تشتهر ولاية سكيكدة عن غيرها من ولايات الوطن، بإنتاج نوع خاص من الفراولة، تسمى محليا "المكركبة" أو فراولة "روسيكادا"، إذ تعد ولاية رائدة بامتياز في مجال إنتاج هذه الفاكهة المميزة التي تختلف عن غيرها المنتجة في باقي ولايات الوطن، من حيث الذوق واللون والرائحة، الأمر الذي جعلها تتبوأ مرتبة مرموقة جعلت سكيكدة تخصها بعيد سنوي، يقام على شرفها بين شهر ماي وبداية شهر جوان، في أجواء تصنع أفراح السكيكديين. قصة تبدأ من1885 الفراولة سكيكدة المتميزة قصة وقصة، فحسب المصادر التي جمعتها «المساء» من عند عدد من منتجي هذه الفاكهة، ومن الغرفة الفلاحية للولاية، فإن أول منتوج للفراولة عرفته مدينة سكيكدة كان سنة 1885، وبالضبط بمرتفعات سطورة الجبلية المطلة على البحر، وعلى مستوى الشاطئ الكبير. وقد أحضرها من أوروبا أحد المعمرين الإيطاليين، زرعها في تلك المنطقة وأثمرت وكانت التجربة أنذاك ناجحة، حيث فتحت لأحد السكيكديين من أهالي المنطقة الفضول والشهية في آن واحد، لأخذ إحدى الفتلات من تلك النبتة العجيبة ذات الذوق المميز واللون المائل إلى الاحمرار، وفي غفلة عن المعمر، استطاع تمرير تلك الشتلة داخل حذائه البلاستيكي، خفية عن صاحب الأرض الذي كان يخضع كل عماله للتفتيش عند مغادرة المزرعة، ليقوم بغرسها، ولم يكتف بذلك بل راح يوزعها على باقي الفلاحين، إذ بعد نجاح التجربة التي قاموا بها راحوا يعرضون المنتوج في المدينة، مما فاجأ المعمر الذي وجد بالسوق منافسين له، ومن هنا بدأت حكاية فاكهة الفراولة في الانتشار من نصف هكتار سنة 1885، إلى حوالي 300 هكتار خلال سنة 2017، موزعة على بلديات سكيكدة وعين الزويت وبوشطاطة وتمالوس. وحسب الأرشيف الكولونيالي، فإن 14 عائلة إيطالية فقط اشتهرت خلال تلك الحقبة بزراعة الفراولة السكيكدية. سنة 1970 وفي إطار الإرشاد الفلاحي الذي اعتمده معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر، تم إدخال نوعين جديدين من الفراولة هما؛ "التيوغا" التي أصبحت نسبة إنتاجها محليا تقدر بحوالي 10 بالمائة، و"الدوغلاس" أيضا ب 10 بالمائة، وما يميزهما عن الباقي ؛ حجمهما الكبير نوعا ما وشكلهما الجميل، لكنهما تحملان نسبة عالية من الحموضة، لتبقى من إيجابيات هذين النوعين، قدرتهما على مقاومة النقل وتحمل مدة التخزين التي تصل إلى أربعة أيام. سنة 2006، قامت مصالح مديرية الفلاحة للولاية بإدخال نوع جديد من توت الأرض يسمى "الكوندونغا" التي تم تجريبها لأول مرة في نواحي المصيف القلي داخل بيوت بلاستيكية. للإشارة، يمارس هذا النوع من النشاط حاليا حوالي 600 عائلة، فيما شهد إنتاج السنة الأخيرة تقلصا كبيرا، حيث بلغ حوالي 50 هكتارا في القنطار الواحد، مما ساهم في ارتفاع الأسعار التي تراوحت خلال السنة الأخيرة بين 450 و500 دج للكيلوغرام، بعد أن كان سعرها سنة 2016 يتراوح بين 150 إلى 250 دج. فراولة "روسيكادا" الأجود ذوقا ونكهة توجد بسكيكدة أنواع كثيرة من الفراولة، "كالتيوغا" و"الدوغلاس" و"الكماروزا" و"تيتس سيلفا" و"أوزوغراندي" و"الشوندلار" و"سبلان"، لكن من بين أجمل هذه الأنواع وأجودها من حيث الذوق والنكهة، فراولة "روسيكادا"، أو كما تعرف محليا بفراولة "لمكركبة"، التي لا يوجد مثلها على المستوى الوطني إطلاقا. هذه الأخيرة التي تقدر نسبة إنتاجها في الولاية بحوالي 90 بالمائة، تتميز بكثرة حلاوتها عن باقي فراولة المناطق الأخرى، رغم صغر حجمها وضعفها في المقاومة، حيث لا تتعدى مدة تخزينها اليومين، زيادة إلى هذا، فإن فراولة "روسيكادا" تحتوي على كميات جد كبيرة من الفيتامينات، لأن منتجوها لا يستعملون الأسمدة. للتذكير، وحسبما وقفنا عنده في أسواق سكيكدة، فإن فراولة "روسيكادا" يقدر سعر الكيلوغرام الواحد منها حاليا ب 400 دج، فيما يتراوح سعر الكيلوغرام بالنسبة للنوعين الآخرين وهما "تيوغا" و«دوغلاس" ب250 دج، ويتوقع أن تبقى الأسعار كما هي أمام نقص الإنتاج خلال هذه السنة، حسب الأصداء التي جمعناها من قبل بعض المنتجين والباعة، التقيناهم على مستوى سطورة والسوق المغطاة بوسط المدينة. سكيكدة تحتفي بعيد الفراولة تستعد مدينة سكيكدة بداية من الأسبوع المقبل وعلى مدار يومين، لاحتضان فعاليات عيد الفراولة بالمدينة، من خلال تنظيم العديد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية والرياضية، بالإضافة إلى معرض في الصناعة التقليدية، وآخر حول منتوج الفراولة. كما تقرر خلال هذه الطبعة، تنظيم مسابقات أحسن منتوج فراولة، وأحسن كعكة فراولة، وأحسن عصير، وأحسن مربى بالفراولة، مع مشاركة متربصين من التكوين المهني. كما سيتم تنظيم بقصر الثقافة والفنون، حفل فني في المالوف، من تنشيط كل من المطربين العياشي ذيب من عنابة، وأحمد شكاط، وفاتح روانة، وبولبراشن ندير من سكيكدة. ❊❊ بوجمعة ذيب ❊❊