أطلقت جمعية "الأمان" لحماية المستهلك أكبر حملة تحسيسية لمحاربة التبذير، تجوب عددا من ولايات الوطن الكبرى، مثل العاصمة، وهران، قسنطينة وتيزي وزو، تدوم ثلاثة أشهر ابتداء من 15 ماي، وتتزامن مع الشهر الفضيل، بالنظر إلى تفشي الظاهرة التي تحولت إلى عادة سيئة، رغم الحملات التحسيسية المكثفة من مختلف الفاعلين في المجتمع. حسب رئيس الجمعية، حسن منور في تصريح ل"المساء"، "فإن جمعية "الأمان" فرغت منذ مدة من حملتها التي أطلقتها مؤخرا حول "الحد من استهلاك الملح والسكر"، مشيرا إلى أنها "عرفت نجاحا كبيرا بالنظر إلى تجاوب المواطنين الكبير مع كل النصائح والتوجيهات التي كانت تقدم تحت إشراف أخصائيين"، وأضاف "استقبالا للشهر الفضيل، ارتأينا بالجمعية، مناقشة مختلف الظواهر السلبية التي تنتشر خلال شهر الصيام، وتم الإجماع على التخطيط لمحاربة أكبر آفة يواجهها المستهلك الجزائري وهي التبذير، مشيرا إلى أن الغاية من الحملة هو تغيير العقلية الجزائرية التي تتجه، ما إن يحل رمضان، إلى الحديث فقط عن الاستهلاك، الأمر الذي يعكسه ارتفاع معدل الاستهلاك في هذا الشهر، وينتج عنه كتحصيل حاصل، زيادة في التبذير، ولعل أحسن مثال على ذلك يقول "رمي الخبز بكميات كبيرة، وهو ما يعكس ضعف ثقافة الاستهلاك في مجتمعنا". عن طريقة العمل الميداني، أشار محدثنا إلى أن أعضاء الجمعية ضربوا للمواطنين موعدا ابتداء من 15 ماي الجاري، بهدف إطلاق الحملة التحسيسية لمحاربة التبذير، حيث حضروا مطويات يجري توزيعها على المستهلكين في المساحات التجارية الكبرى وعلى مستوى الساحات العمومية، ومختلف النقاط التي تعرف تواجدا كبيرا للمواطنين. كما تم أيضا تسطير برنامج علمي يتمحول حول "المعادلة التي تمكّن العائلات من تحقيق الاقتصاد وتجنبها التبذير، والتي مفادها توكيل مهمة الشراء في رمضان لشخص واحد، لأن المعروف في جل العائلات أن الأغلبية تشتري ما تعتقد أنه ضروري، الأمر الذي ينتج عنه توفر مواد غذائية تزيد عن الحاجة، ولعل أبسط مثال دائما؛ الخبز، فالبعض يشتري "خبز السانوج" وآخر خبز الزيتون، وغيره يقتني "المطلوع"، والنتيجة فائض من الخبز يرمى في القمامة"، لذا يردف "اهتدينا إلى فكرة تكليف شخص واحد في العائلة فقط بمهمة الشراء لتجنب اللهفة التي تعتبر المصدر الأول للتبذير". التحكم في الميزانية خلال الشهر الفضيل، حسب رئيس الجمعية، ممكن، فقط يتطلب الأمر التخطيط الجيد الذي يكون بتفويض شخص واحد في الأسرة بمهمة الإنفاق، موضحا أن ربات البيوت بالمناسبة مطالبات أيضا بالتحلي بنوع من الوعي الاستهلاكي من خلال تبني قاعدة الاقتصاد، وعدم الدخول في متاهة الحصص التلفزيونية التي تركز على الطبخ وتعتبر بالنسبة لجمعية حماية المستهلك "المسؤول عن إفساد العادات الغذائية، لأنها تروج لأكل غير صحي وغير اقتصادي، يدفع بربات البيوت إلى الرغبة في التجريب، الأمر الذي يجعلها عرضة للتبذير". من جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أن العمل التحسيسي لجمعية "الأمان" حول محاربة التبذير، لن يقتصر على تنشيط الحملة التحسيسية فقط، بل يمتد أيضا إلى التوعية بمختلف وسائل الإعلام، لتمكين أكبر شريحة من الاستفادة، داعيا في السياق، الائمة إلى المشاركة بقوة في الحملة. بالمناسبة، طالب الأئمة بضرورة الاستفادة من دورات تكوينية حول كيفية المساهمة في محاربة العادات الغذائية السيئة، بالنظر إلى تأثيرهم الكبير على الصائمين الذين يصبح ترددهم على المساجد كبيرا. ❊رشيدة بلال