ينظّم المركز الثقافي الفرنسي اليوم، محاضرة فكرية عن "ماركوس مفكر 68 "، يقدّمها جاك اوليفيي بيقو المختصّ في الفلسفة الألمانية، بالاشتراك مع الكاتب والفيلسوف جون فرانسوا بواريي، كما سيقدّم المركز لقاءات فكرية وفنية أخرى مباشرة بعد العيد... يتناول المحاضر جانبا من فكر "كونستلرومن"، وهو نوع أدبي ألماني يتميّز بالتنوّع في الطرح وفي تعدّد التوجّهات، ويصوّر التطوّر التاريخي للطابع الفني، وتستعرض المداخلة أطروحات المفكر الألماني الشهير "هيغل" و"هيدغر" لتناقش بعض القضايا، خاصة تلك المتعلّقة بالحضارة مثلا، إضافة إلى المسائل الاجتماعية كقضية الجنس باعتبارها أحد مظاهر السلوك الإنساني المشترك وعلاقته بالثقافة، هذا الفكر أثّر بشكل فعّال في أحداث 1967 بألمانيا، والتي سميت "ماي 1968 "، خاصة في الحركة الطلابية التي تزعّمها "رودي دوتشكي" الذي اغتاله أحد متطرّفي اليمين. دائما وفي إطار أحداث سنوات الستينيات، سينظّم المركز أيضا يوم الخميس 11 ديسمبر محاضرة عن "زمن الاحتجاجات سنة 1968 "، تقدّمها جنوفياف دريفوس ارموند، وهي مديرة متحف التاريخ المعاصر، وكذلك مداخلة لروبار فرانك" وهو مؤرّخ مختص في أوروبا والعلاقات الدولية، حيث اختصر تاريخ فرنسا في سنة 196 في شهر ماي، الذي شهد مظاهرات واحتجاجات ضربت فرنسا وسرعان ما امتدّت إلى مناطق أخرى في أوروبا كبرلين ولندن وغيرهما، وانتشرت فيها أفكار ساعدت على انتفاضة الشباب الأوروبي. هذه الأحداث بقيت حيّة في تاريخ أوروبا المعاصر وتجاوزت سنة 1968 إلى 1970، وبفضلها سادت أشكال الاحتجاجات والانتفاضات والنضال وقلّصت الحدود بين البلدان ووحّدت الأوروبيين في المطالب، التي كانت حقّا مشروعا يطالب به غير الأوروبيين الذين يشتركون في نفس الحقوق والمبادئ الإنسانية، التي تشهد حركة من التطوّر والتغيير الاجتماعي والسياسي، من جهة أخرى، يطرح اللقاء تساؤلا عن عدم إثارة حياة بعض زعماء العالم ورموزه ك"كاسترو" و"ماو" و"تشي" الذين تزعّموا حركات التحرّر في العالم منها ثورة الفيتنام مثلا. للتذكير، فقد قدّم المركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة نهاية الأسبوع الفارط نشاطين تمثّلا في عرض شريط وثائقي بعنوان "العالم حسب مونسونتو"، وهو من إنتاج قناة أرتي سنة 2007 في 109 دقيقة، الشريط الذي أنجزته "ماري مونيك روبان" يثير موضوع "المورّثات المعدّلة جينيا"، ويعرض الشريط جانبا من نشاط مؤسسة "مونسونتو" التي تتوزّع في 46 دولة عبر العالم (تأسّست سنة 1901)، وهي تنشط في تصنيع هذه المورّثات، خاصة في المواد الغذائية، الحبوب، اللحوم وغيرها. وبعيدا عن التحقيقات والأجواء الفكرية، استقبل المركز الخميس الفارط الثنائي "فردريك بلاسي" و"قزافيي لورو" اللذين قدّما عزفا على آلتي البيانو والكمان، و"فردريك" عازف ماهر على الكمان تعلّم أصوله بباريس وهو لم يتجاوز ال 12سنة من العمر، حيث أبهر لجان التحكيم التي قيّمته وصفّقت له، ليواصل دراساته العليا في كبريات المعاهد الأوروبية، وهكذا أصبح العازف من أشهر العازفين في فرنسا، علما أنّه انتهى مؤخرا من تسجيل ال "سي دي 21 " في مشواره الفني، وقد انتشرت تسجيلاته وأعيد إنتاجها في 50 بلدا عبر العالم، كما قرّر الالتقاء بجمهوره في ألمانيا واندونيسيا ونيوزلندا وافريقيا الجنوبية في جولاته لسنة 2009. أمّا "قزافيي" فقد دخل مجال العزف باكرا وساعده الحظ في ملاقاة وصحبة مشاهير العازفين، إلى أنه أصبح قائدا للأوركسترا، كما تحصّل على الجائزة الأولى من المعهد الوطني العالي للموسيقى بباريس، ثم أصبح مديرا للاوركسترا فمديرا فنيا للحفلات الموسيقية ب"الأمبريال بلاس" وبقصر "انسي" وغيرها من المناصب.