قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن "فرنسا اعترفت بجرائمها في 62 من خلال توقيعها على اتفاقيات إيفيان"، مضيفا أن هذا الملف من اختصاص رئيس الجمهورية، رغم تأكيده على أن "إحياء الذاكرة الوطنية تعد واجبا وطنيا". قال ولد عباس، معلقا على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ما كرون للجزائر، أن "فرنسا قد اعترفت باستعمارها للجزائر عندما وقّعت اتفاقيات إيفيان سنة 1962"، معتبرا أن زيارة ماكرون إلى الجزائر "عادية، وليست للاعتذارأو الاعتراف"، مشيرا في السياق ذاته، إلى أنّ ملفّ الذاكرة هو "من اختصاص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة"، الذي هو "حرّ إن أراد فتحه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أم لا"، وعلّق على الزيارة قائلا "ماكرون ضيف الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية". وفي السياق ذاته دائما، شدّد الأمين العام للحزب على أن مسألة "إحياء الذاكرة الوطنية تعد واجبا وطنيا"، بالنظر -كما قال- إلى "أهمية الذاكرة والتاريخ في بناء مستقبل الجزائر"، في ردّ واضح على محاولات فرنسا طمس تاريخها الأسود بالجزائر، مشيرا إلى ما وصفه "فشل المحاولات الرامية إلى نشر ثقافة النسيان ومسح التاريخ". وعبر جمال ولد عباس عن "يقينه في تمسك الشعب الجزائري بتاريخه الذي تعد جبهة التحرير الوطني أحد رموزه". وفي ردّه على سؤال حول قضية استرجاع جماجم الشهداء من متحف الإنسان بباريس، قال جمال ولد عباس، الأمين العام للحزب العتيد، أن هذه المسألة "تعد مطلبا شرعيا ورسميا ولا يمكن التنازل عنها مهما كانت الظروف"، في تأكيد صريح للتصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير المجاهدين، بخصوص الماضي الاستعماري لفرنسابالجزائر. كما استغل ولد عباس فرصة زيارة ماكرون للجزائر ورفضه الاعتراف بجرائم بلاده، حيث كرّم المجاهد وعضو مجموعة ال 22 عبد القادر لعمودي، أحد الذين خططوا لتفجير ثورة أول نوفمبر1954. وقد حضر حفل التكريم رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، بالإضافة إلى مجاهدين وممثلين عن المجتمع المدني. وبالمناسبة، اعتبر ولد عباس أن تكريم المجاهد لعمودي يرمي إلى "المحافظة على الذاكرة الوطنية وبناء جسور التواصل بين جيل الثورة التحريرية وأجيال الاستقلال، التي يتعين عليها تحمل المسؤولية تجاه الحفاظ على الذاكرة الوطنية". من جهة أخرى، كشف ولد عباس، أنه وجّه تعليمة لكافة منتخبي الحزب العتيد على المستوى المحلي، للإسراع في حل المشاكل الواقعة بخصوص التحالفات وعقدها مع أي حزب كان، مؤكدا أن الأفلان لم يجد حرجا في التحالف مع أيّ حزب سياسي، واصفا أمر تحالفه مع أحزاب المعارضة، على غرار حركة مجتمع السلم بأنه "عادي". ولفت ولد عباس، إلى أنّ التحالف مع المعارضة لم يتمّ فقط مع الأفلان، مشيرا إلى أن غريمه الأرندي تحالف مع حزب العمال من أجل إسقاط الأفلان، على غرار ما حصل في ولاية سيدي بلعباس ما دفع إلى فقدان رئاسة المجلس للحزب، مستدركا بالقول "الأفلان ليس لديه أيّ مشكل مع أحمد أويحيى".