تسجل متوسطة "عيسى مسعودي" ببلدية الكاليتوس في العاصمة، نقصا كبيرا في التجهيزات أثر على سير الدروس وساهم في هدر الوقت، حسب بعض الأساتذة الذين وجدوا أنفسهم في حيرة عندما ينطلقون في تقديم الدروس، ويجدون أن بعض التلاميذ لا يستطيعون الجلوس بسبب نقص الكراسي، مما يضطرهم إلى جلبها من أقسام أخرى. وقد لاحظت "المساء" هذه الظاهرة بالمتوسطة، والتي وصفها رئيس جمعية أولياء التلاميذ بغير المريحة. عندما دق جرس الدخول قبل الثامنة صباحا، كان المشرفون التربويون يقومون بتنظيم صفوف التلاميذ بساحة المتوسطة الضيقة، حتى تكاد الصفوف تلتصق ببعضها، وكان عدد آخر من التلاميذ خارج أسوار المؤسسة يأتون تباعا، وحتى يجد الأساتذة مكانا للمرور بين الصفوف، يسارع بعضهم إلى الدخول بتلاميذهم إلى الأقسام، كي لا يختلط الحابل بالنابل. وحسب أحد الأساتذة الذي كان يتهيأ للدخول إلى القسم بالطابق الثاني، فإن مشكل الاكتظاظ أثر كثيرا على وضعية التدريس، وترك المؤطرين في حيرة من أمرهم، إضافة إلى نقص التجهيزات من طاولات وكراس، وقد أطلعنا محدثنا على "مقبرة" الطاولات والكراسي المكسرة التي وضعت في إحدى زوايا المتوسطة، قائلا: "لا أحد تحرك من أجل إصلاح هذا الكم الهائل من التجهيزات المكدسة منذ سنوات، والتي طالها الصدأ، وأن مديرية التربية التي هي على دراية بالمشكل لم تحرك ساكنا، رغم المراسلات العديدة التي بعثت بها إدارة المتوسطة، وكذا جمعية أولياء التلاميذ، السيد مداح الذي وجدناه بساحة المتوسطة، متأسفا عن الوضعية التي آلت إليها هذه المؤسسة التربوية التي لم تجد لها مديرية التربية لشرق العاصمة حلا، رغم تعاقب العديد من المديرين على تسييرها. شاهدت عندما كنت أتحدث مع رئيس الجمعية، بعض التلاميذ يحملون الكراسي ويتنقلون من رواق إلى آخر، ولما سألت محدثي ذكر لي أن هذا المشكل يزداد يوما بعد يوم، وأن الجهات الوصية لم تقدم أية مساعدة في هذا المجال، كما ذكر لنا رئيس جمعية أولياء التلاميذ أن الوضعية التي يعيشها التلاميذ والأساتذة وكل المؤطرين بهذه المتوسطة لا تبعث على الارتياح، بالنظر إلى العديد من النقائص التي تستدعي تدخل الوصاية، وأن حالة التدهور التي تشهدها المتوسطة أخلطت أوراق المؤطرين وصارت هاجس الأولياء، مما جعلهم لا يَأمنون على مستقبل أبنائهم. ذكر لنا أحد الأولياء، وجدناه بمدخل المتوسطة، أن هذه المؤسسة تكاد تكون خارج السيطرة، مشيرا إلى أنه يرى بين الحين والآخر بعض التلاميذ المشاغبين يتسلقون من الجدار الخلفي للمتوسطة، من أجل الدخول في أي وقت، وأن أعوان الأمن والمشرفين التربويين على قلتهم- لا يتمكنون من تأمين كل الزوايا التي يدخل منها حتى الغرباء، وأن هذا الأمر سينجر عنه لا محالة عواقب لا تحمد عقباها، مطالبا مديرية التربية بتوظيف عدد كاف من أعوان الأمن وكذا المشرفين التربويين للتحكم في الوضعية. ،في انتظار أن تتحرك مديرية التربية لشرق ولاية الجزائر من أجل حل جملة النقائص المسجلة، تبقى وضعية هذه المؤسسة التربوية خارج مجال التغطية والتكفل الإداري. رشيد كعبوب