائر التابعة لمديرية المصالح الفلاحية بغرداية إلى غاية أول أمس السبت، عبر البلديات التسع المنكوبة، تضرر أكثر من 23540 شجرة مثمرة وما يزيد عن 102 ألف نخلة وأكثر من 7000 رأس من المواشي، إلى جانب تضرر 31 بيتا بلاستيكيا و39 حوض تجميع المياه و92104 متر طولي من السواقي و10 بناءات لتربية الدواجن وتدمير 25 سكنا ريفيا وتسجيل 102 سكن ريفي غمرتها مياه الفيضانات. كما سجلت تدمير 439 بئرا فلاحيا و427 مضخة مياه إلى جانب تحطم أكثر من 49000 متر طولي من السواتر المبنية وما يزيد عن 350 هكتار من المساحات الزراعية.