أكد موساوي بوعلام رئيس بلدية آث زيكي، الواقعة بأعالي دائرة بوزقان (50 كلم شرق ولاية تيزي وزو)، أن معاناة سكان هذه المنطقة الجبلية لا تقاس بأي شيء، موضحا أنه رغم جهود البلدية في سبيل الإستجابة لانشغالات المواطنين عبر تجسيد مشاريع تنموية، يبقى العمل قليلا ما دام من ضروريات الحياة، وهو الربط بغاز المدينة الذي لم يتحقق بعد، بسبب المعارضة التي لا تزال تشكل حجر عثرة أمام تحقيق التنمية المحلية في جل بلديات ولاية تيزي وزو، وبالأخص آث زيكي. أوضح «المير» في تصريح ل«المساء»، أن هذه البلدية الواقعة على علو يزيد عن 1200 متر عن سطح البحر، تعيش من سنة لأخرى على أمل أن تحظى ببعض المشاريع التنموية، حيث عملت البلدية، بالتنسيق مع مصالح دائرة بوزقان وولاية تيزي وزو من أجل إنجاز العديد منها، إذ ينتظر أن تساهم في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، لكن تبقى مشكلة الربط بغاز المدينة تعيق إتمام الجهود المبذولة. أضاف المير أنه تقرر إيصال هذه الطاقة إلى قرى بلدية آث زيكي، حيث تم تعين مجموعة المؤسسات التي تتولى الأشغال على شكل أشطر، وباشرت المؤسسة الأشغال سنة 2012، وتمكنت من تحقيق تقدم مقبول في وتيرة الإنجاز، غير أنه ومنذ عام ونصف العام، توقفت أشغال الربط نهائيا بسبب معارضة قريتي تاكوشث وثوريرث التابعتان لبلدية بوزقان من تمرير الشبكة بأراضيهم، على اعتبار أن شبكة الغاز ستمر بالقرب من منابع مائية تعد المصدر الحيوي والرئيسي الممول للقريتين بالماء الشروب، حيث أبدوا مخاوفهم من فقدان المنبع، أو تعرضه للتلوث. وبعد مد وجزر بين لجان القريتين والسلطات المحلية، تم التوصل إلى حل يرضي الطرفين، على أن يتم إنجاز انحراف للشبكة، حيث تولى مكتب دراسات عملية إعادة إنجاز الدراسات وتحويل الشبكة التي تمر على مستوى قرية تاكوشث ومباشرة الأشغال، في حين لم يكن ممكنا إنجاز انحراف للشبكة على مستوى قرية ثوريرث، الأمر الذي أثار حفيظة سكان هذه الأخيرة، وكرد فعل منهم، تمسكوا بموقفهم المعارض لأشغال تمرير الشبكة بإقليم القرية. ذكر المير أنه سبق له رفع هذا الانشغال للسلطات الولائية وعلى رأسها الوالي، السيد محمد بودربالي، على أمل التدخل من أجل إيجاد حل يضمن إنهاء مشكلة المعارضة ويسمح لآث زيكي بقضاء شتاء دون برد. كما دعا لجنة قرية ثوريرث من أجل الحوار والنقاش على أمل الوصول إلى حل وسط، غير أن البلدية لم تفلح في كلتا الحالتين في إيجاد مخرج للمشكل العويص الذي حرم قراها من استغلال هذه الطاقة، متسائلا؛ إلى متى ستبقى البلدية وقراها تعتمد على قارورات غاز البوتان لمواجهة البرد، خاصة أن المنطقة تتواجد في مرتفعات جبلية تشهد تساقطا للثلوج وانخفاضا كبيرا في درجة الحرارة.