شهدت مدينة بودواو مؤخرا، التنصيب الرسمي للجنة التقنية «كوفيبود» التي سيعهد إليها ملف التهيئة الشاملة للمدينة، التنصيب يعد الثالث من نوعه بعد كل من «كوفيب.بومرداس» و»كوفيدال.دلس»، في انتظار التنصيب المتوالي للجان التقنية لمدن الولاية، في خطوة تريد من خلالها السلطة التنفيذية تجسيد برنامج طموح يعنى بتحسين الإطار المعيشي للمواطن. ينسق عمل «كوفيبود» رئيس دائرة بودواو، يوسف سي بشير، الذي عرض مخطط عمل اللجنة المتضمن تسعة محاور للتدخل، تهتم بشكل عام بالتحسين الحضري للمدينة، بما فيه تهيئة الطرق والأرصفة وتعميم الإنارة العمومية المقتصدة للطاقة، تهيئة المساحات الخضراء وفضاءات اللعب، واهتمام خاص بتنظيم الحياة التجارية ووضع مخطط نقل جديد، دون إغفال الجانب الجمالي للمدينة، من خلال الاعتناء بالنظافة العمومية وتعميم الفكر الأخضر لإضفاء بعض ألوان الربيع على وجه بودواو الشاحب، بشهادة أهلها. مشاريع واعدة لتهيئة شاملة اللجنة وإن كان تنصيبها مؤخرا، إلا أنها شرعت في وقت سابق، بتأهيل قنوات ماء الشرب والصرف الصحي وغيرهما، تحسبا للانطلاق في تجسيد مشاريع طموحة هدفها ترقية الإطار المعيشي للمواطنين، حتى تكون النتائج المحققة موازية لحجم الأغلفة المالية التي يتم ضخها من أجل تحقيق وثبة تنموية في كل المجالات. فمن المشاريع الواعدة لتغيير وجه مدينة بودواو؛ تعليم مختلف مداخل المدينة من خلال تهيئة وإنشاء عناصر هندسية، مثل المعالم التذكارية ونافورات الماء، إلى جانب إنشاء شبكة طرق جديدة نحو مخارج المدينة غربا، إلى مدينة الرغاية، نحو العاصمة، على الطريق الوطني رقم 61، وإنجاز مخرج مباشر شرقا إلى ذراع لكحل نحو الطريق الوطني رقم 05، وتوسيع وسط المدينة، مع إنشاء جسر فوق وادي بودواو، وهي المشاريع التي تطرقت إليها «المساء» بالتفصيل في عدد سابق. أما في الشق المتعلق بالنقل، فقد تم تنصيب «لجنة المرور» بتاريخ 14 مارس 2018، للتكفل بورشة نصب اللوحات التوجيهية وإشارات المرور وكذا مواقف الحافلات، دون إغفال إنشاء حظيرة سيارات بطوابق تبلغ قدرة استيعابها ألف سيارة، على مساحة 6 آلاف متر مربع، تمنح في إطار الاستثمار الخاص. إضافة إلى العمل على تحويل المحطة البرية الحالية المتواجدة بمركز المدينة إلى منطقة المرجة، على مساحة 4 آلاف متر مربع، بغلاف مالي قدره أربعة ملايير سنتيم بغرض التهيئة، هو مشروع يمنح للاستثمار الخاص أو شراكة بين عام-خاص للتجسيد. 10 ملايير سنتيم لتعميم «اللاد» أما فيما يخص «إعادة إحياء المدينة»، فإن الورشة الأولى تعنى بتعميم الإنارة العمومية المقتصدة للطاقة «اللاد»، التي منحت الولاية بشأنها إعانة مالية ل»كوفيبود» قدرها 10 ملايير سنتيم. علما أن بودواو كانت إلى وقت قريب تغرق في الظلام، لاسيما على مستوى مخرجيها نحو العاصمة أو بومرداس. انطلقت مصالح الدائرة في تجسيد هذه التقنية بتخصيص غلاف مالي قدره 64 مليون دينار، منها 18 مليون دينار مساهمة بلدية بودواو. شمل المشروع إنارة شوارع الجامعة وبن عجال والإخوة قزولة والأربع مداخل الرئيسية لمركز المدينة. أكد المسؤولون بالبلدية «لا حديث عن تهيئة المدينة والتحسين الحضري إلا بإعادة فرض هيبة الدولة، من خلال تنظيم الحياة التجارية وتوحيد واجهات المحلات، إلى جانب توحيد الطلاء الذي يجمع بين الأبيض والأزرق البحري، واهتمام خاص بالنظافة العمومية والمساحات الخضراء». سجلت لجنة «كوفيبود» في هذا الشأن، مشاريع واعدة تعنى بتعميم الفكر الأخضر، مع تدخل خاص لمؤسسة «ماديفار» التي ستوكل لها مهمة تهيئة كامل المساحات الخضراء ببودواو. استنادا لبرنامج العمل المقدم من طرف منسق اللجنة، ينتظر إنشاء حوالي خمس مساحات خضراء، إلى جانب مشروع طموح وواعد يخص تهيئة منحدر «سيدي عيسى» بالمدخل الغربي لبودواو قدوما من الرغاية، والذي يعتبر واجهة المدينة. المشروع سيغير كلية وجه المدخل، حسبما لوحظ أثناء العرض، وهو حاليا قيد الإنجاز، غير أن غياب السيولة قد ترهن استكماله، حيث أن التقييم المالي الإجمالي للمشروع بعد الدراسة يقدر بحوالي 6 ملايير سنتيم، كانت مصالح البلدية قد انطلقت في تجسيد جزئه الأول بقيمة 1.2 مليار سنتيم، وينتظر لجنة «كوفيبود» العمل على إيجاد مصادر تمويلية لاستكماله كمشروع ضمن المشاريع ذات الاهتمام الأولي، أو انتظار تخصيص مبالغ مالية ضمن ميزانية البلدية القادمة، أو حتى تركيب مالي تمويلي يستعجل استكمال هذا المشروع الذي بدا جليا أنه سيغير مدخل بودواو. مشاريع طموحة.. قال والي بومرداس، عبد الرحمان مدني فواتيح، بالمناسبة، أن تنصيب اللجنة التقنية ببودواو «كوفيبود» لأداء مهامها، جاء «كعربون احترام لمدينة عريقة ارتبط اسمها بصانعي ألقاب وطنية وعالمية في الرياضة والثقافة والفن، وعرفانا للجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية إدارة ومنتخبين في سبيل تحسين الواقع المعيشي للمواطنين»، معتبرا المشاريع المقترحة «ثقيلة، لكن مشروعة». مذكرا بأن اللجان التقنية للمدن جاءت كي ترافق جهود المنتخبين في سبيل تحقيق وثبة تنموية تظهر إيجابياتها على أرض الواقع، مؤكدا على سياسة «اليد الممدودة» للمرافقة والتشجيع، والدور القادم سيكون من نصيب مدينة خميس الخشنة، ولجنة تقنية أخرى تهتم بترقية الحياة المدنية لمواطنيها «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون». حنان.س