تتجه أنظار العالم نحو أسطول الحرية الذي انطلق لكسر حصار غزة في ظل تهديدات إسرائيلية باعتراض السفن التي تسعى الى كسر الجبروت الصهيوني الذي تفنن في تعذيب شعب بأكمله وأتقن لعبة قتل الحياة فيه ، وسط تأكيدات فلسطينية وإسرائيلية أن إسرائيل خسرت المعركة السياسية والاعلامية في كل الأحوال، لذلك قررت أن تبعث بوحدات من كوماندوز سلاح البحرية لمهاجمة سفن أسطول الحرية الذي يضم ثمانية سفن منها سفينة جزائرية لمحاولة اقتيادها لميناء أسدود .يشار إلى أن إسرائيل اقتادت سفنا مشابهة العام المنصرم واعتقلت ركابها، في حين سمحت خلال ولاية رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت بدخول سفن تقل متضامنين ومساعدات إنسانية اعتبر معلقون إسرائيليون من بينهم المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان أن إسرائيل خسرت المعركة الإعلامية مع الأسطول، مضيفا أنها تجري تدريبات بمختلف الوسائل بما في ذلك المروحيات ''لكن المتضامنين يحملون سلاحا لا يقل نفعا: الكاميرات''.وفي إطار تقليص هذه الأضرار كشف جيش الاحتلال أنه يعمل على تشويش بث وسائل الإعلام المرافقة للأسطول، في حين تم بناء معسكر في أسدود لاعتقال المتضامنين الدوليين تمهيدا لطردهم أو نقلهم إلى سجن بئر السبع.وفي إطار النشاط الدعائي الذي يزعم أن الأسطول يخدم مهمة سياسية لا إنسانية، هاتف وزير الدفاع إيهود باراك الخميس عددا من وزراء الخارجية الأوروبيين واصفا المبادرة بأنها ''عمل استفزازي''. وقالت صحيفة هآرتس الجمعة إن إسرائيل تخوض معركة مع الوعي العالمي لكنها هي المحاصرة دوليا، ودعت في افتتاحيتها لفك الحصار ''الفاشل'' على غزة وقالت إنه يتسبب بمأساة لمليون ونصف المليون فلسطيني وبأضرار كبيرة لإسرائيل عبر العالم. من جانبها لفتت عضوة الكنيست العربي النائبة حنين زعبي المشاركة في الأسطول، إلى اختيار إسرائيل اسم فيلم رُعب (رياح السماء) لعملية اعتراض الأسطول، مشددة على أن ذلك لا يرهب المشاركين في عملية كسر الحصار عن غزة والحاملين رسالة سياسية إنسانية. الجزائر في مقدمة الصفوف الاولى لكسر الحصار انصمت سفينة جزائرية لأسطول سفن كسر الحصارالمتوجه إلى قطاع غزة وتأتى المبادرة الجزائرية المتمثلة بإرسال سفينة محملة بمواد الإغاثة، وجاء موقف الجزائر ليؤكد إن هذه الخطوة تؤكد أن المجال مفتوح للأمة العربية كي تمارس دورها الريادي، في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته، وكسر الحصار غير الإنساني على قطاع غزة''.والدعوه مفتوحه امام حكومات الدول العربية وشعوبها وجمعيات الإغاثة فيها إلى أن تحذو حذو المبادرة الجزائرية وترسل سفنا محملة بما يحتاجه الشعب الفلسطيني، المحاصر من أجل كسر الحصار والتخفيف من معاناة الأطفال والمرضى. وفي سياق التأكيد على دعم الجزائرلفلسطين كتب محمد سعد ابو العزم مقالا عن موقف الجزائر دولة وشعبا ثمن فيه شجاعتها ومن بين ما جاء فيه : لا صوت يعلو الآن على صوت أولئك الأبطال الذين قرروا فك الحصار عن غزة، جنسياتهم مختلفة ودياناتهم متعددة، ولا يجمعهم سوى إيمانهم بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها، لا صوت يعلو على صوت الآلاف من المودعين في الموانئ التركية، صوت التهليل والتكبير، الدموع في عيون الجميع، الأطفال وتعلقهم بأبطال رفع الحصار، كانت الجماهير تندفع لتقبل رؤوسهم وأيديهم، في مشهد مؤثر.. لم تجد تلك السيدة ما تقدمه، فخلعت ساعتها وهي تبكي وقالت: خذوها لأهل غزة.السفينة الجزائرية هي الأكبر في الأسطول بحمولة تفوق 4400 طن، وبوفد رسمي وشعبي يضم 33 عضوًا، يرأسهم الدكتور ''مقري عبد الرزاق'' نائب رئيس حركة مجتمع السلم، وهي المنظم الأساس للحملة، كما تضم ممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني وحركة النهضة وحركة الإصلاح، ما تتميز به القافلة الجزائرية عن غيرها، أن المساهم الأول في تجهيزها هو الشعب الجزائري، الذي ساهم جميع أبنائه كل على قدر استطاعته لتجميع هذا المبلغ الضخم، كما أن هذه السفينة ستكون وقفًا لأهالي غزة يسيرونها كيفما شاءوا في المستقبل، ، بالإضافة إلى ذلك ستكون من بين الهدايا التي ستصل غزة كتاب القيادي في حماس ''محمود الزهار'' الذي صدر مؤخرًا بالجزائر تحت عنوان (لا مستقبل بين الأمم)، والذي نشرته الجزائر في الوقت الذي رفضت فيه كل الدول العربية نشره، وهو الكتاب الذي جاء ردًا على كتاب ''بنيامين نتنياهو'' (لا مكان تحت الشمس)، ليؤكد الجزائريون بذل! ك أصالتهم عندما حملوا أكفانهم على أيديهم، وأعلن أعضاء القافلة جميعًا أنهم مستعدون للشهادة في سبيل الله ومن أجل إيصال المساعدات، ويبقى في بالهم دومًا أنهم يكملون ما بدأه الرئيس الجزائري الراحل ''هواري بومدين'' حين قال: نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. هنية: أسطول الحرية سيكسر الحصار ومن يركبون السفن أبطال أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن تضحيات الشعب الفلسطيني لم تذهب هباء وأن الشعب الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية ولحظات مفصلية فيما يتعلق بإنهاء الحصار عن قطاع غزة بالكامل.وقال هنية: القافلة التي تجوب عباب البحر اليوم تحمل رسالة قوية مفادها أن هذا الحصار الي فرض على قطاع غزة بقرار دولي ظالم سيكسر بقرار دولي عادل من خلال الأبطال الذين يركبون السفن الآن في أسطول الحرية''. وأضاف: ''هناك 750 يشاركون في القافلة لكنهم يمثلون خمسين دولة، ومن خلال هؤلاء الأبطال الأحرار، هناك خمسين دولة اليوم تقف مع غزة، ومن خلف هؤلاء الذين يركبون السفن أكثر من مليارين من الأمة الإسلامية وأحرار العالم يلهجون بالدعاء لنجاح أسطول الحرية''.وأردف إسماعيل هنية: ''أن القافلة تحمل في طياتها دلالة أن دولة الخلافة تركيا اليوم تقود تحولات استراتيجية في المنطقة قائمة على الانفكاك من التحالف مع المشروع الصهيوني والرجوع للأمة والتحالف مع القدس والأقصى وفلسطينوغزة، الأمة اليوم ليست أمة الأمس لأنها أكثر وعيًا لطبيعة الصراع والقدس، وطبيعة الدور الذي تمارسه أطراف القضية ضد شعب فلسطين وضد غزة، وعندما أغلق البر وأغلق الجو لم يبق أمام الأحرار إلا البحر لكسر الحصار الذي سيكسر بإن الله ، وإن وصلت القافلة فهو انتصار لشعب غزة، وإن تعرض لها الصهاينة ومارسوا القرصنة والإرهاب فهو أيضا نصر لغزة لأنها ستكون فضيحة سياسية وإعلامية وأخلاقية وستتحرك أساطيل جديدة لنصرة غزة''.وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: ''كفى حصارًا وكفى ظلمًا وكفى مؤامرات ونحن اليوم كلنا فخر واعتزاز بهذه القافلة ونخاطبهم من على ساحل بحر غزة ونقول إن قلوبنا مفتوحة قبل أن تفتح سواحلنا وإن غزة تنتظركم بالحب وبالشوق وبالعزة والفخر وبرجالها ونسائها وأطفالها وشبابها وشهدائها وأسراها الأبطال وجرحاها الميامين، بل إن كل الشعب الفلسطيني في الانتظار''.وأضاف: ''بإذن الله ستصل هذه القافلة لأن هذا هو أملنا في الله، وما يجري الآن هو نصر وأمل في الصمود، فمن الذي يحرك هؤلاء الذين جاؤوا من أقاصي الأرض، إنهم لم تحركهم مواقف التلون والتبدل وإنما حركهم صمود هذا الشعب في حرب الفرقان والدماء الزكية التي نزفت على هذه الأرض، وإن الثمن كبير الذي ندفع ولكن ثمن الحرية والعزة والكرامة ثمن تحريك ضمائر هذه الأمة تجاه فلسطينوالقدس والأقصي''. وقال إسماعيل هنية: ''هناك بشارات قادمة في الطريق وسيزول الحصار لا محالة وتتعالى الأصوات من الأممالمتحدة وأوروبا والعالمين العربي والإسلامي والمنظمات الحقوقية، لم يعد أحد قادرًا على تبرير استمرار الحصار، حتى في قلب الكيان تقول الصحف هناك إن هذا الحصار لم يجلب لغزة الشقاء وإنما جلب للكيان الشقاء وثورة البحر، وأخذوا يطالبون بإنهاء الحصار، لأن غزة لم تركع ولم تتنازل ولم ترفع الراية البيضاء، ولذلك فإن الحصار إنما يأتي بنتائج مؤلمة على من يظلم الشعب الفلسطيني، وعلينا نحن أن نستمر في تقديم كل ما يمكننا من أجل هذا المواطن الفلسطيني الذي نقف أمامه بكل اعتزاز وتقدير''. رياح السماء في انتظار الحرية على مشارف سواحل غزة بينما انتهت في قطاع غزة الاستعدادات النهائية لاستقبال «أسطول الحرية»، الذي انطلق من دول مختلفة في مقدمتها تركيا، في محاولة لكسر الحصار على القطاع، ويفترض أن يصل اليوم، أنهت إسرائيل استعداداتها كذلك لاستقباله، ولكن بطريقة أخرى، تنطوي على اختطاف الأسطول برمته وهو على مشارف سواحل القطاع. أما المتضامنون فقالوا إنهم سيواجهون أي محاولة لوقفهم في عرض البحر. وأكد ائتلاف «أسطول الحرية»، أمس، أن جميع السفن المشاركة في رحلته المقررة إلى غزة التقت عصرا قبالة المياه الإقليمية لقبرص، من دون الرسو في موانئها، ويفترض أن تكون قد انطلقت إلى غزة، لكي تصل اليوم إلى شواطئها. وكان «أسطول الحرية» يتكون من ثماني سفن انطلقت من تركيا واليونان وأيرلندا، وتسمى إحداها «القارب 8000» نسبة إلى عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية، لكن هذه السفينة تعطلت أمس، ونقل ركابها ال30 إلى السفن الأخرى السبع التي أبحرت نحو غزة، وتحمل أكثر من 750 متضامنا من أكثر من 40 دولة، من بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، بينهم 10 نواب جزائريين. كما تحمل السفن أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء والأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام ,2009 كما تحمل 500 عربة كهربائية جاهزة لاستخدام المعاقين حركيا. وترافق السفن تغطية إعلامية واسعة، إذ يوجد على ظهر هذه السفن 36 صحافيا يعملون في 21 وكالة أنباء ووسيلة إعلام عالمية، تستعد لنقل ما يحدث مباشرة من عرض البحر، إذ تم تجهيز إحدى السفن بأجهزة بث فضائي. لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي تعتقد أن الأسطول يخطط للوصول إلى المياه الإقليمية قبالة غزة في ساعات الضوء لإفساح المجال أمام بث عملية الاستيلاء الإسرائيلية على السفن للتسبب في الإحراج، وضعت خطة للاستيلاء على هذه السفن من دون ضجة، وذلك بالتشويش الإلكتروني وحجب البث من هذه السفن. ونشرت الصحف الإسرائيلية أ، تفاصيل خطة سلاح البحرية للاستيلاء على «أسطول الحرية» وجره إلى إسرائيل. وسميت عملية الاستيلاء التي سيقودها قائد سلاح البحرية الميجر جنرال اليعيزر ماروم ب«رياح السماء»، وسينفذ المهمة مغاوير البحر، وأفراد وحدة «ميتسادا» التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية. وحسب الخطة، سيتلثم منفذو العملية للحيلولة من دون التعرف على هوياتهم وسيستعينون بكلاب مدربة على اكتشاف المتفجرات تقوم بعد الاستيلاء على السفن بالتمشيط والتفتيش الدقيق. وتدربت قوات «رياح السماء»، على الهبوط فوق متن السفن من طائرات هليكوبتر عسكرية، وتم إلغاء عطلة نهاية الأسبوع وجميع الإجازات في سلاح البحرية، كما جرى استدعاء جنود احتياط من الكوماندوز البحري. وتقرر في نطاق المحاولات الهادفة إلى منع إحراج إسرائيل إعلاميا، تشويش البث الإعلامي من سفن القافلة بواسطة الحجب الإلكتروني. وفي التفاصيل، ستنتظر البحرية الإسرائيلية السفن حتى وصولها إلى «خط محدد» على مشارف سواحل قطاع غزة، وحينها سيتم إبلاغ هذه السفن بالعودة، فإذا لم تستجب سيتم الاستيلاء عليها وجرها إلى ميناء أسدود الذي نصبت فيه خيمة كبيرة للقيام بإجراءات تسجيل ركاب السفن الذين سيطلب منهم تعبئة استمارة يوافقون فيها على إبعادهم وإعادتهم إلى الدول التي انطلقوا منها. ووفق الخطة، فإن من يوافق يبعد على نفقة إسرائيل، ومن لا يوافق يتم اعتقاله في سجن «بئر السبع» وربما في سجون أخرى، على أن يعرضوا على القضاء تمهيدا لطردهم. وتقول إسرائيل إنه لا أزمة إنسانية في القطاع. وقال الناطق بلسان الجيش البريغادير افي بناياهو أمس: «لا أزمة إنسانية في عزة وسكانها لا يعانون من المجاعة، ورحلة قافلة السفن الدولية تستهدف الاستفزاز وليست المساعدة الإنسانية». وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أمس: «إن قافلة السفن الدولية التي تتجه إلى قطاع غزة تشكل مساسا بالسيادة الإسرائيلية وإن هذه العملية لا تعدو كونها عملية دعائية». وأضاف وهو يتفقد غرفة العمليات التي أنشئت لهذا الغرض في مقر وزارة الخارجية: «إن إسرائيل تسمح بنقل آلاف الأطنان من المؤن والمنتوجات إلى قطاع غزة يوميا على الرغم من استمرار الاعتداءات الصاروخية من جهة القطاع في اتجاه النقب الغربي». وردت الحملة الأوروبية على التهديدات الإسرائيلية باعتراض السفن، بقولها إن ذلك «لن يؤثر على خطط الأسطول في المضي قدما نحو تنفيذ تلك المهمة الإنسانية والأخلاقية». وقال درور فيلر، أحد النشطاء الموجودين على متن إحدى سفن الأسطول: «إذا حاول جنود الكوماندوز الإسرائيلي اقتحام السفن فسنقيد أنفسنا بسلاسل حديدية». كيف ستستقبل غزة رسل الحرية؟ قطاع غزة سيكون على موعد هام، إذا ما سارت الأمور وفقا لما هو مخطط لها يتمثل هذا في استقبال أسطول الحرية الذي يضم عدد من السفن انطلقت من مدينة أنطاليا التركية محملة بمساعدات رمزية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الحصار الظالم منذ أربع سنوات، وعلى متن الأسطول هذا يبحر عشرات بل مئات المتضامنين عربا وأجانب كلهم يحملون رسائل هامة، إنسانية المغزى، أخلاقية الأهداف، جوهرها الأساس التضامن مع الشعب الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة الذي تحول لأكبر سجن في العالم. رسائل الإنسانية هذه يحملها المئات الذين يركبون البحر في هذه الإثناء رغم المخاطر هي بدون شك رسالة ملايين البشر الذين يرفضون العدوان يرفضون الاحتلال والحصار ويقفون مع الشعب الفلسطيني كله دون قسمة وتمييز، إنهم رسل الحرية والعدل والسلام العادل الذي يتوق له كل إنسان حر في العالم وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني حرم من كل هذه القيم الإنسانية النبيلة وفي مقدمتها حقه في العيش بحرية وكرامة على أرضه، ولأنه كذلك فإن عيون أطفاله ونساءه وشيوخه ترنو إلى بحر غزة ترقب كل موجة حمل بسمة الأمل مع هؤلاء المتضامنين الذين يغامرون بحياتهم لكسر الحصار والتعبير عن وقوفهم إلى جانب شعبنا ليس فقط في غزة المحاصرة بل وفي الضفة التي يبتلعها الاستيطان صباح مساء، وبينما يتطلع الأطفال في غزة إلى أمواج البحر يترقبون بوراق الأمل في كسر الحصار الذي طال، في هذا الوقت يتأهب جنود الاحتلال الإسرائيلي من كافة الوحدات البحرية والبرية والجوية لقتل الإنسانية في قلوب البشر وتمزيق رسالتهم الإنسانية هذه، ولتحقيق هذا الغرض أمضت الوحدات المتوحشة أسابيع طويلة من التدريب لتنفيذ عملية القرصنة هذه وأطلقت عليها اسم عملية (رياح السماء) للسيطرة على هذا الأسطول واعتقال ركابه ومن ثم طردهم إلى بلدانهم، لكننا نقول بغض النظر عما ستقدم عليه إسرائيل خلال الساعات القادمة فإنها تتحمل أمام العالم مسؤولية حياة الناس على متن الأسطول كما تتحمل دون شك مسؤولية حصار قطاع غزة ، ما تحمله الساعات القادمة يحمل دون شك مفاجئات واحتمالات عدة أهمها وهو الأمر المرجح مضي الاحتلال قدما بغطرسته المعروفة والتعرض لهذه السفن في عرض البحر والسيطرة عليها ومنعها من إيصال رسالتها الإنسانية بشكل مباشر، أما الاحتمال الأخر فهو أن تحسب إسرائيل حسابا للرأي العام وتسمح للأسطول بالدخول وهو أمر مستبعد، هذا الأمر لو تحقق يطرح تساؤلا هاما يتمثل في كيف سيستقبل الفلسطينيون وهم يعيشون تداعيات الانقسام رسالة الأمل هذه، وماذا يمكن أن يقدموه لهؤلاء الذين يضحون بحياتهم لأجل فلسطين وشعبها الموحد، هل سيتمكن منظمي رحلة الحرية والأمل هذه من الإسهام ولو بقدر بسيط في أعطاء هؤلاء بارقة من أمل بقرب إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، مع ملاحظة يجب أن لا تغيب عن بال احد أن هؤلاء جاءوا ليتضامنوا مع كل الشعب الفلسطيني، ولا يجوز أن يتبدد هذا التضامن ويضيع على ضفاف الانقسام المر الذي نعيش، وختاما أقول أن أفضل استقبال لهم يتمثل في ما يتوقون لأن يروه يتمثل في أن تسهم زيارتهم في تحريك جهود المصالحة، ,أن يتم استقبالهم بمظهر وحدوي يبعث الأمل في نفوسهم ونفوس شعبنا بعد أن أضناه ألم الانقسام البغيض.