ستكون الأيام القليلة القادمة حاسمة وثقيلة على رئيس مولودية وهران أحمد بلحاج الملقب ب «بابا»، المدعو للحسم في الأمور المرتبطة بمستقبل الفريق، وقد يفصل في بعضها مع تواجد المدرب الجديد المغربي بادو الزاكي، والتركيبة الإدارية الجديدة للمولودية. حل الزاكي بوهران، أول أمس، ولم يضيّع وقتا كثيرا، حيث زار ملعب «أحمد زبانة» ومنشآت رياضية أخرى، سيختار منها ما يراه مناسبا لتحضير فريقه صيفا، واجتمع بالأسماء الجديدة التي ستشكّل أضلاع الإدارة الحمراوية، ممثلة في الكاتب العام أوكيل الطاهر ومساعده وناس غلام الله، والمدير الإداري الحاج مغربي، وعودة لاحسين إلى منصبه مديرا للأمن. كما انكب أسطورة الكرة المغربية رفقة رئيسه، على دراسة ملف الانتدابات، خاصة أن بعض الأسماء المحتمل انضمامها إلى فريق الحمري، اقترحها المدرب الزاكي نفسه، وشجّع رئيسه «بابا» على التعاقد معها، حيث يرى فيها المؤهلات القادرة على إفادته لبلوغ الهدف الذي سطره مع المولودية، وكان أفصح عنه في تصريح مقتضب، مباشرة بعدما وطئت قدماه أرضية المطار الدولي «أحمد بن بلة» بوهران، عندما قال: «قدمت إلى مولودية وهران بنيّة تحقيق موسم مميز معها، وأدعو الأنصار إلى مساندتنا لبلوغ ذلك». ويتصدر اللاعبون إبراهيم بدبودة (م.الجزائر) ونصر الدين خوالد (أحد السعودي) والحارس معزوزي (ا.الحراش)، ومحمد كناش (ش.سكيكدة ) وفاهم بوعزة، لائحة الأسماء المطلوبة، التي تملك حظوظا كبيرة في نيل موافقة القائد الجديد للعارضة الفنية، لترسيم التحاقها بتعداد الفريق، وأخرى مقترحة على المسؤول الأول للقلعة الحمراء في صورة السطايفيين آيت أوعمر وبن عياد والحارس شاوشي (م. الجزائر) ومحيوص (ش.باتنة). لكن رغم هذا الجهد إلا أن ما تواتر من أصداء من معاقل الأنصار التي تتابع عن كثب عملية الانتدابات الصيفية، تشير إلى عدم رضاها عن الأسماء المستقدمة، أو التي هي في اتصالات متقدمة مع «بابا»، وتتساءل في نفس الوقت عن الاستراتيجية التي يتبعها رئيسهم في استقدام اللاعبين، من خلال جلب مدافعين في مناصب هي مشغولة أصلا بنظراء لهم، لا يقلّون كفاءة عنهم؛ كسباح وعبدات في محور الدفاع، والاهتمام بالحارس شاوشي، في حين كان الفريق يتوفر على عبد الرؤوف ناتاش، الذي يُعد أحد أمهر الحراس وطنيا، والذي فرط رئيسه «بابا» في خدماته، فما كان منه إلا الالتحاق بالطموح فريق شبيبة الساورة، ولاعب الوسط فاهم بوعزة، في حين يمسك الرئيس بقوة بعواد. وذهب أحد الأنصار بعيدا عندما طرح كمّا من الأسئلة بغضب وحيرة عندما قال: «هل يعي فعلا الرئيس «بابا» ما يفعله؟ وهل ينتدب من أجل الانتداب فقط؟ ولماذا في كل مرة العاصمة وجهته المفضلة من أجل ذلك؟ ولماذا جلب أسماء تقترب من إنهاء مشوارها الكروي، ويمنحها «بابا» فرصة التقاعد بالمولودية، على حساب لاعبين شباب واعدين لا يتوانى في تسريحها؟ وما المانع في أن يواصل «بابا» بناء فريقه فوق قاعدة النجاح الحقيقية التي أسس لها المدرب بوعكاز؟»، ليختم ذات المناصر بحسرة: «إنها نفس الأخطاء تتكرر، ولا يبدو أن مولوديتنا ستعانق لقبا قريبا». مداخيل النقل التلفزيوني لتسديد الديون سيكون الرئيس «بابا» مطالَبا بوضع نقطة النهاية لمشكل الديون التي تثقل كاهل مولودية وهران، بإدخال يده في جيبه ودفع ما قيمته 3 ملايير و200 مليون سنتيم قبل انقضاء الأجل الممنوح لفريقه وكافة الأندية المدانة غدا (31 ماي)، وإلا ستحرم من الانتدابات الصيفية. وكان «بابا» وقّع بنفسه على تعهد بذلك مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ويعتزم التنازل عن المقابل المالي لحقوق البث التلفزيوني للتخلص من هذه الديون، مرفقا بأدلة على عدم إصدر أي حكم قضائي نهائي في قضية اللاعب قفايتي، الذي ينتظر، من جانبه، قبض أكثر من مليار و500 مليون سنتيم كمستحقات عالقة.