نفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، تعرض الرعايا الماليين الذين تم نقلهم إلى تمنراست، لسوء المعاملة، وأكدت أن العملية تمت في ظروف عادية، وقالت بأن الرعايا الماليين «لم يطردوا من الجزائر بل تم ترحيلهم إلى تمنراست»، وأكدت بأن هيئتها لم تتلق أي شكوى رسمية من السلطات المالية بشأن تجاوزات، كما كذبت الأخبار التي تحدثت عن تسجيل وفيات في صفوف المرحلين، وتحدت مروجي هذه الأكاذيب تقديم أسماء المتوفين. ردت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أمس، على التقارير الدولية الأخيرة التي اتهمت السلطات الجزائرية بسوء معاملة اللاجئين الماليين المرحلين قبل يومين، ونفت بن حبيلس في تصريح «للنصر» تعرض الماليين لأي أعمال عنف أو سوء معاملة «عكس ما رددته بعض الدوائر الإعلامية الأجنبية»، وقالت بهذا الخصوص، أن الجزائر «لم ترحل أي مهاجر مالي إلى بلاده بل قامت بعملية ترحيل من العاصمة إلى ولاية تمنراست بأقصى الجنوب لأسباب أمنية». وأكدت بن حبيلس، أن التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام أجنبية، وخاصة الفرنسية والمغربية، عن تعرض المرحلين للعنف والتعنيف من قبل رجال الأمن «عارية عن الصحة ولا تمت بصلة للواقع، واستطردت تقول «انفي نفيا قاطعا هذا الكلام لان الهلال الأحمر كان حاضرا لمتابعة العملية»، وأضافت أن المتطوعين الاثنين الذين تابعا العملية تعرضا لجروح بسبب بعض الاحتجاجات التي صدرت عن بعض الرعايا الماليين الذين رفضوا ترحيلهم إلى تمنراست. كما كذبت بن حبيلس، الاخبار التي تحدثت عن تسجيل وفيات وسط المرحلين، وقالت «أتحدى من يقول ذلك أن يعطينا أسماء المتوفين وأين توفوا»، مضيفة بأن الهلال الأحمر لا «يسجل أي حادثة وفاة خلال عملية الترحيل»، وتساءلت تقول «هل من المعقول ألا تتطلع السلطات الجزائرية على حوادث كهذه؟.. ثم لماذا لم تبلغنا السلطات المالية عن هذه الوفيات ولم تقم بإخطار السفارة ولا المصالح القنصلية الجزائرية في باماكو»، وأكدت بأن كل عمليات الترحيل التي قامت بها الجزائر ترافقت مع تدابير إنسانية حيث تم توفير كل الظروف المناسبة لضمان راحة وامن المرحلين. تصريحات بن حبيلس جاءت ردا على تقارير إعلامية روجتها أوساط مغربية حاولت استغلال عملية الترحيل التي قامت بها السلطات، وقامت عدة صحف مغربية بشن حملة شرسة ضد الجزائر واصفا إياها بدولة الميز العنصري. ونقلت وسائل إعلام مغربية عديدة منها قنوات تلفزيونية العديد من التصريحات وصورا عن مهاجرين من دولة كوت ديفوار، قالوا إنهم محتجزون داخل شقة بالعاصمة الجزائر وأنهم لا يستطيعون الخروج خوفا من الاعتقال والترحيل نحو بلدانهم الأصلية. ونفت بن حبيلس، تلقي هيئتها أي تقارير «تشير إلى تعرض المبعدين لأعمال عنف أو اعتداءات أو سلبهم ما يملكون من هاتف وأموال كما جاء في التقارير الإعلامية المغلوطة»، مشيرة إلى حدوث بعض المناوشات بسبب الاكتظاظ، وأكدت بن حبيلس أن قرار نقل الرعايا الماليين إلى تمنراست « يستجيب لدواع إنسانية وأمنية»، نظرا للظروف الصعبة التي واجهها الماليون بالعاصمة بسبب انتشارهم عبر محاور الطرقات للتسول وغياب أماكن محددة لاستقبالهم، إضافة إلى المناوشات التي عرفتها منطقة دالي إبراهيم بالعاصمة بين رعايا ماليين و جزائريين، وأضافت «لحسن الحظ لم نسجل أي خسائر في الأرواح خلال تلك المناوشات ولكن كان يتوجب على السلطات التدخل لمنع حدوث انزلاقات أخرى مجهولة العواقب». وأكدت بن حبيلس في السياق ذاته، أن السلطات الجزائرية كان من واجبها التدخل حتى تمنع وقوع مزيد من المناوشات والمشاكل في أماكن تواجد الرعايا الماليين، ونقلهم إلى مدينة تمنراست، وقالت بان عملية الترحيل جرت في ظروف جد عادية، حيث تم توفير حافلات مكيفة لنقل الرعايا إلى تمنراست، وتزويدهم بالأكل والشرب، وتم تسخير شاحنات لنقل الأمتعة، وتم استثناء النساء الحوامل من العملية لأسباب إنسانية، مع ضمان التغطية الصحية، بما فيها التلقيح. وأضافت بن حبيلس، أن بعض الأطراف تحاول تشويه سمعة الجزائر بإثارة قضية ترحيل اللاجئين الأفارقة، وقالت بأن تلك الأوساط تحاول في كل مرة استغلال مأساة اللاجئين، وأكدت بأن الجزائر عاملت الأفارقة معاملة حسنة وذلك بمعالجتهم مجانا وتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية أثناء إقامتهم بالجزائر. وأضافت قائلة «أتحدى أي بلد أن يقوم بما تقوم به الجزائر لصالح اللاجئين الأفارقة، مشيرة بأن الجزائر حصلت على اعتراف من المنظمة الدولية للهلال والصليب الأحمر نظير الواجب الإنساني الذي تقوم به، وقامت تلك المنظمات بإسداء وسام «فارس الإنسانية» لرئيس الجمهورية.