محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    النفقان الأرضيان يوضعان حيز الخدمة    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    "ترقية حقوق المرأة الريفية" محور يوم دراسي    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن ننساك يا مانديلا
الثورة الجزائرية كانت مصدر إلهامه

كانت الثورة الجزائرية مصدر إلهام بالنسبة لنيلسون مانديلا لأنها كانت كما كتب في مذكراته بعنوان «الدرب الطويل نحو الحرية»: «النموذج الأقرب لثورتنا كان المجاهدين الجزائريين الذين واجهوا جالية هامة من المستعمرين البيض الذين كانوا يحكمون أغلبية الأهالي»، وأمضى نيلسون مانديلا خلال زيارته المغرب سنة 1961 «عدة أيام» مع ممثل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الدكتور شوقي مصطفاي الذي عرفه بمختلف مراحل الثورة الجزائرية، ودعي مانديلا بعدها إلى «وجدة» حيث زار وحدة قتال تابعة لجيش التحرير الوطني كانت تحارب في الميدان. وتذكر يقول «في لحظة معينة أخذت منظارا ورأيت جنودا فرنسيين من الجهة الأخرى من الحدود، أعترف أنني اعتقدت أنني رأيت جنودا بزي قوات الدفاع الجنوب الإفريقية».
حظى نيلسون مانديلا بشهرة عالمية، ويعرف الكثيرون قدرا كبيرا من التفاصيل عن حياته وعن سجله كسياسي ومناضل ضد الفصل العنصري (الأبارتيد) في جنوب إفريقيا. ولكن هناك العديد من الحقائق التي لا يعرفها الجزائريون عن الراحل الذي غادر إفريقيا في صمت، والكل يحيي نضاله وشجاعته وصبره من أجل الحرية والقضاء على التميز العنصري في بلده. ومن الهوايات التي كان يعجب بها «نيلسون مونديلا»، هي استراتيجية الدفاع والهجوم في الملاكمة كان مانديلا في شبابه مولعا بالملاكمة وبعدو المسافات الطويلة. حتى في سنوات سجنه التي دامت 27 عاما، كان يحرص على أداء التمارين الرياضية، وقال مانديلا في سيرته الشخصية «الطريق الطويل إلى الحرية»: «لم أكن معجبا بعنف الملاكمة بقدر إعجابي بالتقنية وراءها. ما كان يثير اهتمامي كيف يمكن للمرء التحرك لحماية نفسه، وبكيفية استخدام استراتيجية الهجوم والانسحاب وكيف يمكن للمرء أن ينظم نفسه طوال المباراة، كما كتب مانديلا: «الملاكمة تساوي بين الجميع، في الحلبة ينتفي السن والطبقة واللون.. لم أمارس الملاكمة بعد دخولي عالم السياسة. كان اهتمامي الرئيسي هو التدريب، وجدت أن المواظبة على التمرين يحد من التوتر. بعد تدريب مشدد، كنت أشعر بالخفة جسديا وعقليا»، ومن بين التذكارات في متحف عائلة مانديلا في «سويتو»، يمكنك أن تجد حزاما بطولة العالم الذي أهداه له الملاكم الأمريكي «شوغر راي لينارد».
مانديلا لم يكن اسمه نيلسون
ينتمي مانديلا لقبيلة «ماديبكان روليهلاهلا»، كان في التاسعة من عمره عندما أطلق عليه مدرس في المدرسة الابتدائية التي كان يدرس بها في كونو بجنوب افريقيا الاسم الانجليزي نيلسون وفقا لتقليد منح جميع الأطفال اسما جديدا، وكانت هذه ممارسة شائعة في جنوب إفريقيا وفي مناطق أخرى من القارة، حيث يطلق على الشخص اسم انجليزي يسهل على الأجانب نطقه، و«روليهلاهلا» ليس اسما شائعا بلغة الخوسا في جنوب إفريقيا فهو بإحدى اللغات الإحدى عشرة الرسمية في جنوب إفريقيا ويتحدثها 18 بالمئة فقط من السكان. ويعني الاسم حرفيا «جذب غصن الشجرة» ولكنه بصورة مجازية يعني «الطفل المشاغب». ولكن في جنوب إفريقيا كان يطلق على مناديلا اسم «ماديبا» وهو اسم قبيلته وكان الناس ينادونه به تأدبا.
كان ضمن قائمة مراقبة الإرهاب الأمريكية
قبل ذلك التاريخ لم يكن مانديلا وأعضاء آخرون في قيادة حزب المؤتمر الأفريقي قادرين على زيارة الولايات المتحدة دون ترخيص خاص من وزير الخارجية. فقد كان الحزب مصنفاً كمنظمة إرهابية من قبل حكومة الفصل العنصري (الأبارتيد) في جنوب أفريقيا.
نسي نظارته عندما أطلق سراحه من السجن
أطلق سراح مانديلا في 11 فيفري 1990 بعد سنوات من الضغوط السياسية ضد التفرقة العنصرية. وفي يوم اطلاق سراحه شعر «بالدهشة وببعض القلق»، كما قال لاحقا، وتم نقل مانديلا وزوجته آنذاك «ويني» ليلقي كلمة في حشد ضخم مبتهج بالافراج عنه. ولكن عندما فتح نص كلمته، اكتشف أنه نسي نظارته، واستعار نظارة ويني.
بعد اختبائه بسبب انشطته في «المؤتمر الوطني الافريقي» لقب مانديلا باسم «بمبرنيل الاسود» بسبب قدرته على التخفي وتفادي الشرطة، تيمنا برواية «بمبرنيل القرمزي»، التي تدور احداثها عن بطل سري الهوية، وتنكر مانديلا كسائق وطاهٍ وبستاني حتى يسافر في البلاد دون ان تلحظه السلطات. ولا يعلم احد كيف تم في نهاية المطاف الكشف عن هوية مانديلا والقاء القبض عليه رغم ان تحركاته كانت سرية وبهوية مختلقة.
درس مانديلا القانون بصورة متقطعة لمدة خمسين عاما منذ 1939، واخفق في نحو نصف المواد الدراسية.مانديلا وزملاؤه في دراسة القانون، ولكن دراسته الدبلوم لمدة عامين بعد انهاء الدراسة الجامعية سمحت له بممارسة المحاماة، وفي أوت 1952 أسس بالاشتراك مع اوليفر تامبو اول مكتب محاماة بإدارة محامين سود في جنوب افريقيا في جوهانسبرغ. وثابر مانديلا حتى حصل على درجة في الحقوق اثناء وجوده في السجن عام 1989.
أشاد قادة العالم بالرئيس السابق لجنوب افريقيا، نيلسون مانديلا، الذي وافته المنية، عن 95 عاما، بعد مسيرة نضالية أصبح فيها رمزا للدفاع عن الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون: «نيلسون مانديلا كان عملاقا في عمله من أجل العدالة ومصدر إلهام إنساني متواضع، وفي واشنطن، نعى الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، مانديلا، معتبرا انه كان رجلا شجاعا وطيبا». وأشاد بإرادته القوية للتضحية بحريته من أجل حرية الآخرين. وببريطانيا، كتب رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، في تغريدة: «نوراً كبيراً خبا.. نيلسون مانديلا كان بطل عصرنا»، ومن باريس، قال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس:«إن مانديلا كان عملاقا يتمتع بحضور قوي» و«أباً لجنوب إفريقيا». وأضاف في بيان: «مع نيلسون مانديلا يرحل ابو جنوب افريقيا، عماد النضال من أجل الحرية المستعادة ومن أجل المصالحة، ومن الصين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية، هونغ لي، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة: «شهرة مانديلا لا تنبع من كونه أب جنوب إفريقيا الجديدة فحسب بل لكونه اكتسب التوقير من كافة أنحاء العالم»، وفي مدريد، قال رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي: «مانديلا أبرز رموز التاريخ الحديث رمز الكفاح من أجل المساواة والكرامة الإنسانية.. في قلوب الجميع»، ونعته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون: «نيلسون مانديلا.. كان بطلا من أجل تحقيق العدالة والكرامة الإنسانية سأذكره دوما»، ومن القاهرة، أعلن المستشار الإعلامي للرئاسة المصرية أحمد المسلماني أن وفاة «نيلسون مانديلا خسارة كبيرة للإنسانية»، وأضاف أن «نبأ وفاته حزين للعالم كله». وقال أن مصر والقارة الإفريقية ستذكران اسم مانديلا ملازماً للمجد والفخر، كما أعرب أعضاء مجلس الأمن عن بالغ الحزن لوفاة مانديلا، مشيرين إلى أنه كان الزعيم الملهم الذي حول حياة ملايين المواطنين في جميع أنحاء العالم.
الرئيس الفلسطيني: «كان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا»
نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس فجر أمس
الرئيس الجنوب إفريقي السابق نيلسون مانديلا نقلا عن وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، قائلا: «ننعي الزعيم الأممي الكبير فقيد شعوب العالم أجمعها وزعيم جنوب إفريقيا وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا».
عضو المكتب السياسي بالأفلان، بوحجة:
«إفريقيا خسرت أحد أبنائها البررة»
قال السعيد بوحجة، عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، أن إفريقيا خسرت أحد أبنائها البررة بوفاة المناضل نيلسون مانديلا، باعتبار من الرواد الأوائل الدين حرروا جنوب إفريقيا من الاستعمار.
وأوضح بوحجة، أن مانديلا هو رجل كفاح وذو شخصية بارزة، وهب حياته للكفاح ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، إضافة إلى أنه رجل مسالم استطاع بفضل حنكته السياسية إحداث مصالحة بين الجنس الأبيض والأسود. وأضاف ذات المتحدث، أن نيلسون مانديلا، تمكن من بناء الدولة في جنوب إفريقيا وإحداث مؤسسات، إلى جانبه حفاظه على الاستقرار والاستمرار بالعمل المشترك للنهوض ومواكبة الدول المتقدمة. ومن جهة أخرى، ذكر بوحجة أن رئيس جنوب إفريقيا السابق مكث بالجزائر طويلا ببداية كفاحه، مضيفا أنه بوفاته قد انظم للشهداء.
نائب رئيس حركة «حمس»، سعيدى:
«مانديلا رمز للتداول السلمي على السلطة»
اعتبر سعيدى عبد الرحمن، نائب رئيس حركة «حمس»، وفاة المناضل والرئيس السابق لجنوب إفريقيا خسارة كبيرة لرمز من رموز المرحلة المعاصرة، ورموز النضال المستمر من أجل الشعوب وتحريرها، كما يعد أيضا خسارة لمعسكر المقاومة والحرية والدفاع عن الشعوب المحتلة. وقال سعيدي، أن مانديلا هو من أكثر الشخصيات التي كانت تقاوم التمييز العنصري، مضيفا أنه يعد من رموز التداول السلمي على السلطة، حيث لم يعطي لنفسه الشرعية في الحكم بما أنه من حرر الشعوب، إضافة إلى اعتباره رمز من رموز التخندق المستمر مع الشعوب المضطهدة والمحتلة والمقهورة عبر العالم. وأكد ذات المتحدث، أن نيلسون مانديلا هو قائد وسجل لكل من يريد انتهاج منهج المقاومة والصمود والنضال العادل والقضايا العادلة. وأضاف نائب رئيس حركة حمس، أن الجزائر تعتبر نيلسون مانديلا تكريس لمبادئ ثورتها ومن الشخصيات التي تعلمت وأخذت قيم وأبعاد ثورة التحرير الجزائرية منوها إلى أنه كانت له قاعدته للمقاومة وصبره ونضاله. من جهة أخرى، أكد سعيدي،أن الرئيس السابق لجنوب إفريقيا هو خسارة رغم كبر سنه، معتبرا أن الرموز لا تقاس بالسنوات، مضيفا أنه سيبقى خالدا في التاريخ لانه من العظماء الذين يخلدهم التاريخ في النضال الإيجابي وتحرير الشعوب.
الناطق الرسمي لحزب العمال، جودي:
«مانديلا رجل قدم الكثير من التضحيات»
أكد جلول جودي، الناطق الرسمي لحزب العمال، أن نيلسون مانديلا رجل ترك بصمته في التاريخ من خلال نضاله ضد التمييز العنصري، موضحا أنه رغم العوائق والصعوبات وتعرضه للسجن إلا أنه تمكن من مقاومة كل هذه العقبات من أجل الوصول إلى الأهداف التي سطرها من بينها إعادة الاعتبار للزنوج بجنوب إفريقيا. وقال جودي، أن المسار التاريخي النضالي للرئيس السابق لجنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا تضمن الكثير من التضحيات، مفيدا أنه رغم وفاته في سن 95 سنة، إلا أنه ترك التاريخ يتحدث عنه باعتباره رمز من رموز النضال والدفاع عن حقوق الشعوب المحتلة.
قسوم: «مانديلا يبكيه كل مناضلي العالم»
أكد الدكتور قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن غياب مانديلا عن الإنسانية في مثل هذا اليوم هو غياب لعقل آمن بالحرية، نيلسون هو أحد مناضلي الإنسانية من أجل تحقيق الحرية والعدالة في العالم بأسره ولا يبكيه الإفريقيون وحدهم، وإنما يبكيه كل المناضلين في العالم الذين آمنوا بالحق في الحياة وناضلوا من أجله وتحملوا شتى أنواع المعاناة من أجل تحقيق هذا الهدف، وأشار قسوم إلى أن عزاؤنا في فقدان شخصية مانديلا هو رسمه للإنسانية قاطبة وللمناضلين خطا واضحا يتجلى في التضحيات والإيمان بالنصر والإستقلال.
بن براهم: «نيلسون همزة وصل بين الأجيال المختلفة»
أفاد نور الدين بن براهم رئيس جمعية «أضواء رايتس» للديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان أن اسم نيلسون مانديلا قد اقترن بقيم التحرر، النضال والكفاح معبرا بالقول: «منذ صغرنا ونحن نسمع عن هذه الشخصية التي حققت الكرامة للإنسان الإفريقي»، وأشار بن براهم إلى أن الفقيد يعد حلقة في مسار مدرسة النضال التي تؤمن بحقوق الإنسان والقضاء على العنصرية ومناشدة قضايا التحرر، كاشفا أن شخصية مانديلا متجذرة في ثقافة الشعوب التي تناشد التحرر وهذه الشخصية تمثل همزة وصل بين الأجيال المختلفة حيث عاش في القارة الإفريقية فترة من الزمن، تنفس فيها ورحل تاركا وراءه هذا المسار الطويل من الكفاح والنضال.
عباد: «يكفي أنه حظي بيوم عالمي وهو حي يرزق»
قال محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد أن مناضل الحرية نيلسون مانديلا هو الرجل الوحيد في العالم الذي كرمته الأمم المتحدة بيوم عالمي يكرم فيه البطل في 17 جويلية من كل عام وهو حي يرزق بفعل إسهاماته التحررية والمناضلة ضد الميز العنصري، وأكد عباد أن مانديلا زار الجزائر فور خروجه من السجن في بداية الستينيات خلال الثورة التحريرية أين شارك في تدريبات مع الجيش الوطني في الحدود ساهم في نشأة علاقة خاصة من الجزائر، وأشار عباد إلى أنه ليس فقط جنوب إفريقيا من فقد رمز وإنما كل الشعوب قد فقدت رجلا رمزا أحب السلم وناضل من أجله.
أحمد قادة: «فقدنا رجلا عظيما.. ومانديلا ساند الثورة»
صرح أحمد قادة المكلف بالاتصال في التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في اتصال هاتفي بأنه بوفاة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا أول أمس يكون العالم الحر «قد فقد رجلا عظيما ومناضلا كبيرا ضد العنصرية منذ عقود، وهو رمز وصاحب القضايا العادلة من أجل التحرر ضد الاضطهاد والاستبداد والعبودية خاصة بالنسبة للشعوب المظلومة والمقموعة كالشعب الفلسطيني والصحراوي، وقال قادة بهذه المناسبة الأليمة "يجب أن لا ننسى أن نذكر أجيال الاستقلال ، وبأن الزعيم مانديلا قد زار الجزائر وهي تحارب من أجل استقلالها، وتعاون مع قادة ثورتنا المباركة من أجل دعمها وكذا تدريب النود الأفارقة داخل قواعد ومراكز الجيش الوطني.
*******
مانديلا.. رجل استثمر الرياضة لتوحيد جنوب إفريقيا
عن عمر ناهز ال95 عاماً، توقّفت حياة الرجل الأكثر تأثيراً في تاريخ جنوب إفريقيا خاصة والعالم عامة، لكن «ماديبا» رحل بعد أن نجح في توحيد بلاد «قوس قزح» واستئصال ورم التمييز العنصري الذي قتل الحياة والاستقرار في جنوب القارة السمراء.
«الطفل المشاغب» أو «روليهلاهلا» هو الاسم الأصلي لمانديلا قبل أن يطلق عليه معلمه بالمدرسة الابتدائية اسم نيلسون وفقاً للممارسة الشائعة في جنوب إفريقيا، إذ يطلق على الشخص اسم إنكليزي ليسهُل نطقه على الأجانب. «روليهلاهلا»، لم يكن يعرف وهو في قبيلة ماديبا أنه سيكون رمزاً لجنوب إفريقيا والعالم في يوم ما، لكن الأقدار قادته لذلك وبات أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ بلاده، بل إنه الأكثر تأثيراً، إذ أنهى بنضالاته سنوات من العدمية والتشتت كانت تعيشها جنوب إفريقيا بسبب نظام التمييز العنصري الذي سيطر عليها ل43 عاماً.
الرياضة همزة وصل بين أبناء الشعب الواحد
لم تكن أشكال النضال عند مانديلا مقتصرة على المنابر السياسية فقط، بل استغلّ الرياضة ليقرّب بين أبناء الشعب الواحد ونجح في جعل (السود) يعشقون الركبي رياضة (البيض)، و(البيض) يعشقون كرة القدم رياضة (السود)، إذ أن نظام التمييز العنصري في بلاد "قوس قزح" امتدّ ليشمل الفصل بين الجماهير في الملاعب، فهؤلاء جمهور الركبي والآخرون جمهور كرة القدم. وفي عام 1995 أي بعد عام من انتخاب نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد، فازت جنوب إفريقيا ببطولة العالم للركبي على حساب منتخب نيوزيلندا (15-12) وقدّم مانديلا رسالة سلام لأبناء بلاده بعد أن ارتدى قميص قائد المنتخب فرانسوا بينار وعليه الرقم الذي سجن به طيلة 27 عاماً في فترة التمييز العنصري (46664)، وقدّم مانديلا الكأس لبينار في حركة جلبت (السود) للعبة الركبي، وباتت ملاعب هذه اللعبة في جنوب إفريقيا مفتوحة للجميع دون وجود حواجز عنصرية، فالملهم والقدوة مدّ يده لأبناء بلده من (البيض) وتبعه الجميع فتعزّزت الوحدة الوطنية التي لطالما كان يحلم بها. في العام التالي نظّمت جنوب إفريقيا كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وأتيحت للزعيم فرصة أخرى ليبعث برسالة جديدة للبلد الذي بدأ يجد سبيله نحو السلام، إذ توّج منتخب "بافانا بافانا" باللقب الإفريقي على حساب المنتخب التونسي (2-صفر)، وفاجأ مانديلا الجميع بارتداء قميص اللاعب الأبيض نيل توفي قائد المنتخب آنذاك، وقدّم له رمز البطولة الذي كان حدثاً مهماً في البلاد، لكن الأهم هو الوحدة الوطنية التي تجلّت في نهائي 1996 الذي انصهر فيه (البيض والسود) تحت راية جنوب إفريقيا. وقال الزعيم يومها: «كرة القدم والركبي والكريكيت وغيرها من الرياضات لديها القدرة على تضميد الجراح».
مانديلا الملاكم النبيل
يبدو أن الإصرار الذي يتميّز به مانديلا كان نتاج الشخصية الفريدة التي تمتّع بها ابن «ماديبا» لكنه أيضاً يأتي من وراء عشقه لرياضة الفن النبيل الملاكمة، إذ كان الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا شديد الإعجاب برياضة الأقوياء فانسحبت القوّة والإصرار والشجاعة التي تميّز الملاكمة على شخصيته فاكتسب روح القيادة وتبنّى استراتيجية الهجوم على أعداء المساواة والتسامح والدفاع عن أنصار الديمقراطية والحرية في جنوب افريقيا.
يقول مانديلا واصفاً علاقته بالملاكمة: «لم أكن معجباً بعنف الملاكمة بقدر إعجابي بمهاراتها، ما كان يثير اهتمامي، كيف يمكن للمرء التحرّك لحماية نفسه، وكيفية استخدام استراتيجية الهجوم والدفاع وكيف يمكن للمرء أن ينظّم نفسه طوال المباراة». ويضيف: «الملاكمة تساوي بين الجميع، في الحلبة تنتفي فوارق السن والطبقية واللون». عشق مانديلا للملاكمة كان ملهماً لأساطير هذه الرياضة، إذ أحبه الكثير من الملاكمين وأبرزهم الملاكم الأميركي الأسطورة محمد علي كلاي، الذي وصفه بالرجل الذي علّم العالم المغفرة. وقال محمد علي: «أكثر شيء سأتذكره عن مانديلا هو أنه رجل قلبه ونفسه وروحه لا يمكن تقييدها بالعنصرية وقضبان الحديد أو الكراهية والانتقام، لقد علّمنا المغفرة على نطاق واسع». وذهب بعض الملاكمين العالميين إلى إهداء مانديلا بطولاتهم اعترافاً منهم بفضل هذا الرجل في الحدّ من معضلة العنصرية التي مازالت إلى اليوم تسجّل حضورها في بعض الأماكن من العالم رغم أن الجميع تبنّى فكرة مانديلا في محاربتها واستئصالها بين الشعوب. ومن بين أساطير الملاكمة الذين أهدوا مانديلا ألقابهم الأميركيان جو فريزر وشوغر راي لينارد، وتحتفظ عائلة الزعيم الراحل بهذه التذكارات في متحف مانديلا بمدينة سويتو بجنوب إفريقيا. رغم نضالاته السياسية والاجتماعية، لم يغفل زعيم جنوب إفريقيا عن دور الرياضة في زرع مبادئ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، واستغلّها ليزيل الجدار العنصري القاسي الذي مزّق بلاده وحجب عنها نور السلام والتسامح، فكانت كما انتظرها جسراً لعبور شعبه من نفق التمييز العنصري إلى أفق القيم الإنسانية النبيلة.
نجوم كرة القدم ينعون الرّمز مانديلا
قبيل إجراء قرعة مونديال 2014 بالبرازيل، تلقّى العالم نبأ وفاة أحد رموز الإنسانية، الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق نيلسون مانديلا، الذي شكّل خبر وفاته صدمة كبيرة لنجوم الرياضة، وخاصة كرة القدم. وكتب أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلاً: "لقد كان قدوتي، وصديقي، وشريكي في الدعوة للتسامح وترسيخ قيم الإنسانية". من جهة أخرى قال نجم المنتخب البرازيلي السابق روماريو: "لقد ترك بصمته في هذا العالم، وقدّم درساً تاريخياً للإنسانية". كما عبّر الظاهرة البرازيلي رونالدو عن امتنانه لما قدّمه مانديلا للإنسانية قائلاً: "لقد غيّرت العالم نحو الأفضل، أرقد بسلام". وأضاف رونالدو: "شكراً على النضالات التي قدّمتها من أجلنا، ستبقى معنا دائماً". من جهته كتب البرتغالي كريستيانو رونالدو أبرز المرشّحين لنيل الكرة الذهبية: «شكراً مانديلا على هذا الإرث العظيم الذي تركته للعالم، ستبقى دائماً معنا».
وعبّر الأمين العام للاتّحاد الدولي لكرة القدم جيروم فالكه عن حزنه الشديد لوفاة مانديلا قائلاً: «إنني حزين جدّاً لتلقّي خبر وفاة الزعيم مانديلا، الكلمات لا يمكن أن تعبّر عن عظمة هذا الرجل الذي تشرّفت بلقائه».
*******
ارتبط اسمه بالنضال ضد العنصرية
نيلسون روليهلاهلا مانديلا من مواليد 18 جويلية 1918، توفي في 5 ديسمبر 2013، سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي إفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي African National Congress ANC في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999. ولد في قبيلة الكوسا (Xhosa) للعائلة المالكة تيمبو (Thembu). درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955. عمل كمحام، وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة اومكونتو وي سيزوي المتشددة Umkhonto we Sizwe : MK في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة. مكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دوليا، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة «بان آم 103»، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال «مؤسسة نيلسون مانديلا». أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي. يتمتع ماندبلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه «أبو الأمة».
الطفولة 1918-1936
ولد مانديلا في 18 جويلية 1918 في قرية مفيتزو Mvezo بمقاطعة أوماتاتا (Umtatu)، بإقليم ترانسكاي في جنوب إفريقيا. سمي «روليهلاهلا»، ويعني «نازع الأغصان من الشجر» أو بالعامية «المشاكس»، وفي السنوات اللاحقة أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا. أحد أجداده من جهة والده، نغوبنغوكا Ngubengcuka، كان حاكما لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا. هذا الملك، كان له إبن اسمه مانديلا هو جد نيلسون ومصدر لقبه. لأن مانديلا لم يكن سوى طفل الملك من زوجة من عشيرة اكزيبا Ixhiba، أو ما يسمى ب«الفرع الأيسر»، فكان غير مؤهلا ليرث العرش ولكنه أعتبر مستشار الورثة الملكيين. ومع ذلك، كان والده، غادلا هنري مفاكانيسوا Gadla Henry Mphakanyiswa، زعيما محليا ومستشار للملك، تم تعيينه في المنصب في عام 1915، بعد أن اتهم مجلس حكام أبيض سلفه بالفساد. في عام 1926، أقيل غادلا أيضا من منصبه بتهمة الفساد، قيل لنيلسون أنه فقد وظيفته بسبب وقوفه ضد في مطالب المجلس غير المعقولة. كان محب للإله «كاماتا Qamata»، كان غادلا متزوج من أربع نسوة، ولديه أربعة أولاد وتسع بنات، يعيشون في قرى مختلفة. وكانت والدة نيلسون «نوسيكا فاني» (Nosekeni Fanny) هي الزوجة الثالثة، وهي ابنة انكيداما (Nkedama) من «الفرع الأيمن» وعضوا في أمامبفو (amaMpemvu) من عشيرة كوسا. في سنواته الأولى، هيمنت على حياته «العادات والطقوس والمحرمات» شب مانديلا مع اثنين من أخواته في مسكن والدته بقرية Qunu، وكان يرعى قطعان الماشية صبي ويمضي معظم الوقت في الخارج مع أولاد آخرين. كان والداه أميين، ولكن والدته التي اعتنقت المسيحية أرسلته إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو بعمر سبعة سنين. عمد كميثودي، وأعطى معلم مانديلا به اسما إنجليزيا هو "نيلسون" كإسم أول. عندما كان مانديلا في التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في كونو Qunu، حيث توفي بمرض لم يشخص يعتقد مانديلا أنه من أمراض الرئة. قال في وقت لاحق أنه ورث من والده «التمرد بفخر« و«إحساس عنيد بالعدالة». أخذته والدته إلى «المكان العظيم» Great Place قصر في مكيكزوبي Mqhekezweni، أين كان تحت رعاية الوصي على عرش تيمبو، الزعيم يونجينتابا دالينديبو (Jongintaba Dalindyebo). ولم يرى أمه مرة أخرى لسنوات عديدة، ورأى مانديلا أن يونجينتابا وزوجته نو-إنغلاند (Noengland) عاملاه وكأنه طفلهما، بنفس مقام الإبن جستيس (Justice) والبنت نومافو (Nomafu). كان مانديلا يتردد على الكنيسة كل يوم أحد مع الأوصياء، حتى أصبحت للمسيحية مكانة خاصة في حياته. التحق بمدرسة البعثة الميثودية الواقعة بجانب القصر، حيث درس اللغة الإنجليزية و كوسا (Xhosa) والتاريخ والجغرافيا. فأحب التاريخ الأفريقي، من خلال استماعه إلى حكايات الزوار المسنين إلى القصر، وتأثر بالخطاب المعادي للإمبريالية الزعيم Joyi. وفي وقتها كان يعتبر المستعمرين الأوروبيين ومحسنين، وليسوا ظالمين. بعمر 16 سنة، سافر مع جستيس والعديد من الأولاد الآخرين إلى تايهالارها Tyhalarha للخضوع لطقوس الختان وهو رمز لانتقالهم من الطفولة إلى الرجولة، وبعد اتمام الطقوس، سمي ب داليبهونغا "Dalibunga".
كلاركبري، هيلدتاون وفورت هير 1936-1940
ورغبة منه في اكتساب المهارات اللازمة ليصبح المستشار الخاص لبيت تيمبو الملكي، بدأ مانديلا دراسته الثانوية في معهد كلاركبري (بالإنجليزية: Clarkebury Boarding Institute) في Engcobo، وهي مؤسسة على النمط الغربي وأكبر مدرسة للأفارقة السود في تيمبولاند. وشجع الاختلاط القائم بين الطلبة على قدم المساواة، نيلسون في تغيير طبيعته "المنغلقة"، حيث بنى صداقة مميزة مع فتاة لأول مرة، وبدأ في ممارسة الرياضة وطور حبه للحدائق استكمال الشهادة في عامين، وفي عام 1937 انتقل إلى هيلدتاون بالإنجليزية Healdtown، إلى كلية ميثودية في فورت بوفورت مر بها معظم الحاشية المالكة بتيمبو، وكذا جستيس. مدير المدرسة أكد على تفوق الثقافة الإنجليزية، والحكومة، ولكن اهتمام مانديلا تزايد بالثقافة الأفريقية الأم واتخذ أول صديق من خارج كوسا، يتحدث لغة السوتو، وتأثر بأحد أفضل معلميه، رجل من كوسا كسر أحد محرماتها بزواجه بامرأة من السوتو. كان مانديلا يقضي بعض من وقت فراغه في الملاكمة والركض لمسافات طويلة، في السنة الثانية صار مانديلا محافظا. بدعم من يونجينتابا، بدأ مانديلا التحضير لليسانس الفنون بالإنجليزية: Bachelor of Arts وهي درجة في جامعة فورت هير، جامعة النخبة السوداء بحوالي 150 طالبا في أليس، في الكاب الشرقية. هناك درس اللغة الإنجليزية والأنثروبولوجيا والسياسة والإدارة المحلية والقانون الهولندي الروماني في سنته الأولى، رغبة منه ليصبح مترجما أو كاتبا في وزارة الشؤون المحلية. بقي مانديلا في مهجع ويسلي هاوس، حيث صادق أوليفر تامبو وقريبه ماتانزيما. واصل اهتمامه بالرياضة، أخذ مانديلا دروسا في الرقص، [31] كما تميز في تمثيل مسرحية درامية عن أبراهام لينكون. أصبح عضوا في جمعية الطلبة المسيحيين، وقدم فصولا في الكتاب المقدس للمجتمع المحلي، وصار مناصرا صريحا لجهود الحرب البريطانية عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية. كان لديه أصدقاء متصلين بالمؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) والحركة المناهضة للإمبريالية، ولكن مانديلا تجنب التورط فيها. تلقى مساعدة من لجنة إسكان طلبة السنة الأولى والتي هيمنة على سنواته التالية، فبنهاية السنة الأولى انخرط في مقاطعة مجلس الطلاب، والذي كلفه توقيفا مؤقتا من الجامعة، فغادرها من دون شهادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.