استأنفت المؤسسات المكلفة بعملية ربط بلدية آث زيكي بولاية تيزي وزو بالغاز الطبيعي أشغالها، مؤخرا، بعدما توقفت لأكثر من عام ونصف، بسبب مشكلة المعارضة، حيث عادت المؤسسات للعمل، ما من شأنه إنجاز شبكة نقل هذه الطاقة نحو قرى البلدية، التي ينتظر أن تودع معاناة البرد بدخول هذه الطاقة حيز الخدمة مع نهاية السنة الجارية، على اعتبار أن البلدية والمؤسسات المنجزة اتفقتا على مضاعفة الجهود لاستدراك التأخر المسجل وضمان استغلال السكان لغاز المدينة لمواجهة برد الشتاء القادم. وذكر مصدر من البلدية ل»المساء»، أن منطقة آث زيكي الواقعة على علو يزيد عن 1200 متر عن سطح البحر، تعيش من سنة إلى أخرى على أمل أن تحظى ببعض المشاريع التنموية، مضيفا أن البلدية سعت، وخلال المجالس الشعبية التي تعاقبت بالتنسيق مع مصالح دائرة بوزقان والولاية لإنجاز العديد منها والتي ساهمت في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، لكن تبقى الكثير من النقائص تنتظر التكفل بها لاسيما ما تعلق بعملية الربط بغاز المدينة التي بقيت عالقة لمدة طويلة. وأضاف المتحدث أنه تم تعيين مجموعة مؤسسات للتكفل بعملية إيصال قرى آث زيكي بالغاز الطبيعي على شكل أشطر، حيث باشرت الأشغال في 2012 وبعدما حققت تقدما مقبولا في وتيرة الإنجاز، توقف المشروع لنحو سنتين بسبب معارضة قريتي تاكوشث وتوريرث التابعتان لبلدية بوزقان لتمرير شبكة النقل بأراضيهم، على اعتبار أن الشبكة ستمر بالقرب من منابع مائية تعد المصدر الرئيسي الممول للقريتين بالماء الصالح للشرب. وحاولت البلدية مناقشة المسألة مع لجان القرى على أمل الوصول على حل يرضي الطرفين، حيث تم اقتراح إنجاز انحراف للشبكة، وتم تحويل الشبكة التي تمر على مستوى قرية تاكوشث، بينما لم يكن الأمر ممكنا على مستوى قرية توريرث، ما أدى إلى تمسك سكان هذه الأخيرة بمعارضة إنجاز الشبكة، حيث ظل الوضع على حاله رغم مناشدة البلدية مصالح الولاية التدخل، من أجل إقناع سكان القرية بالعدول عن قرارهم والسماح للمؤسسة بإنجاز الأشغال، لكن لم يتحقق من ذلك شيئا، ما حرم سكان آث زيكي من استغلال الغاز ليقضوا مرة أخرى شتاء قارص البرودة. واستمرت البلدية وقراها في الاعتماد على الحطب واقتناء قارورات غاز البوتان لمواجهة البرد، خاصة وأن المنطقة تتواجد في مرتفعات جبلية تشهد سقوط ثلوج وانخفاض كبير في درجة الحرارة، حيث كان مقررا استفادة البلدية من عملية الربط بالغاز في 2014 ليتحقق الحلم الذي طال أمده في 2018، بعد تجاوز مشكلة المعارضة، ما يسمح بتحسين الإطار المعيشي لسكان هذه المنطقة الجبلية، في انتظار مشاريع تنموية أخرى في المستقبل. ❊ س.زميحي