وقّع أمس، وزير السياحة والصناعات التقليدية حسن مرموري، على اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة السياحة والصناعات التقليدية والمحافظة السامية للأمازيغية، حيث تهدف هذه الأخيرة إلى ترقية استعمال اللغة الأمازيغية في مختلف مجالات ونشاطات ومهن السياحة والصناعة التقليدية وتثبيت مقومات الهوية الوطنية. وأكد مرموري، في ندة صحفية عقدها بفندق الجزائر، أن الاتفاقية تأتي بمناسبة ترسيم عيد «يناير» كمناسبة رسمية، موضحا أن اللغة الأمازيغية تعتبر لغة تواصل بين شعوب شمال إفريقيا، ويبقى الهدف هو تكريس وتعزيز الهوية الوطنية من خلال تشجيع استعمال هذه اللغة في قطاع السياحة وتطوير أنشطتها وخدماتها والعمل على تنمية الصناعة التقليدية والارتقاء بالموروث الأمازيغي المتجدر كقيمة مضافة للمنتوج السياحي الجزائري. وأشار وزير السياحة، إلى أن التوقيع على الاتفاقية يؤكد دعم وزارة السياحة على سيرورة المحافظة السامية للأمازيغية ومرافقة جهودها ومساعيها، وربطها علاقات تعاون مع مختلف القطاعات الوزارية ومؤسسات الدولة من أجل تعميم اللغة الأمازيغية بجميع مقوماتها اللغوية، مؤكدا أن الوصاية ستعمل على تنسيق الجهود للعمل مع المحافظة قصد إدماج الأمازيغية في قطاع السياحة والصناعات التقليدية. وأضاف «نسعى لوضع برنامج عمل مشترك سنوي ومتابعته للوقوف على الأعمال المنجزة من خلال التعاون المشترك، علما أنه سيتم وضع خارطة طريق جديدة للمحافظة السامية تعمل على التكفل بالأعمال ذات الأولوية المرتبطة بالوضع الجديد للغة، وتلتزم بقوة تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، التي أسداها في مجلس الوزراء المنعقد في 27 ديسمبر 2017». من جهته أكد الأمين العام للمحافظة السامية سي الهاشمي عصاد، أن الاتفاقية هي الخطوة الثانية في البرنامج الرسمي الذي تم تسطيره للسنة الجديدة 2018، لتترجم بذلك مساعي المتواصلة لمواكبة التداعيات الايجابية لدسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، موضحا أن الجهد التنسيقي الذي تعتمده المحافظة مع مختلف الدوائر الوزارية منذ أربع سنوات أعطى رؤية واضحة لمسار ترقية الأمازيغية. وأوضح أن المحافظة تلتزم من خلال هذه الاتفاقية بمرافقة قطاع السياحة والصناعات التقليدية بإعداد معجم للمصطلحات الخاصة بنشاطات ومهن السياحة باللغة الأمازيغية كخطوة ضرورية قبل المرور إلى مرحلة توظيف اللغة الأمازيغية في منظومة التكوين على مستوى المعاهد الوطنية و الجهوية للفندقة والسياحة. مضيفا أن هذه الشراكة سوف تتوسع إلى تنظيم ملتقيات (تمنراست يوم 21 فيفري 2018)، ودورات تكوينية لفائدة أعوان الاستقبال على مستوى المؤسسات الفندقية والهياكل السياحية المختلفة وذلك بتوظيف الأمازيغية في التواصل مع السياح واستعمالها على الواجهات واللوائح الإرشادية للمعالم والمواقع السياحية، المتاحف والصروح التاريخية.