أكد سفير إيطاليا بالجزائر السيد باسكوالي فيرارا، أن العلامة الإيطالية لصناعة السيارات «فيات» تولي أهمية كبيرة للاستثمار في السوق الجزائرية بفتح مصنع للتركيب، ولكنها بصدد انتظار الضوء الأخضر من الحكومة الجزائرية التي فرضت قوانين لضبط نشاط تركيب السيارات وحددته ب5 مصانع للسيارات السياحية فقط. أعلن السفير الإيطالي في تصريح للصحافة على هامش الزيارة التي قادته أمس، إلى مصنع «إفيكو» بأولاد هداج ببومرداس، أن علامة «فيات» التي باشرت مفاوضات مع شركاء جزائريين لإنشاء مصنع للتركيب بالجزائر، تولي أهمية كبيرة للسوق الجزائرية التي تعتبرها سوقا واعدة وواحدة من أهم الأسواق التي حققت فيها «فيات» مبيعات لا بأس بها في السنوات السابقة. وكشف السفير أنه من المنتظر إعادة برمجة جولة جديدة من المفاوضات بخصوص هذا الموضوع مستقبلا دون أن يحدد تاريخها بالضبط، مكتفيا بالقول إن «فيات» تنتظر ما ستخرج به الحكومة الجزائرية من قرارات بعد القوانين الأخيرة التي أصدرتها والتي حددت مصانع السيارات السياحية بخمسة مصانع فقط. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة بصدد إعادة دراسة كل الملفات الخاصة بطلب الاستثمار في هذا المجال التي تلقتها وزارة الصناعة، ومن المنتظر الفصل في هذا الموضوع نهاية شهر جانفي الحالي، حسب تعليمة كانت قد وجهتها الوزارة الأولى إلى وزارة الصناعة بداية الشهر. من جهته كشف السيد محمد بايري، الرئيس المدير العام لشركة «ايفال» صاحبة مصنع «إفيكو» أن شركته ستنطلق في تركيب شاحنة أوروكارغو ابتداء من شهر أفريل القادم، بمصنعها بمنطقة وادي البردي بولاية البويرة، الذي سينطلق الخط الأول للإنتاج به بعد 3 أشهر في انتظار استلام المصنع كاملا بنسبة 100 بالمائة نهاية السنة الحالية 2018. وأكد بايري، أنه وبناء على الطلب المتزايد على مركبات «افيكو» ارتأت «ايفال» تسريع وتيرة إنجاز مصنعها الحقيقي بولاية البويرة نهاية السنة، بعدما كان تسليمه مبرمجا في سنة 2019، مشيرا إلى أن شركته اتخذت إجراءات لتسريع الأشغال وقامت بتغيير مؤسسة الإنجاز، حيث اختارت مؤسسة أخرى تشتغل حاليا 24 على 24 ساعة. للتذكير فإن «ايفال» لجأت إلى إيجار أرضية وتركيب مصنع مؤقت بمنطقة أولاد هداج، بشكل ظرفي لمباشرة نشاطها في انتظار استلام مصنع البويرة الذي ستتراوح طاقته الإنتاجية ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف وحدة في السنة حسبما قاله السيد بايري، موضحا أن هذه الطاقة تختلف حسب الطلب. أسعار «افيكو» ستنخفض بعد استلام مصنع البويرة نهاية 2018 وأفاد المتحدث أن أسعار مركبات «افيكو» ستعرف انخفاضا بعد استلام مصنع البويرة، بفضل ارتفاع نسبة الإدماج التي ستساهم في تخفيض التكاليف خاصة ما تعلق بالطلاء الذي يبقى من الأمور الأكثر تكلفة في المركبة والذي سيصبح متوفرا محليا بمصنع البويرة. كما ذكر المستثمر بأن شركته التي تمثل علامة «افيكو» بدأت بإقحام المناولة الوطنية منذ انطلاقها في التركيب شهر نوفمبر الماضي، الأمر الذي ساعد على تخفيض أسعار مركبة «دايلي» التي تركب حاليا بأولاد هداج ب50 مليون سنتيم مقارنة بما كانت عليه أسعار «دايلي» المستوردة. وفي هذا السياق أرجع السيد بايري، ارتفاع أسعار المركبات بالرغم من أنها مركّبة ببلادنا إلى ضعف نسبة الإدماج بسبب نقص المناولة الوطنية، موضحا أن تطوير المناولة يتطلب رفع حجم تركيب السيارات لتشجيع المستثمرين على الاستثمار في مجال قطع الغيار. وفي سياق حديثه عن التصدير لم يخف السيد بايري، طموح «ايفال» للتوجه نحو الأسواق الإفريقية مستقبلا كما التزمت به مع الشركة الأم «افيكو»، وحتى باتجاه الأسواق الأوروبية بمساعدة من الشركة الأم إذا كان فيه طلب مادامت السيارات المركبة بالجزائر تستجيب للمقاييس الأوروبية كما قال . وفي انتظار توسيع قائمة منتوجاتها لتركيب كل أصناف «افيكو» تدريجيا باستلام مصنع البويرة تركب حاليا «ايفال» بمصنعها الظرفي بأولاد هداج مركبة «دايلي» التي يتراوح وزنها ما بين 3.5 إلى 7 طن، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 مركبات يوميا أي بمعدل إنتاج يتراوح ما بين 650 إلى 700 وحدة في السنة عبر خط إنتاج واحد.