تحتضن العاصمة الألمانية برلين، مهرجان الأدب العالمي التاسع من 9 وحتى 20 سبتمبر الجاري، وسط منافسة شديدة، حيث يقام ولأوّل مرة من 3 وحتى 20 سبتمبر بمناسبة شهر رمضان، عدد من الفعاليات الثقافية والفنية التي يشارك فيها مبدعون عرب وأجانب وألمان. وتحيي فرق موسيقية وصوفية في مراكز متفرقة من العاصمة أماسيَ بهيجة، وخلال عشرة أيام سيتجوّل عشّاق الثقافة والأدب بين 50 ردهة استعراض في أماكن متعددة من أنحاء المدينة، من الساعة الحادية عشر صباحا وحتى منتصف الليل. كتاب من مختلف أنحاء العالم سيستعرضون أدباً مثيراً للجدل لكنه مليءٌ بالجمالية وخال من الصفقات، وسيكون ثلث الزائرين من الأطفال والشباب وليس الطبقات الأرستقراطية، ويسهم في أعمال مهرجان الأدب الذي أصبح تقليداً سنوياً يؤمه الكثير من المثقفين والصحفيين والطلبة، كتاب وشعراء ومتخصّصون في الشأن الأدبي، الشعري والروائي والفكري ثمانية وثلاثون عربياً من ثلاث عشرة دولة عربية سيشاركون من بين مائتين وعشرين كاتبة وكاتب من إفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركيتين خلال 293 أمسية ثقافية موزعة على أكثر من مكان ومركز ثقافي، تعتبر ثمرة من ثمرات مهرجان "الأدب العالمي برلين" ومؤسسة "مهرجان برلين" التي يترأسها البرفيسور والشاعر يواخيم ساتيريوس المتذوق للأدب والثقافة العربية، وأحد أهم الشخصيات المساهمة في تنظيم المهرجان والمهتمين بأدب وثقافة العالم. ويعدّ مهرجان الأدب العالمي في برلين حدثا سنويا يقدّم، بالإضافة إلى النصوص الروائية، مجموعة واسعة من النثر الأدبي والشعر المعاصر من مختلف أنحاء العالم، كما يتناول على هامشه الأوضاع المضطربة التي تعاني منها المجتمعات في الكثير من المناطق في العالم، لا سيما دول ما يسمى بالنامية (العالم الثالث) بسبب الصراعات والنزاعات السياسية والاجتماعية القاسية، الأمر الذي جعل المهرجان يعرج غالباً على تسليط الضوء أيضاً على حياة المثقفين ومعاناتهم. ويواجه الكُتاب من مختلف الجنسيات والاتجاهات، الجمهور بشكل مباشر، وهم يقرأون ويناقشون أهم القضايا المطروحة إقليميا ودولياً مثل الاحتلال و"حصار المدن" والإرهاب وأثار الاغتراب والتهجير قسراً، كما في العراق وفلسطين. ويعتبر المهرجان المكان الذي تلتقي فيه القيم والتطلّعات وتنتشر الأفكار وتتحاور الحضارات والثقافات المختلفة، ويتشاطر المشاركون القادمون من مجتمعات متباينة حول مزاعمهم، لكنهم يلتقون على نقاط مشتركة تعني الإنسان والبيئة. كما يعتبر المهرجان فرصة لاختبار الأفكار وتبادل الخبرات بين الكُتاب والمفكرين من جميع أنحاء العالم. كما أنه وسيلة للمزيد من القوة التعبيرية والطاقة الإبداعية على الساحة البرلينية. ولم يقتصر المهرجان خلال أيامه العشرة لهذا العام على العروض الشعرية والروائية والفكرية والفنية، إذ سيقدم عروضاً سينمائياً ومسرحياً، وكذلك أمسية تكريم خاصة بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش تقرأ فيها نصوص عربية وألمانية مترجمة عن دواوينه الشعرية بمشاركة مجموعة من الشعراء العرب والألمان. وتحت عنوان "الذاكرة تتحدّث" سيقوم الكُتاب بمزيج من القراءات والمحاضرات لإحياء ذكرى الكُتاب المتوفين، أسماء معروفة في الأدب الألماني والدولي، الذين تجاهلهم النسيان في العقود الماضية، مثل هنري ميللر، جيمس كرس، خوان كارلوس أونيتي، سرجون بولص، فرانس فيرفيل، محمود درويش، الطيب صالح، رفاعة الطهطاوي، هالدة أديب آديفار، وآخرين سيكرمون بحفاوة هذا العام مثلما كرم آخرون في مهرجانات الأعوام المنصرمة.