يعيش شباب بلوزداد هذه الأيام حالة طوارئ كبيرة مليئة بالمخاوف على مستقبل النادي في البطولة القادمة. الوضع لا يبعث على الارتياح في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي، وتنذر بحدوث هجرة جماعية للاعبين، لا سيما الأساسيون منهم، الذين تلقوا عروضا كثيرة من مختلف أندية الرابطة الأولى، البعض عبروا صراحة عن رغبتهم في مغادرة صفوف شباب بلوزداد. رغبة هؤلاء في ترك الفريق البلوزدادي مرده غياب أي ضمان في الجانب المالي، لا سيما بعد انسحاب الرئيس الحاج محمد بوحفص من رئاسة النادي. ذهاب هذا الأخير لم يكن فحسب بمحض إرادته، بل جاء بعد ضغط كبير من الأنصار، الذين انتقدوا بشدة مراوغات رئيس ناديهم عندما يتعلق الأمر بتسوية مستحقات اللاعبين ومشاكل النادي في كثير من الجوانب، حيث اعتبروا تعهداته للحد من هذه المشاكل مجرد وعود كاذبة لا يمكن بالنسبة لهم أن يسير عليها النادي في المستقبل. ذهاب الحاج بوحفص أحدث فعلا فجوة كبيرة داخل شباب بلوزداد؛ لأن لا أحد من إدارة النادي يمكنه صرف الأموال التي كان الحاج بوحفص يحقق بها توازن الفريق في الجانب المالي. الممولون الأعضاء في شباب بلوزداد قد يعجزون عن تسديد كل ما يحتاجه النادي لرد مستحقات اللاعبين أو تخصيص الأموال التي سيتم من خلالها تدعيم الفريق بلاعبين جدد وضمان استمرار المدرب رشيد طاوسي في العارضة الفنية للفريق. حاليا عدة دوائر قريبة من النادي البلوزدادي تتحرك في كل الاتجاهات لمنع تشتت تعداد الفريق، لا سيما منها النادي الهاوي الذي يترأسه كريم شتوف. هذا الأخير لم يجد أذنا صاغية من كثير من الأطراف المعروفة بحبها لألوان النادي، حيث لم تلبّ دعوته لخلق جبهة ضد انهيار الفريق، لكنه لم يقطع اليأس في إيجاد مساعدة من هذه الأطراف لحل أزمة شباب بلوزداد. وكان رئيس النادي الهاوي كريم شتوف دعا مجلس إدارة النادي إلى تقديم حصيلة التسيير للموسمين الفارطين، وهو العامل الوحيد الذي سيفتح للنادي الهاوي الحق في الحصول على بعض الأموال، تصل قيمتها إلى ستة ملايير سنتيم، تشمل حقوق البث التلفزيوني وميزانية وزارة الشباب والرياضة. وقال شتوف في هذا الشأن: "مبلغ ستة ملايير سنتيم ستكون كافية للحد من أزمة النادي المحترف في الصائفة؛ لأنها تسمح بتسديد مستحقات اللاعبين المتأخرة وتخصيص جزء منها لتجديد عقودهم وتدعيم تعداد الفريق بلاعبين جدد، لكن النادي الهاوي لا يمكن أن يحقق بمفرده كل هذه العمليات بميزانيته التي نوزعها ليس فقط على فرع كرة القدم، بل أيضا على الفروع الرياضية الأخرى". شتوف كريم ينتظر حاليا أن يقوم مجلس إدارة النادي بإعداد ميزانية الموسمين الفارطين، ويعد ذلك شرطا أساسيا لكي يتمكن النادي الهاوي من تحريك الإجراءات الخاصة باستلام أموال البث التلفزيوني والميزانية المخصصة لشباب بلوزداد من طرف وزارة الشباب والرياضة. المشكل الآخر الذي يهدد مستقبل شباب بلوزداد في بطولة الرابطة الأولى له علاقة بالطعون التي قدمها عدة لاعبين للجنة القانون والنزاعات التابعة للرابطة الوطنية؛ حيث يطالبون النادي باسترداد حقوقهم المالية. رئيس النادي الهاوي كريم شتوف اجتمع خصيصا بمسؤولي اللجنة المذكورة من أجل إيجاد حل وسط لهذه المعضلة الحساسة، حيث طلب مهلة لتسوية مستحقات اللاعبين، علما أن شباب بلوزداد سيكون مهددا بخصم نقاط من فريقه عند انطلاق البطولة في حال ما إذا لم يرد إيجابا على طلبات لاعبيه. وحسب مصادر قريبة من النادي، فإن قيمة الأموال التي يطالب بها اللاعبون تصل إلى 12 مليار سنتيم؛ مبلغ لا يمكن أن يسدده النادي المحترف مرة واحدة، حيث سيضطر للتفاهم مع اللاعبين المحتجين لكي يتلقوا أموالهم على مراحل، وهو الحل الأوسط الذي يمكن أن يتفاهم عليه الطرفان. كما أن ذهاب الحاج محمد بوحفص من شباب بلوزداد يفرض على مجلس إدارته، انتخاب رئيس جديد لكي يتمكن من تسوية شؤون النادي قبل انطلاق البطولة. ذات المصادر قالت إن هناك إمكانية لعودة رضا مالك لرئاسة النادي، كما لم تستبعد ترشح الرئيس السابق للنادي والرابطة الوطنية محفوظ قرباج، لهذا المنصب. ❊ع. اسماعيل