ذكر السيد عبد الكريم بن بية، مدير المؤسسة الجوارية للصحة العمومية "بوشنافة"، أن المؤسسة حققت خلال عام 2015 ما يصل إلى 181 عملية علاج منزلي، وهو ما سمح بتخفيف الضغط على المؤسسة، بالنظر إلى كثافة الاستشارات الطبية، وقال بأن 2016 ستكون سنة التحسيس الواسع بإيجابية العلاج المنزلي، لكن لحالات مرضية معينة وليس للجميع. يشكل العلاج المنزلي إحدى أهم الخطوات التي اتخذتها وزارة الصحة والقاضية بتخصيص فرقة طبية تتنقل إلى المريض في بيته من أجل علاجه، وهي الخطوة التي تهدف إلى تخفيف الضغط على المستشفيات تحديدا، وتعرف كثافة كبيرة سواء في استشارات الطب العام أو الاستشارات المتخصصة أو حتى في الاستشفاء. وقال السيد عبد الكريم بن بية في مقابلة خاصة مع "المساء"، على هامش انعقاد الصالون الوطني الأول للإعلام حول السرطان؛ سمحت تجربة العلاج المنزلي التي جاءت بها التعليمة الوزارية رقم 136 الصادرة في 27 ديسمبر 2015، بتحقيق تقدم ملحوظ في تقريب العلاج من المواطن، وهو المُراد بالسياسة الصحية الجوارية، ملفتا إلى أن خروج فرقة طبية متكونة من طبيب عام وممرض يكون وفق طلب يتقدم به المريض أو ذووه، وتكون أيضا بموجب وصفة طبية محررة من طرف الطبيب المعالج تحدد بروتوكول العلاج، أي تشرح الحالة المرضية للمريض الطالب للعلاج المنزلي، وبعدها يتم تقييم الحالة وإرسال الفرقة الطبية إليه في المنزل. ولا يستفيد كل المرضى من هذه الخطوة العلاجية الإيجابية، وإنما تقتصر على فئات معينة، منها المعاقون وكبار السن والحوامل ممن لا يمكنه بلوغ العيادات الصحية، أو حتى المرضى على الأسرّة ممن لا يمكنهم التنقل من أجل العلاج"، وهنا لا بد من توضيح الأمر أكثر للمواطنين، حيث كثيرا ما نتلقى بعض الصعوبات في شرح الوضع لهم، فالكثيرون يطلبون العلاج المنزلي عبر الرقم الأخضر التابع لنا، والقانون لا يسمح لنا بتلبية طلبهم، لذلك قررنا تخصيص السنة الجارية للتحسيس الواسع بهدف التعريف بخطوة العلاج المنزلي ومن له أحقية الاستفادة من هذه الخدمة من المرضى"، يوضح نفس المسؤول. ملفتا إلى تسجيل حالات مصابة بتعقيدات الأنفلونزا الموسمية، طلبت علاجا منزليا وتم رفضها بموجب التعليمة الوزارية المذكورة. وقد حققت المؤسسة الجوارية للصحة العمومية "بوشنافة" خلال عام 2015 181 خرجة علاجية تغطي 09 دوائر تابعة لهذه المؤسسة، مع تسجيل أكبر تدخل في بلدية تقصراين ب25 تدخلا، علما أن معظم التدخلات تكون في عطل نهاية الأسبوع والأعياد. وبالتفصيل، قال المسؤول بأن فرق العلاج المنزلي المتكونة من ممرض وعون أمن حققت 111 حالة علاج منزلي من تغيير الضمادات وغيرها، وكذا 71 خرجة لطبيب عام من أجل إجراء فحص طبي لحالات مرضية معينة. وأردف أنه منذ الفاتح جانفي 2016 إلى اليوم، سجلت مؤسسة "بوشنافة" تقريبا تدخلا واحدا في كل بلديات الدوائر التابعة لها. "بما فيها البلديات الميسورة، على غرار بلدية حيدرة وبئر مراد رايس، أين سجلنا حالتين مرضيتين لكل منهما استدعت تدخلا علاجيا منزليا". كما عرف شهر فيفري الجاري تدخلين اثنين للفرقة الطبية في مجال العلاج المنزلي، ويتعلق الأمر بحالتين مرضيتين أصيبتا بجلطة دماغية، مع الإشارة إلى أن هذه الخرجات تكون فقط بين الثامنة صباحا والرابعة بعد الزوال، ويأمل نفس المسؤول أن تعرف خطوة العلاج المنزلي تمديد ساعات تدخلها، خاصة ليلا، شريطة دعم الفرق الطبية وخاصة شبه الطبية التي تسجل عجزا ملحوظا. وجدير بالذكر أن العلاج المنزلي يتعلق بالتكفل بالأمراض المزمنة وتخفيف الضغط عن المستشفيات والعيادات الجوارية بغرض تقريب الصحة من المواطن، خاصة من فئة المسنين والمعاقين ممن يفضلون البقاء في منازلهم وتلقي العلاج، حسب تعريف وزارة الصحة، علما أن الدراسات الطبية المتخصصة أكدت أن الراحة النفسية للمريض تساهم في نجاح العلاج بنسبة تصل إلى 90 %، وهو الهدف الأول لخطوة العلاج المنزلي التي تضع المريض في محيطه العائلي، بالتالي إنجاح عملية علاجه.