بحث أمحمد خداد، المنسق الصحراوي مع بعثة "مينورسو" بمقر الأممالمتحدة مع المبعوث الاممي الخاص هورست كوهلر، آخر تطورات النزاع الصحراوي المغربي وذلك عشية تقديمه لتقريره الأولي أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي. وقال خداد، إن المحادثات تمحورت حول مضمون التقرير الذي قدمه كوهلر أمس أمام مجلس الأمن على خلفية المشاورات الموسعة التي أجراها مع أطراف النزاع منذ شهر أكتوبر الماضي وخطة العمل المستقبلي الذي يعتزم اعتمادها من أجل إعطاء دفع لمسار تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا. وجدد المسؤول الصحراوي للموفد الاممي، استعداد جبهة البوليزاريو التعاون معه من أجل إنجاح مهمته التي تسلمها شهر أكتوبر الماضي، خلفا لسابقه الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس. وأضاف أنه استعرض من كوهلر، العراقيل التي يضعها الطرف المغربي في طريق المجهودات التي يقوم بها. ويعارض المغرب مساعي الرئيس الألماني الأسبق، في توسيع المشاورات حول هذا الملف الى أطراف أخرى على غرار الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، حيث سعت الرباط إلى منع أي دور يلعبه المنتظمان الإفريقي والأوروبي في تسوية النزاع ويصر على حصره في إطار جهود مجلس الأمن الدولي مستغلة في ذلك الدعم اللامشروط الذي تقدمه لها فرنسا مانعة تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الخاصة بتصفية الاستعمار من هذا الإقليم. ويأتي الموقف المغربي الرافض في تعارض مع قرارات منظمة الأممالمتحدة التي أكدت التزامها، التعاون مع المنظمة الإفريقية حول المسائل المتعلقة بالسلم والأمن على مستوى القارة. وكان المبعوث الاممي الخاص إلى الصحراء مرفوقا في هذا الاجتماع بمساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام، جان بيار لاكروا وكولين ستيوارت الرئيس الجديد لبعثة "مينورسو". وتحرك الرئيس الألماني الأسبق في مهمته الجديدة وفق مضمون لائحة مجلس الأمن الدولي "2351" الصادرة شهر أفريل من العام الماضي، والتي تدعو الأمين العام الأممي إلى تقديم تقرير حول الوضع السائد في الصحراء الغربية ستة أشهر بعد تعيين المبعوث الاممي الخاص الجديد. وفي نفس سياق التحركات الدبلوماسية الصحراوية لإسماع صوت الحق الصحراوي، طالب محمد سيداتي ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا من جهته، الاتحاد الأوروبي إلى البدء في "مفاوضات مباشرة" مع الطرف الصحراوي من أجل اتفاق يسمح للشركات الأوروبية بممارسة نشاطاتها بالصحراء الغربية أو في مياهها المحاذية في ظل احترام القانون والأمن القانوني. وأكد سيداتي، في رسالة بعث بها إلى رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فديريكا موغريني، استعداد جبهة البوليزاريو التفاوض مباشرة مع الاتحاد الأوروبي والهيئات الأوروبية للحصول بصفة قانونية على الموارد الطبيعية المستخرجة من إقليم الصحراء الغربية كون ذلك هو الخيار القانوني الموثوق على المدى القصير الوحيد للاتحاد الأوروبي لتفادي تعريض دوله الأعضاء والمؤسسات الأوروبية لمخاطر قانونية ومالية بسبب تورطها في استغلال" الموارد الطبيعية للصحراء الغربية بطريقة غير قانونية. وحذر في هذا الصدد الاتحاد الأوروبي من تبعات المقاربة التي تبناها خلال التفاوض حول اتفاقاته مع المغرب، مؤكدا أن موقفه "سيقوض مساعي المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب. ونفى سيداتي ادعاءات المفوضية الأوروبية حول مشاركة منظمات المجتمع المدني الممثلة لشعب الصحراء الغربية في المشاورات التي تجريها والرامية إلى التحايل على قرارات محكمة العدل الأوروبية، مؤكدا أن هذا المسار لم يشرك الممثلين الحقيقيين للشعب الصحراوي.