كشفت التقلبات الجوية التي عاشتها ولاية سكيكدة مؤخرا، وما تزال متواصلة، بالخصوص على مستوى العديد من بلديات الولاية الداخلية، سواء تلك المتواجدة بالجهة الغربية أو الشرقية، عن المعاناة الكبيرة التي تواجه سكان القرى والمداشر بسبب النقص الفادح في التزود بالغاز، خاصة غاز البوتان، أمام افتقار هذه المناطق للغاز الطبيعي الذي يبقى حلما يراودهم منذ أمد طويل. الثلوج التي تساقطت على المنطقة والمصحوبة ببرد قارس، وأمام تهافت السكان لاقتناء قارورة غاز بوتان أو أكثر، كشفت النقص المسجل في هذه الطاقة، مما دفع بالعديد منهم إلى الاحتطاب، ليبقى المطلب الأساسي لسكان المناطق النائية والجبلية، خاصة بالجهة الغربية من الولاية، تزويدهم بالغاز الطبيعي الذي يعد أكثر من ضرورة ملحة. وإن كان مصدر مسؤول قد أكد ل»المساء»، أنه تقرر تخصيص ما يزيد عن 780 مليار سنتيم لإيصال الغاز الطبيعي إلى 13 بلدية بالجهة الغربية، كتمالوس بين الويدان وعين قشرة والقل وبني زيد والشرايع وكركرة والولجة بوالبلوط والزيتونة وقنواع وأولاد أعطية وخناق مايون ووادي الزهور، إلى جانب مناطق الدمنية وأحمد سالم وعين آغبال. كما تم تخصيص غلاف مالي آخر معتبر لبلديات الجهة الشرقية والجنوبية من الولاية لتزويدها بالغاز الطبيعي، فإن الأهم بالنسبة للسكان يبقى تزويدهم بالغاز الطبيعي. للتذكير، بلغت نسبة توصيل بلديات ولاية سكيكدة، بما فيها الأحياء والتجمعات السكنية بالغاز الطبيعي، 62 بالمائة، وهي نسبة حسب مصدر «المساء»، تفوق المعدل الوطني، ففي إطار المخطط الخماسي (2010 /2014)، تم تخصيص غلاف مالي جد معتبر لولاية سكيكدة، وُجّه أساسا لتزويد حوالي 25 ألف سكن بالغاز الطبيعي عبر 25 تجمعا سكنيا، مع القيام ب 14 توسعة على مستوى كل البلديات. وتم إيصال الغاز الطبيعي إلى غاية نهاية شهر ديسمبر من السنة الأخيرة، إلى 17 تجمعا سكنيا، مع القيام ب 14 توسيعة، وقد سمحت تلك العملية بتزويد 19 ألف سكن في الولاية بالغاز الطبيعي. كما تم أيضا إدخال خلال السنة الأخيرة حيز الخدمة مادة الغاز الطبيعي ل610 عائلة تقطن على مستوى بلديتي بين الويدان تمالوس، وكل المناطق المحيطة بهما، زيادة إلى أشغال الربط التي انطلقت لفائدة أكثر من 3000 عائلة، من بينها 940 عائلة تقطن ببلدية وادي الزهور، خصص لها غلاف مالي قدر بحوالي 100 مليار سنتيم، تضاف إليها تكاليف التوصيل، إضافة إلى استفادة 876 عائلة بكل من خناق مايون والعوينات، و898 عائلة ببلدية بني زيد، من مشاريع أشغال الربط أيضا. للتذكير، لم يبق الآن سوى 07 بلديات من أصل 38 بلدية بالولاية، لم يتم توصيلها بعد بالغاز الطبيعي بسبب جملة من الصعوبات والعوائق، منها اعتراض أصحاب الأراضي على مرور أشغال تثبيت الأنابيب، ونقص القدرات الوطنية المؤهلة بالنسبة للدراسات والإنجاز، ناهيك عن العراقيل البيروقراطية، خاصة فيما يخص الدراسة والتهيئة، إذ لم تبلغ نسبة الأشغال سوى حوالي 6 بالمائة، طيلة السنتين الأوليتين. ❊ بوجمعة ذيب