بادرت مؤخرا محافظة الغابات لولاية سكيكدة، بالتنسيق مع جامعة «20 أوت 55» ومشاركة أساتذة جامعين وممثلين عن محافظة الغابات، إلى تنظيم يوم دراسي حول المناطق الرطبة حمل عنوان «المناطق الرطبة مستقبل حضاري مستدام»، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف ل02 فيفري من كل سنة. بالمناسبة، قدم ممثل محافظة الغابات للولاية أمام الحضور، من المدعوين والطلبة الجامعيين، عرضا مفصلا عن المنطقة الرطبة «قرباز صنهاجة» المصنفة ضمن المناطق العالمية، طبقا لاتفاقية ‘'رامسار'' المؤرخة في فيفري2001، والمتربعة على مساحة تقدر ب100,42 هكتار، وهي ممتدة عبر بلديات ابن عزوز، المرسى وجندل، إلى غاية بلدية برحال التابعة لولاية عنابة. لعل أهم ما تتميز به منطقة قرباز صنهاجة، أنها تحتوي على 09 بحيرات تتربع على مساحة تقدر بحوالي 2300 هكتار، تمتاز بطابعها البيئي الخاص، سواء تعلق الأمر بطبيعة غاباتها المحيطة بها، أو بنوعية النباتات الممتدة على طول هذه البحيرات من الجانبين، إضافة إلى المستنقعات المائية الطبيعية الممتدة على طول هذه المحمية والمتناثرة هنا وهناك، مما جعلها وعلى مدار الفصول الأربعة، ملجأ لمختلف أصناف الطيور المهاجرة والنادرة في العالم، بما فيها مختلف الطيور المائية. يعيش بمنطقة قرباز صنهاجة أكثر من 230 صنفا من الطيور، يعيش أكثر من 140 صنفا منها في المناطق الرطبة، 42 صنفا فقط منها في الأصل طيور جد نادرة للغاية؛ كالنعام الوردي والكركي وأبو الساق الأبيض والبلشون الأرجواني والهدهد وشهرمان والنورس. كما تتواجد بالمحمية أصناف نباتية أخرى متنوعة، بمخزون هائل من المياه النقية التي تعيش فيها ثروة سمكية معتبرة دون نسيان الرمال الناعمة الممتدة إلى غاية الشاطئ البحري والأشجار الكثيفة، كأشجار البلوط الفليني. تم التأكيد خلال اليوم الدراسي، على أهمية حماية المناطق الرطبة في الجزائر، خاصة أنها تتميز بتنوعها البيولوجي والطيور النادرة الوافدة إليها، أو تلك التي تعيش بها. كما تم التأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه الغابة في سكيكدة بالخصوص في مجال إنتاج العسل. على هامش اليوم الدراسي، كشف محافظ الغابات لولاية سكيكدة ل»المساء»، السيد أحمد بن سديرة، أن ملف إنشاء منطقة محمية على طاولة الوزارة المعنية، ومن المحتمل جدا أن يتم تصنيفها قريبا، حتى تتمتع بالاستقلالية في التسيير والتمويل، خاصة أنه في الوقت الراهن، لا يوجد تمويل مباشر لهذه الأخيرة التي سبق لها أن أنجزت بشأنها دراسة معمقة بين الحكومة، وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية والصندوق العالمي من أجل الطبيعة، للحفاظ على هذه المنطقة المعنية باتفاقية ‘'رمسار'' العالمية، ومن ثمة وضع مخطط للتسيير من شأنه أن يسمح بإنشاء الحظيرة الطبيعية المحمية. من جهته، اعتبر مدير السياحة لولاية سكيكدة أنّ المناطق الرطبة المحمية، ومنها منطقة قرباز صنهاجة، تلعب دورا رياديا في المجال السياحي، مشيرا في معرض حديثه ل»المساء»، إلى وجود دراسات يساهم فيها قطاع السياحة لإنجاز مخطّطات تهيئة، بالتنسيق مع مصالح الغابات، حيث يتم اقتراح إنجاز بعض المرافق السياحية التي بالإمكان أن تكون بمحاذاة هذه المناطق، كي تكون محطة للراحة والاستجمام للزوار والسياح القادمين إليها من كل مناطق الوطن. أما الأستاذ عمار فوفو، دكتور في الفلاحة والتنمية الريفية بجامعة سكيكدة، فأكّد على أهمية منطقة قرباز صنهاجة، كونها تحافظ على التوازن الإيكولوجي البيئي، موضحا في السياق بأن أي اعتداء عليها هو في الأصل اعتداء على البيئة. وعن مستقبل هذه المحمية، أشار الدكتور فوفو إلى أنه ينتظر في الأشهر القادمة تصنيفها كحظيرة طبيعية محمية، وبتغير وضعها القانوني وتحصلها على الاستقلالية في التسيير، يصبح لها غلاف مالي يمكنها من تثمين المكان بما يسمح بخلق الثروة، عن طريق القيام ببعض أشغال التهيئة، وإنجاز بعض مرافق ترفيه، وتثمين منتجاتها الغابية، وفتح المجال لسكان المنطقة من أجل ممارسة الفلاحة من خلال زراعة أشجار الزيتون أو الأشجار المثمرة التي تحترم البيئة وغيرها. ❊ بوجمعة ذيب