عبّرت وزارة الشؤون الخارجية، عن استيائها من التصريحات المغلوطة التي تناقلتها وسائل الإعلام الوطنية على لسان النائب عن الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج نور الدين بلمداح، حول حادثة وفاة الرعية الجزائري محمد بودربالة في 29 ديسمبر الماضي، بأحد مراكز الحجز الإداري بمدينة أليكانت الإسبانية. وحمّلت الخارجية في بيان لها أمس، تلقت «المساء» نسخة منه، النائب نور الدين بلمداح، مسؤولية إدارة الحملة المغرضة والخاطئة التي استهدفت الممثل الدبلوماسي الجزائري في العاصمة الإسبانية مدريد والقنصلية الجزائرية بأليكانت على إثر تلك الحادثة الأليمة، حيث أكد البيان أن النائب لم ينتظر نتائج تحقيق القضاء الإسباني ولا النتيجة التي خلصت إليها العدالة الجزائرية، والتي أكدت نتيجة التشريح الإسباني بخصوص أسباب الوفاة، متجاهلا بذلك كل الجهود التي بذلها الجهاز الدبلوماسي من أجل التكفّل بهذا الملف. كما أكدت الوزارة في بيانها أن سفارة الجزائربمدريد وكذا قنصليتها بأليكانت، أبديتا تجندا تاما منذ إعلان وفاة محمد بودربالة، حيث اتخذتا كل الإجراءات لمتابعة الملف الذي فتحته السلطات الإسبانية إثر هذه المأساة بطريقة فعّالة. وجاء في البيان أنه «إذا كان من الطبيعي أن يولي ممثل عن الشعب الاهتمام بالمشاكل التي تواجه الجالية، فإن ما لا يفهم، هو أن تنحصر مهمته في رمي أحكام خاطئة على مؤسسات الدولة، والتشويش عليها وعلى النشاطات التي تقوم بها في الدفاع والمحافظة على رعاياها في الخارج». واعتبر البيان الحملة التي استهدفت السفارة الجزائرية في مدريد على إثر وفاة محمد بودربالة، تطرح مقاربة مناقضة للإجراءات المتخذة من قبل الدولة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مجددا التذكير بأن مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية أمر يعاقب عليه القانون. وأوضح نفس المصدر بأن تصريحات النائب بلمداح، «لا تستند إلى نصوص قانونية وتنم عن منطق شعبوي خطير يمكن أن يفهمه الشباب على أنه تشجيع على الهجرة غير الشرعية، محمّلا البرلماني المنتخب عن حزب التحالف الوطني الجمهوري، مسؤولية تغليط الصحافة «بشكل يدفع إلى التساؤل حول الأهداف الحقيقية لشنّه لمثل هذه الحملة التي تبدو بعيدة عن مصالح المواطنين الذين من المفروض أن يدافع عنهم». وذكر البيان في هذا الصدد بخرجة النائب الأخيرة حول «مسألة العقبات البيروقراطية المزعومة التي تضعها السفارة الجزائرية في مدريد أمام الرعايا الجزائريين الراغبين في تحويل رخصهم الخاصة بالسياقة»، مشيرا إلى أن السفارة التي تؤدي المهام الموكلة لها تقوم فقط بمتابعة الإجراء الذي ينص عليه الاتفاق المبرم مع الطرف الإسباني المتعلق بتحويل هذه الوثيقة». ولم يفوت بيان الخارجية التذكير بأن الوزير عبد القادر مساهل، كان قد استقبل شخصيا بتاريخ الثالث جانفي الماضي، أفراد عائلة الفقيد محمد بودربالة، في نفس اليوم الذي استقبلت فيه الوزارة المكلّف بالأعمال على مستوى السفارة الإسبانية بالجزائر.