دعا المشاركون خلال يوم دراسي حول الصحة المنزلية، انتظم أوّل أمس ببومرداس، إلى تكثيف التوعية بخصوص خدمة الاستشفاء المنزلي، بالنظر إلى الأرقام المحتشمة المسجلة، رغم أنها خدمة راقية تهتم بالاعتناء بالمرضى، لاسيما المزمنين وكبار السن ومرضى السرطان، توازيا مع النجاح الذي تسجله مختلف وحدات العلاج المنزلي التي حققت من جانبها قرابة خمسة آلاف تدخل خلال 2017. تسجل بومرداس فرقتين للاستشفاء المنزلي لكل من مستشفى الثنية ومستشفى برج منايل، حققت خلال 2017 عدة تدخلات، لكنها تظل محتشمة بسبب عدم انخراط المواطنين ضمن هذه المنهجية، حيث أن الذهنية السائدة تعنى بترك المريض في المستشفى لوجود أرمادة من الأطباء الذين يمكنهم التدخل في أية لحظة، إن لزم الأمر، وهذا ما حذا بالمختصين إلى التأكيد على أهمية التوعية بهذه الخدمة الطبية التي تهدف إلى تحسين متواصل بكل ما يتعلق بالمرضى، حيث تكشف وهيبة أملال من مستشفى برج منايل، عن تسجيل عشر تدخلات فقط خلال 2017 لفرقة الاستشفاء المنزلي التابعة للمستشفى، والتي تغطي إقليم ثلاث دوائر هي؛ برج منايل، الناصرية ويسر، أي تغطية قرابة 300 ألف ساكن، وهو عدد، قالت بشأنه، لا يسمو إلى هدف هذه الخدمة الطبية الراقية التي تسعى إلى التكفّل بالمريض وسط محيطه، بما يحفّز على تحسنه، وكذا تخفيف الضغط المسجل على المستشفيات، تقول "لا أنكر صواب الطرح الذي يقول بأن التكفّل بالمستشفى جيد، بفضل وجود الأطباء في أي وقت، لكن المريض الذي أكد بشأنه الطبيب أنه يمكنه الخروج والعودة إلى المنزل، حيث سيحاط بعناية أهله ومقربيه، فإنه الأدرى بالحالة المرضية التي يعالجها، إضافة إلى أن المحيط الأسري يساهم بقدر كبير في تحسن الحالة النفسية للمريض، بالتالي حالته الجسمية، وهنا لا بد من تكثيف التحسيس حول هذه المسألة حتى نرفع الضغط المسجل على الاستشفاء"، وأضافت في السياق أن المستشفى الذي يحوي 262 سريرا، يسجل اكتظاظا ‘مزمنا' لاسيما مصلحة الطب الداخلي بمائة في المائة. بالحديث عن الصحة المنزلية محور اليوم الدراسي أول أمس، فإن وحدة العلاج المنزلي للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية "الشهيد محمد بويحياوي" ببومرداس، طالبت بتجسيد وعد سابق من خلال دعمها بسيارة إسعاف موجهة خصيصا لفرقة العلاج المنزلي، تحسينا لهذه الخدمة، لاسيما أنّ الوحدة رائدة في هذه الخدمة على المستوى الوطني، حيث حققت آلاف التدخلات منذ فتحها في 2011، إلى غاية صدور المرسوم الوزاري رقم 136 المتعلق بإنشاء وتنظيم وتسيير العلاج المنزلي، الذي أضفى عليها الطابع الرسمي وزادها دفعا لتحسين التكفل بالمرضى في منازلهم. حسب عبد النور بوجمعي، مساعد تمريض مكلف بالعلاج المنزلي على مستوى العيادة، متحدثا إلى "المساء"، على هامش اللقاء، فإن هذه الوحدة حققت خلال الثلاثي الأول من العام الجاري ما يصل إلى 978 تدخلا في مجال تقديم مختلف الخدمات الصحية منزليا، خاصة بالنسبة للمرضى المزمنين ومرضى السرطان وكبار السن والمعاقين، وغيرهم ممن يتعذر عليهم التنقل إلى مختلف المؤسسات الصحية لتلقي العلاج. تغطي الوحدة التي تشرف عليها عشر بلديات تابعة لاختصاص المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، كل الخدمات الصحية التي يمكن تقديمها للمرضى على مستوى العياداتو، خاصة المرضى المزمنين، ومنهم المصابون بالقدم السكري وبمرض الفراش ومرضى السرطان، إلى جانب أولئك الذين خضعوا لعملية جراحية ويصعب عليهم التنقل يوميا إلى المصحات والعيادات لتغيير الضمادات أو إجراء الحقن، وحتى إجراء التحاليل الطبية والتمييه وكذا النظافة الجسمية والوقاية الصحية. الجدير بالذكر أن القطاع الصحي لولاية بومرداس يحصي أربع فرق للعلاج المنزلي، تضم طبيبا عاما وممرضين ومجهزة بوسائل التمريض اللازمة، وقد قدمت هذه الفرق خلال السنة الماضية، أزيد من 4600 علاجا منزليا بكل إقليم الولاية، في الوقت الذي تبقى أرقام الاستشفاء المنزلي أقل من ذلك بكثير.