كشف حسان منوار، رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك لولاية الجزائر عن إطلاق الجمعية حملتين تحسيسيتين تخصان موسم الاصطياف وكذا الشهر الفضيل، الأولى تخص محاربة التسممات الغذائية التي تكثر بموسم الحر والأخرى لمحاربة التبذير الذي يعتبر ظاهرة سلبية ترتبط ارتباطا وثيقا مع الصيام. وتتمثل حملة محاربة التسممات الغذائية التي كانت الجمعية قد شرعت فيها بحلول شهر ماي حسب رئيس الجمعية، في عرض وتقديم جملة من النصائح والتوجيهات، فلا يخفى عليكم يقول رئيس الجمعية "أن الثقافة الاستهلاكية للمواطنين تحتاج دائما إلى وقت لتغييرها، من أجل ذلك ارتأينا استهداف المستهلك الصغير بالتنقل إلى المدارس لنساهم في بناء ثقافة استهلاكية عند المتمدرسين ولهذا الغرض تم صياغة مطويات تتماشى وقدرتهم على الاستيعاب تتناول التعريف بحقوق المستهلكين كالحق في المعرفة والاختيار والحق في التعويض مع التركيز على النظافة. أغلب التسممات التي تحدث حسب حسان وبنسبة 70 بالمائة، مرجعها غياب النظافة، وهو في حقيقة الأمر بالنسبة لنا كجمعية عيب أن نتحدث عن النظافة في سنة 2016 ولكن هذا واقع ولابد أن نعترف به ونبحث له عن السبل الكفيلة لمحاربته ولأن المستهلك الجزائري لا يعرف كيف يحمي صحته، أخذنا على عاتقنا اقتراح جملة من المشاريع التي تصب في خدمة المستهلك، فقد اقترحنا مثلا على الوزارة المعنية أن يجري تكوين كل العاملين بالمطاعم ومحلات الأكل السريع حول كل ما يتعلق بغسل الأيدي وكيفية حفظ وتقديم الأطعمة وعلى الجهات المكلفة بالرقابة من جهتها، تكثيف العمل الرقابي واشتراط عرض شهادة التكوين وشهادة صحية من المكلف بتحضير الأطعمة والمأكولات للمستهلكين الذين يقبلون بأعداد كبيرة على الأكل السريع... أما الحملة الثانية، فتتمثل في محاربة التبذير الذي يعرف به المستهلك الجزائري في رمضان تحديدا والذي نصفه على مستوى الجمعية ب"التسمم الاقتصادي والعائلي" وفكرتنا كجمعية والتي أردنا أن نلفت انتباه المواطنين إليها أن محاربة التبذير يجبنا اللجوء إلى التقشف ولعل أبسط مثال على التبذير في رمضان تبذير الخبز. وحسب فيدرالية الخبازين، فإنه يتم تحضير 60 مليون خبزة سنويا في رمضان، 20 مليون منها ترمى في المزابل، هذا التبذير يهدر الكثير من الدولارات لأن كل المواد التي يصنع بها الخبز يجري استيرادها، من أجل هذا تبنينا كجمعية محاربة هذه الظاهرة بدءا بالنساء اللواتي يعتبرن المسؤولات عن الطبخ في الشهر الفضيل"، وفي هذا الإطار يضيف رئيس الجمعية "شرعنا في تكوين مرشدات دينيات حول كل ما يخص الاستهلاك المرشد بحكم أن النساء يقبلن على المساجد وهو ما يمكن المرشدات من معلومات وسبل تجنب التبذير ومن ثمة يباشرن العمل على مستوى المساجد وصولا إلى التجار الذين يتعمدون رمي ما يتبقى لهم من خضر وفواكه لا تباع عوض تخفيض ثمنها". لا يقتصر التبذير فقط على المواد الاستهلاكية بل يتعداه إلى المواد الطاقوية ونقصد بالتحديد الكهرباء الذي تهدر أيضا بشكل مبالغ فيه في الشهر الفضيل، لذا نؤكد في كل مرة على أن المستهلك بحاجة إلى الكثير من التحسيس ليكتسب ثقافة استهلاكية بتعليمه كيف يكون لديه سجل يدوّن فيه نفقاته ومداخيله ليصل إلى ترشيد استهلاكه ويتجنب التبذير.