لا تزال مشكلة معارضة بعض السكان في ولاية تيزي وزو تعرقل تجسيد المشاريع المحلية وتعيق المسار التنموي بالمنطقة، لاسيما ما تعلق ببرنامج الربط بالغاز الطبيعي، حيث تسببت هذه المشكلة في تأخر عملية ربط عدة قرى وبلديات، منها التي تعرف الأشغال بها تباطؤا كبيرا جراء رفض العديد من السكان تمرير قنوات الغاز بملكياتهم العقارية. مما حرم الكثيرين من استغلال هذه المادة الحيوية. وتبعا للمعطيات التي قدمها السيد عبد الكريم أوشعبان، مسؤول مصلحة بقطاع الطاقة والمناجم في الولاية، فإنها تواجه عدة معارضات حالت دون بلوغ سكان بعض المناطق هدفهم في استغلال هذه الطاقة الحيوية كباقي المناطق، حيث تواجه قرية عطوش ببلدية ماكودة، التي برمجت فيها أشغال ربط 2800 عائلة بشبكة الغاز الطبيعي، معارضة المشروع بعد أن تم اختيار المؤسسات التي تتولى إنجاز البرنامج، لكنها لم تتمكن من الانطلاق في الأشغال بسبب معارضة السكان، مما أدى إلى توقيف المشروع بأكمله. وتأتي ثاني منطقة دخلت في مد وجز مع مشكلة المعارضة، بلدية بني زيكي بدائرة بوزقان الجبلية التي ينتظر سكانها ربطهم بغاز المدينة بشغف كبير، حيث قال المتحدث بأن كل من مصالح دائرة بوزقان، و"سونلغاز" و"الطاقة والمناجم" يعملون بكد من أجل حل المشكلة المطروحة بغية تمكين 1800 عائلة من الاستفادة من عملية الربط بغاز المدينة، حيث حققت الأشغال نسبا متفاوتة في الإنجاز رغم تجنيد كل الإمكانيات لتحقيق حلم هذه العائلات. نفس المشكل تواجهه نحو 2000 عائلة تقطن ببلدية آيت بومهدي بدائرة واسيف، التي ظل مشروع استغلال الغاز الطبيعي بها بعيد المنال نتيجة استمرار رفض عدد من المواطنين التنازل عن أراضيهم لتمرير شبكات وقنوات الغاز الطبيعي. ويضيف المتحدث أن هذا البرنامج مسجل ضمن الجزء الثاني من الشطر الثاني للبرنامج التكميلي الخاص بدعم الاقتصاد "شبكة التوزيع العمومي"، علما أنه تم اختيار نحو 33 مؤسسة لضمان إنجاز الأشغال بنحو 80 منطقة، لكن رفض السكان مس 3 مناطق من أصل 18 شبكة للتوزيع العمومي للغاز. وأضاف السيد أوشعبان أن مديرية الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو تنتظر كذلك عملية تجاوز هذه المعارضة على مستوى بلدية مقلع، حيث عرضت عائلتان ببلدية آيت يحي المجاورة لبلدية مقلع تحقيق حلم نحو 1000 عائلة مبرمجة للاستفادة من شبكة التوزيع العمومي للغاز. وذكر المتحدث أن المديرية تأمل في أن تجد هذه المعارضة مخرجا سريعا كما هو الأمر بالنسبة لبلدية سوق الاثنين بدائرة معاتقة، حيث سمحت عملية تجاوز هذا المشكل الذي دام 4 سنوات كاملة، بربط قرابة 5 آلاف عائلة تدريجيا بالغاز الطبيعي، وهي مباردة استحسنها سكان المنطقة كثيرا داعين إلى ضرورة تعميمها على البلديات والقرى التي لم يتمكن سكانها من استغلال هذه الطاقة الحيوية، لاسيما في فصل الشتاء في ظل البرودة الشديدة التي تميّز المنطقة.