اعترضت بحرية الاحتلال الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) قاربا فلسطينيا، يشكل أول رحلة بحرية من نوعها من قطاع غزة إلى العالم الخارجي. وقال مسؤولون في هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار عن غزة، إن عددا من الزوارق الإسرائيلية حاصرت قارب «سفينة الحرية لكسر الحصار» على بعد نحو تسعة أميال من شاطئ بحر غزة. وحمّل المسؤولون سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأشخاص على متن القارب، وطالبوا بوقف اعتراضهم، وتمكينهم من استكمال رحلتهم. وكانت هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار في غزة أطلقت أمس (الثلاثاء)، أول رحلة بحرية من نوعها من القطاع إلى العالم الخارجي في مسعى لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007. وأفادت مصادر فلسطينية في غزة أن السفينة التي أبحرت من ميناء غزة، تحمل على متنها حالات إنسانية من مرضى وطلاب وخريجين بحاجة للسفر للخارج لاستكمال علاجهم ودراستهم. وكتب على السفينة داخل علم فلسطيني كبير «سفينة الحرية لكسر الحصار». وأكدت الهيئة العليا لكسر الحصار عن غزة أن الرحلة تحمل معها «أحلام إنهاء الحصار والظلم لغزة وخروجها من عزلتها وإجبار الاحتلال على إنهاء معاناة مليوني إنسان وتطبيقًا لكل معايير حقوق الإنسان التي تكفل حرية التنقل والسفر»، مشيرة إلى أن المشاركين في الرحلة رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء حصار غزة. وتمنع إسرائيل إبحار الفلسطينيين في عرض بحر القطاع لأكثر من ستة أميال بموجب حصارها المتواصل منذ منتصف عام 2007. ولم يحدد مسؤولو هيئة العودة وجهة القارب لكنهم قالوا إن الخطوة رمزية تستهدف المطالبة بتحرك دولي لرفع الحصار الإسرائيلي الجائر. وقال منسق هيئة مسيرات العودة خالد البطش خلال مؤتمر صحفي سبق انطلاق الرحلة البحرية إن «رسالة الحراك السلمي للمسيرات برا وبحرا هي أن إسرائيل تعطل حياة الفلسطينيين». وأضاف أن «هذه رحلة رمزية تستهدف أن نذكر العالم بمسئولياته عن أبناء الشعب الفلسطيني وحقهم في البحث بكل السبل والطرق من أجل كسر الحصار الإسرائيلي». وذكر أنه «ستجوب الرحلة بحر القطاع في رسالة رمزية للعالم بأنه أن الأوان لإنهاء حصار غزة وأن شعبها يرفض الاستسلام وعاقد العزم على الحياة وتمسكه بحقوقه». وحذر البطش وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل ب»أشد العبارات وضوحا» من الاستمرار في استهداف الفلسطينيين، مؤكدا استمرار حراك مسيرات العودة بكل الفعاليات الممكنة. وبالمناسبة، ألقيت عدة كلمات لممثلي شرائح فلسطينية مختلفة أكدت في مجملها على مطالبة المجتمع الدولي لإنهاء حصار غزة. وتزامن انطلاق الرحلة البحرية من غزة مع الذكرى السنوية الثامنة لاعتراض إسرائيل 6 سفن بشكل متزامن ضمن (أسطول الحرية 1) وعلى متنها نحو 700 متضامن من جنسيات مختلفة تم منعهم من الوصول إلى القطاع بالقوة ما أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك وجرح العشرات. وتطالب «مسيرة العودة الكبرى» بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع حصار قطاع غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف 2007.