توفيت أمس، ويني مانديلا، العقيلة السابقة للرئيس الجنوب إفريقي الراحل، نيلسون مانديلا بمستشفى مدينة جوهانسبورغ عن عمر ناهز 81 عاما بعد مرض عضال. وقال فيكتور دلاميني، الناطق باسم الفقيدة إنه بكثير من الأسى نعلم الشعب الجنوب إفريقي أن السيدة ويني ماديكزيلا مانديلا، توفيت بمستشفى ميلكبارك بالعاصمة جوهانسبورغ اليوم 2 أفريل». واقترن اسم السيدة ويني واسمها الحقيقي «نومزامو وينفريد زانيوي ماديكزيلا «، بنضال زوجها الراحل ورمز الكفاح ضد نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا، الرئيس نيلسون مانديلا وهو ما أكسبها شعبية و»كاريزما» أهلتها لأن تكون سيدة دولة جنوب إفريقيا الأولى بعد أن وقفت إلى جانب زوجها طيلة عشرتهما الزوجية التي قاربت 38 عاما وكانت ساعده الأيمن أمام كل المحن التي واجهته في زنزانة الاعتقال ويوم تولى مقاليد السلطة في بلاده، رئيسا. ولدت ويني مانديلا بمدينة الكاب سنة 1936 التي ينحدر منها الرئيس مانديلا أيضا والذي اقترنت به سنة 1958، وهي في سن الواحدة والعشرين من عمرها، حيث رافقت مسيرته في السجن وخارجه مع كل العقبات التي فرضتها مسؤولياته على الحياة الزوجية بينهما وسياسة التضييق التي فرضها نظام الميز العنصري الذي لجأ في كثير من المرات إلى سجنها عقابا لها على تبنّيها لأفكار زوجها التحررية الرافضة لسياسة الابارتييد المسلطة على شعبها من طرف الأقلية البيضاء، العنصرية. وشغلت ويني، منصب مساعدة وزيرة الثقافة في حكومة زوجها سنة 1994، ولكنها لم تلبث أن طردت منها عاما بعد ذلك بسبب عدم امتثالها لأوامر حكومتها قبل أن يتم اتهامها بالتعذيب والغش سنة 2003، وهي الاتهامات التي شكلت المنعرج في حياة «أم الأمة الجنوب إفريقية» وحولتها من رمز مبجل إلى مجرد مسؤولة شغفتها حياة السلطة والتسلط وجعلت القس دسمونت توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام واحد رفقاء زوجها في معركة الانعتاق من نظام «الابارتييد» ليقول بشأنها «إنها كانت سيدة مرموقة وذات سمعة ومسموعة الكلمة خلال مرحلة الكفاح، وأيقونة التحرر ولكن شيئا وقع بعدها وجعل الأمور تسير إلى النّقيض». وسارت معها حياة الزوجين مانديلا وهما يمشيان اليد في اليد سنة 1990، العام الذي تم فيه طي صفحة أربعة قرون من نظام الميز العنصري إلى الطلاق بين سنة 1996.