يحضر الاتحاد المتوسطي لكنفدراليات المؤسسات»بزنسماد» ومنظمة العمل الدولية لعقد مؤتمر دولي بالجزائر حول موضوع الهجرة .الندوة التي من المقرر أن تحظى برعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ستبحث ملف المقاولاتية النسوية بإفريقيا وسبل دعمها أملا في أن يسهم هذا الدعم في التخفيف من البطالة لدى الشباب ووقف ظاهرة الهجرة. ووقع الاختيار على الجزائر لاحتضان الندوة إيمانا من الهيئات الدولية خاصة منها الأوربية وقناعة منها بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه الجزائر في المنطقة وإفريقيا ككل، ومرافعاتها المستمرة من أجل إيجاد حلول واقعية وملموسة لظاهرة الهجرة التي لا يمكن حلها إلا بتحسين ظروف معيشة الشباب الإفريقي في بلدانهم وإيجاد فرص الشغل اللازمة. وقد اتفقت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية السيدة سعيدة نغزة، الرئيسية الحالية للاتحاد المتوسطي لكنفدراليات المؤسسات»بزنسماد رفقة رئيس منظمة العمل الدولية السيد قاي رايدر، على تحديد شهر أفريل القادم، موعدا لتنظيم ندوة اقتصادية دولية رفيعة المستوى حول موضوع الهجرة التي أخذت أبعادا اقتصادية واجتماعية وإنسانية خطيرة انعكست سلبا على اقتصاديات الدول وكذا أمنها واستقرارها. الندوة الدولية التي ستعرف حضورا نوعيا لمسؤولين دوليين وخبراء ورجال أعمال من أوربا وإفريقيا ستعرف عرض العديد من المشاريع والمخططات المدعومة باليات تمويل جادة من قبل صناديق ومنظمات أوروبية تسعى جاهدة لوضع حد للظاهرة التي باتت تؤرق أوروبا. وسيتم خلال الندوة التطرق لمسألة المقاولاتية النسوية بإفريقيا وذلك وفق منظور جديد يرمي إلى تجنيد المرأة الإفريقية في عالم المقاولاتية باعتبار أن المرأة قوة حيوية في المجتمع من شأنها استقطاب الشباب نحو سوق الشغل، وبالتالي التقليص من الهجرة نحو الشمال بحثا عن العيش الكريم الذي يفتقدوه في بلدانهم.. ومن هذا المنظور فإن للجزائر موقف ونظرة استشرافية واضحة سيتكفل خبراء ومختصين على شرحها .علما أن بلادنا لطالما رافعت من أجل تحسين ظروف العيش في إفريقيا من أجل وقف العديد من الظواهر ومنها الهجرة التي تواجهها بكل ما أوتيت من قوة خاصة وأن الجزائر باب مفتوحة على إفريقيا ومنطقة عبور استراتيجية نحو أوروبا التي يتدفق إليها شبابها. وعن فحوى اللقاء الذي جمع اكبر منظمتين دوليتين ممثلة في «بزنسماد» برئاسة سعيدة نغزة ومنظمة العمل الدولية برئاسة قاي رايدر نهاية الأسبوع الماضي، بجنيف، فقد تم بحث ملف الهجرة حيث عرضت سعيدة نغزة، وجهة نظر الحكومة الجزائرية حول المسألة وجهودها الكبيرة في سبيل وقف الظاهرة ومعالجتها من جذورها وفق مبادئ حقوق الإنسان، مبرزة مخلفات الوضع الذي تعانيه الجزائر جراء تدفق المهاجرين الأفارقة، وأشارت إلى عمليات إجلاء الرعايا الأجانب المهاجرين نحو بلدانهم ضمن عمليات إنسانية منتظمة، غير أن الإجراء يتطلب جهودا أكبر لمعالجة الظاهرة. الاجتماع عرف أيضا مناقشة مسائل أخرى تتعلق بدعم الشغل والمقاولاتية في دول إفريقيا وحوض البحر المتوسط، والتي سيتم إدراجها ضمن النقاط التي سيتم التطرق لها خلال الندوة الدولية التي ستعرف مشاركة قوية من منظمة العمل الدولية وبزنسماد والمنظمة الدولية لأرباب العمل بالإضافة إلى عدد كبير من أرباب العمل الأفارقة، بهدف تعميق التشاور حول مسألة الهجرة، بالإضافة إلى اقتراح حلول براغماتية لترقية المقاولاتية في أفريقيا وحوض المتوسط التي من شأنها رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها دول إفريقيا بما فيه الهجرة والبطالة لدى الشباب وكذا ظروف العمل التي تواجد فيها الطبقة الشغيلة في المنطقة .مخطط عمل واضح المعالم سيتم عرضه والمصادقة عليه يهدف بالأساس إلى دعم التعاون بين مختلف المتعاملين بإفريقيا وحوض المتوسط ووضع إجراءات مشتركة لتشجيع روح المقاولاتية لدى المرأة وتمكينها من تحقيق استقلالية اقتصادية واجتماعية وجلب يد عاملة ومنه تقليص البطالة ووقف تدفق المهاجرين نحو الشمال.