أنهت المؤسسات العمومية للصحة الجوارية السبعة، المتواجدة بإقليم ولاية تيارت، خرجاتها الميدانية إلى عدة بلديات نائية وبعيدة، حيث مكنت العملية التي أشرف عليها أطباء عامون، جراحو أسنان، قابلات ونفسانيون وممرضون، من الوقوف عن قرب على حالات أمراض مستعصية لبعض الأشخاص من الجنسين، يعيشون ظروفا إجتماعية صعبة وقاسية. تم تقديم الإسعافات الأولية لهؤلاء المرضى الذين يعانون أمراض السرطان والفيروس الكبدي، حيث تم توجيههم إلى المستشفى لتقديم الإسعافات والفحوصات الطبية المتخصصة والتكفل بهم في أحسن الأحوال. كما تم في هذا الصدد، اكتشاف بعض حالات سرطان الثدي عند بعض النساء اللائي لم يكن على علم بإصابتهن، فيما أجرت الفرق الطبية المتنقلة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية السبعة بتيارت، 1667 فحصا طبيا لمختلف الفئات العمرية، و752 فحصا خاصا بجراحة الأسنان، 245 فحصا نفسانيا، في حين عرف ملف التلقيح نشاطا كبيرا للمختصين في المجال، حيث اتضح في عين المكان التأخر الكبير في التلقيح لبعض الأطفال والنساء الحوامل، وانعدام دفاتر التلقيح عند البعض، مما أدى بالمكلفين إلى استدراك التأخر بإجراء 1150 تلقيحا مس كل الأطفال والنساء الحوامل اللواتي تم التكفل بهن من قبل فريق من القابلات المتخصصات، بإجراء أشعة «الإيكوغرافيا»، وهي العملية التي مكنت من اكتشاف بعض الأمراض والإصابات، ليتم فتح ملفات طبية بهدف التكفل بهن عبر المراكز المتخصصة والعيادات، حيث أجرت القابلات 341 فحصا طبيا للنساء الحوامل وغيرهن. كما قام فريق من المختصين في التحاليل الأولية، بإجراء أكثر من 265 تحليلا بيولوجيا لعينات من الدم، مكنت من اكتشاف حالات لمرضى السكري، لم يكونوا على علم بإصابتهم، مما مكن من التكفل بهم في عين المكان من خلال إعطائهم الأدوية المطلوبة، وتوجيهم إلى المراكز الصحية المختصة لمتابعة والتكفل بالأمراض المزمنة، كالسكري والضغط الشراييني وغيرها من الأمراض الأخرى. لقيت هذه المبادرة التي نظمتها مديرية الصحة للولاية، استحسانا كبيرا لدى المواطنين، خاصة القاطنين منهم بالمناطق البعيدة والنائية، حيث مكنتهم من المتابعة الطبية والنفسية لعدد كبير من المرضى من مختلف الأعمار؛ كبار السن، النساء الحوامل والأطفال، واستدراك تأخر تلقيح عشرات الأطفال بكل أنواع التلقيحات المعتمدة من قبل مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فيما يبقى دور مصالح مديرية النشاط الاجتماعي أكثر من ضروري للتدخل في تنظيم خرجات مماثلة من أجل التكفل بالحالات الاجتماعية الصعبة التي تعانيها شريحة كبيرة من سكان المناطق النائية، جراء الفقر والعوز. ❊ ن.خيالي