يدخل المخطط الوطني للطفولة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الجاري، وذلك تزامنا مع تاريخ توقيع الجزائر على الاتفاقية الدولية الخاصة بالطفولة. المشروع بادرت بإعداده الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة بمساهمة عدة قطاعات وزارية وممثلين عن هيئات وطنية والمجتمع المدني، ويحمل هدف وضع خطة وطنية شاملة مبنية على معطيات علمية، بغية تحقيق رفاهية الطفل الجزائري والنهوض بهذه الشريحة من المجتمع. ويتضمن هذا المخطط محاور تخص عدة مجالات متعلقة بحياة الطفل، لا سيما منها ما تعلق بميدان الصحة والحقوق والتربية والحماية، كما يسعى أيضا إلى جمع كل المعطيات الخاصة بهذه المجالات، فضلا عن السهر على وضع آليات تنسيق بين السياسات المتخذة في مجال الطفولة لبلورتها في برنامج وطني موحد، مثلما جاء في كلمة الوزيرة نوارة جعفر خلال مشاركتها الصحفيين في عملهم بورشة التكوين حول حقوق الطفل. ومن ضمن المحاور التي يرتكز عليها المخطط، تسطير برنامج عمل للاتصال بمساهمة الصحافة الوطنية لترقية حقوق الطفل، وهي الخطوة القائمة على تكوين صحافيين ينتمون إلى مختلف المؤسسات الإعلامية بأشكالها الثلاث المرئية، المسموعة والمكتوبة، لما يلعبه الاتصال من دور كبير في مرافقة العمل العمومي. هذه الخطوة دأبت على تفعيلها الوزارة الوصية منذ 2005، بإخضاع الصحافيين للتكوين في مختلف القضايا ذات الصلة بالطفولة، ومنها ورشة التكوين الأخيرة المنظمة في 1 و2 ديسمبر الجاري بمعهد الدراسات العالية للمالية بالجزائر العاصمة، حيث استفاد حوالي 20 صحافيا من تكوين عالي المستوى بتأطير من الخبير الجزائري في الإعلام، الأستاذ سعيد شبين. وتمثل هذه الورشات التكوينية خطوة جديدة في العمل من خلال إشراك المجتمع المدني والأسرة نفسها، في رعاية حقوق أطفالها وإشراك المواطن في رعاية حقوق الطفل في الفضاء العام، إلى جانب العمل الذي تقوم به المؤسسات والهيئات الوطنية المعنية. وارتكزت محاور اليوم الأول حول موضوعين رئيسيين، أولهما "حق الأطفال الخاضعين للاستشفاء في مزاولة دراستهم"، فيما اختص المحور الثاني ب "عمالة الأطفال"، وهما المحوران اللذان شهدا نقاشا واسعا وعميقا من طرف الصحافيين الحاضرين، بمحاولة كل صحفي طرح وجهة نظره والحلول الممكنة من خلال استطلاعات وتحقيقات قام بها مسبقا، سواء حول الموضوع بعينه أو مواضيع أخرى ذات صلة. أما اليوم الثاني من التكوين، فارتكز بالأساس حول عمل الأفواج، لاقتراح مخطط عمل للجان الاتصال حول موضوع الطفولة في المجتمع الجزائري وطرق صيانتها في العناوين الإعلامية.. حيث اقترح كل فوج وجهة نظر عناصره حول العمل الإعلامي الذي يراه مناسبا، حتى يظهر حقيقة أهم المشاكل التي تعاني منها الطفولة في مجتمعنا.. فتباينت الرؤى حول انجاز يوميات، أسبوعيات حصص إذاعية وحتى قناة تلفزيونية خاصة بالأطفال. واجتمعت الأفواج حول نتيجة، مفادها تعزيز الاهتمام أكثر بالطفل الجزائري الذي يجد نفسه حاليا مشتت الذهن بين أولياء أموره الراكضين وراء سبل تذليل الصعوبات اليومية للحياة ومتطلباتها، وبين الواجبات الدراسية الكثيرة، وكذا وسائل الترفيه المنعدمة، ما يجعله يتسمر وراء التلفاز ويتلقى كل ما يبثه من ثقافة أجنبية لا توافق إطلاقا ثقافته الأصلية. أما المشرف على التكوين، الأستاذ شبّين، فقد نبّه لدى تقييمه لمختلف التدخلات، إلى ضرورة لفت انتباه كل المعنيين إلى إشكالية صيانة الطفولة الجزائرية حتى تعيش مراحلها الحياتية بشكل عادي يضمن استقرار المجتمع. جدير بالإشارة، إلى أن هذه الورشة التكوينية حول حقوق الطفل جاءت بعد نتيجة خرجت بها الوصاية في ورشة يومي 20 و21 جويلية 2008 تضمنت مجموعة ملاحظات، منها غياب الموضوعات حول الطفولة في وسائل الإعلام وضعف معالجة الموضوعات المتعلقة بالطفولة بشكل عام، مع انعدام تخصص الصحافيين في مجال حقوق الطفل، ضعف المساحات المخصصة للأطفال في وسائل الإعلام المختلفة، حاجة وسائل الإعلام إلى المرافقة الضرورية من طرف المؤسسات العمومية المعنية بالطفولة وتعزيز قدراتها المهنية والتقنية، مع ضرورة توفير المعلومات الرسمية الضرورية لعملها وتمكين المهنيين من الوصول إلى مصادر المعلومات. علما أن كل الاقتراحات والتوصيات التي خلصت إليها ورشة تكوين الإعلاميين، سيتم إدراجها ضمن مخطط الاتصال الجاري العمل على تنفيذه خلال السنوات القادمة، بمشاركة كل الأطراف التي ساهمت في إعداده بمرافقة وسائل الإعلام.