دعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى تلقيح الأطفال ضد فيروسي الحصبة (بوحمرون) والحصبة الألمانية، خاصة بعد ظهور حالات إصابة جديدة في بعض الولايات بسبب فشل حملتي التلقيح المنظمتين في 2017 و2018، والتي مست 40 بالمائة فقط من الفئة المستهدفة التي تتراوح أعمارها بين 6 و14 سنة نتيجة وعزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم. وأوضح مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة الدكتور جمال فورار، في تصريح لوكالة الأنباء أن فشل حملات التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية ينذر بالخطر، بعد عودة هذين الفيروسين القاتلين لدى الكبار والصغار معا، على غرار ما شهدته ولاية الوادي، التي سجلت 18 حالة مؤكدة، ووفاة طفل في سن الرابعة بعد انتقال العدوى إليه من أطفال متمدرسين لم يستفيدوا من التلقيح. ودعا الدكتور فورار، جميع الأولياء الذين لم يلقحوا أبناءهم المتراوحة أعمارهم بين 6 و14 عاما خلال الحملتين المذكورتين إلى التوجه إلى مؤسسات الصحة العمومية الجوارية لتلقيحهم، مؤكدا توفر اللقاح بهذه المؤسسات. وذكر بالمناسبة بالبرنامج الوطني للتلقيح ضد الحصبة الذي أطلقته الوزارة خلال سنة 2001 وذلك بعد تسجيل حوالي 17 ألف حالة سنة 1996 وحوالي 20 ألف حالة في سنة 1997 بالوسط المدرسي، كما استفاد منه خلال 2003 حوالي 10 آلاف طفل متمدرس. وتأتي مبادرة الوزارة لبعث هذه الحملة ومواصلتها إلى غاية القضاء على هذا الوباء تماشيا والإستراتيجية العالمية المسطرة من طرف منظمة الصحة العالمية لنفس الغرض. وعبّر مدير الوقاية عن ارتياحه لقضاء الجزائر على وباء الشلل خلال السنوات الماضية، وسعيها في إطار ذات الديناميكية إلى "القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية". يذكر أن حملة التلقيح التي نظمت بالتنسيق بين وزارتي التربية الوطنية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات داخل المؤسسات التربوية خلال مارس 2017 واستهدفت حوالي 7 ملايين طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 و14، لم تلق استجابة واسعة من طرف أولياء التلاميذ بسبب الضجة الإعلامية التي أحدثتها بعض الأوساط حول سلامة اللقاحات ومصدر استيرادها. وتداركا للبرنامج الوطني للقاحات الأطفال اضطرت وزارة الصحة إلى تنظيم حملة استدراكية ما بين 25 ديسمبر 2017 و7 جانفي 2018 بمؤسسات الصحة، غير أنها لم تمس سوى نسبة 40 بالمائة من الأطفال المستهدفين".