يعرض العمل المسرحي «بوسعدية» للمخرجة تونس آيت علي يوم 29 جانفي الجاري بسطيف، ثم يقوم بجولة وطنية نحو بسكرة والعاصمة وعنابة، ويشارك في اختتام مهرجان قفصةبتونس، وسيحظى بمشاركة في مهرجان وجدة للمسرح العربي بالمغرب، والمخرجة حاليا في تفاوض مع اليونسكو لعرض المسرحية في باريس. قالت المخرجة المسرحية تونس آيت علي، أمس، في ندوة صحفية احتضنها المسرح الوطني الجزائري «محي الدين بشطارزي»، أن مسرحية «البوسعدية» هي نابعة من المرجعية الاجتماعية لبعض الدول العربية، فهي «بابا سالم» في الجزائر و»دوقا دوقا» و»بابا إبراهيم» في المغرب و»بابا مرزوق» في السودان و»الدرويش» في مصر، وقصتها جاءت من السودان لما أضاع «بابا مرزوق» ابنه وبدأت الرحلة من هناك. وأضافت المتحدثة أن الفكرة اقترحها الفنان عبد الله المناعي، وقامت بتجنب الشق العنصري من الحكاية وتبنت فكرة رحلة البحث، وهذه الرحلة أدخلتها إلى الجزائر واستحضرت عددا من الشخصيات المهمشة، أو التي لم تتجل كثيرا في الواجهة على غرار الفنانة الراحلة الريميتي والصحفي الراحل إسماعيل يفصح والمناضل عمر المختار، وإيتيان دينيه وغيرهم، وهي مواضيع إنسانية أكثر منها تاريخية. وبخصوص مشاركة الأكاديميين في عملها، وهما الأستاذتان ليلى بن عائشة وجميلة زقاي، قالت تونس أن تواجد النقاد في أي عمل مسرحي كجزء من هذا العمل هدفه إعطاء نقد آخر غير الذي يكون من الخارج، وأضافت أنها منذ أن تعاملت مع الدكتورة جميلة زقاي، تغير نقد العمل وأصبح على أسس أخرى لأنها تعلم الخلفيات والمحطات التي مرّ بها العمل قبل أن يعرض على الجمهور، وفي الأخير يبقى الأكاديميون هم عونا للممارسين المسرحيين وليس ضدهم. وأكدت المخرجة أن العمل استغرق سنتين من الاشتغال، وأشارت إلى أنه كان بمثابة الحلم فإعداد مسرحية تضم 20 ممثلا ومن إنتاج تعاونية وليس مسرحا جهويا هو مكسب بحد ذاته، وتم ذلك بفضل الدعم المادي والمعنوي الذي حققته عن جدارة. بالنسبة لموضوع البحث عن تمويل المؤسسات الخاصة، قالت تونس أن الأمر ليس صعبا، لأن وزارة الثقافة تساهم حتى ولو بالقسط البسيط، لكن بمساهمة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، والمسرح الوطني الجزائري ومسرح بجاية الجهوي وجمعية الموجة بمستغانم ومسرح العلمة بالإضافة الى مؤسسة اقتصادية خاصة وغيرهم تمكنت من انجاز هذا العرض، وترى المتحدثة أن التمويل يأتي بعد أن يتم تقديم هذا المنتوج المسرحي بإيعاز إعلامي لافت، وأن التسويق هو الذي يأتي بالتمويل.