حمّلت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس، أمس، أطرافا داخلية وخارجية مسؤولية الحملة التي تستهدف الجزائر في الآونة الأخيرة، من قبل بعض المنظمات غير الحكومية بخصوص سوء معاملة الرعايا الأفارقة خلال عمليات ترحيلهم إلى بلدانهم، مشيرة إلى أن بلادنا في موقع قوة وهي التي يجب أن توجه أصابع الاتهام لمن تسبب في هذه الوضعية، وهي دول عظمى تملصت من احتواء هذه المعاناة إثر تدخلها العسكري في ليبيا. ووصفت بن حبيلس، خلال استضافتها في منتدى الإذاعة للقناة الأولى، الاتهامات الباطلة التي استهدفت الجزائر من قبل مفوضية حقوق الإنسان بجنيف ب«اللاحدث". مشيرة إلى أن الحملة تحمل أجندات سياسية واضحة غرضها تشويه سمعة الجزائر، وشبيهة بسيناريوهات بعض المنظمات غير الحكومية التي كانت تسعى لتعميق أزمة الجزائر في سنوات التسعينيات. وتساءلت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في هذا الصدد، لماذا لم تظهر هذه الأجندات سنة 2011 عندما بدأت ظاهرة تنقل المهاجرين غير الشرعيين تطفو إلى السطح إثر التدخل العسكري في ليبيا؟ ولماذا لم تف الدول الأوروبية بالتزاماتها في تنفيذ توصيات الاجتماعات المنعقدة في هذا السياق مثل تمويل مشاريع مصغرة في الدول الإفريقية المعنية بهذه الظاهرة؟. كما أشارت ضيفة "الأولى" إلى أنه لا يمكن تفسير هذه الادعاءات الباطلة سوى بأن الجزائر باتت تدفع ثمن ثبات مواقفها بخصوص دعم القضايا العادلة مثل قضية الصحراء الغربية وفلسطين ورفضها التدخل العسكري في الدول التي تعيش نزاعات، في حين تأسفت لكون سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها بعض القوى العظمى على منظمة الأممالمتحدة، أضحت تشمل أيضا المنظمات الإنسانية بعدما كانت تخص في السابق الأوساط السياسية. في هذا الصدد استدلت بن حبيلس، بمعاناة اللاجئين الصحراويين إثر تقليص حصصهم من المساعدات الغذائية مما يكرس سياسة التجويع، موضحة أن هذه المنظمات لم تحرك ساكنا حول هذا الموضوع، في حين تحاول الجزائر تدارك هذا النقص بتوفير ضروريات الحياة لهؤلاء اللاجئين وفق ما تسمح به إمكانياتها. بن حبيلس، أكدت أن استقبال الضيوف من اللاجئين الذين أجبرتهم الظروف القاهرة على مغادرة بلدانهم ينبع من الموروث الثقافي الأصيل للجزائر التي تفضّل دائما عدم التشهير بما تقوم به من أعمال إنسانية، في حين أوضحت في سياق آخر أنه من حق بلادنا الحفاظ على أمنها واستقرارها من خلال التصدي للتحركات المشبوهة لشبكات المهربين التي عادة ما تستغل الظاهرة لأغراض أخرى مثل الجريمة المنظمة والإرهاب. وذكرت في هذا الصدد بترحيل الدفعات الأولى من المهاجرين النيجريين سنة 2014، بطلب من حكومة بلادهم بعدما اتضح لهذه الأخيرة وجود جماعات إجرامية تستغل وتتاجر بالبشر، مشيرة إلى أن عمليات الترحيل جرت في أحسن الظروف ووفق المقاييس المعمول بها دوليا. بخصوص العمل التضامني للهلال الأحمر الجزائري خلال شهر رمضان الكريم، حيث قام منذ أيام بحملة واسعة في مناطق الجنوب، أوضحت بن حبيلس، أن تركيز المنظمة منصب منذ سنوات على الوصول إلى المناطق الحدودية والنائية، مضيفة أن الهلال يؤدي دورا تكامليا بالموازاة مع جهود الدولة. كما أشارت إلى أن هدف الهلال الأحمر الجزائري هو نشر ثقافة التضامن من أجل استرجاع القيم الأصيلة للمجتمع والتخلي عن ثقافة الاتكال على الدولة.