دعا الفنان ومدير أوبرا الجزائر، نور الدين سعودي الشباب لإضفاء الجديد على تراثنا الموسيقى، مشيرا إلى أن هذا الفعل حميد ولا يعتبر بأي حال من الأحوال خيانة، كما أن الشباب هم الذين يقودون الأمم نحو التطور والعصرنة من دون المساس بجوهر الأمور. اعتبر الفنان نور الدين سعودي، أن النهل من التراث من دون تقديم أي جديد، خطأ، وهذا خلال كلمة ألقاها بعد إحيائه لحفل أول أمس بأوبرا "بوعلام بسايح"، حيث قدّم للجمهور نوبته الجديدة التي قال بشأنها ل«المساء" إنها الأولى من نوعها، مضيفا أنه ألّف أول نوبة في الجزائر، إيمانا بضرورة الإتيان بالجديد في عالم الفن الأندلسي وعدم الاكتفاء بالتراث وحسب. وأضاف نور الدين سعودي ل«المساء"، أن نوبة "دزيرية"، هي ثمرة مساره الفني الذي بدأه طالبا تتلمذ على أيدي كبار الفنانين الجزائريين، مرورا بأستاذ للموسيقى فمدير للأوبرا، مشيرا إلى أنّه بعد مسيرته هذه، طرح سؤالا على نفسه يتمثل في إمكانية تأليفه لنوبة أو لا؟ فكان الرد إيجابيا في انتظار الرد الحاسم الذي يمتلكه الجمهور. وقدّم الفنان نور الدين سعودي، نوبته "دزيرية"، رفقة الأركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر تحت قيادة المايسترو أمين قويدر، وأهدى حفله هذا إلى روح الفنانة صونيا، كما غنى الفنان كلمات من تأليفه، استلهمها من الفن الأندلسي. أما عن الموسيقى، فكانت حالمة أحيانا وسريعة أحايين أخرى، شدت إليها الجمهور الذي حضر العرض، علاوة على صوت الفنان العذب والمميز، الذي زاد من نجاح النوبة. وألّف سعودي، نوبة "دزيرية"، تكريما للجزائر وللفن الأندلسي المحلي بتفرعاته ومدارسه المتعددة، وتتشكل من مستخبر صنعة (مقطوعات موسيقية)، انقلاب "راحتي شرب العقار"، مصدّر "قد بشارة بقدومكم"، بطايحي "أين القلب ينسى ليال الوصال"، استخبار "سلام على أحبابي"، انصراف "الهوى" وخلاّص. كما تصنف نوبة الدزيرية في طابع الساحلي وهو من أحد طبوع الفن الأندلسي الذي يعاني من التهميش. بالمقابل، أضفى سعودي على نوبته، العديد من الآلات الموسيقية الغريبة عن عالم النوبة، مثل القيثار الكلاسيكي والأكرديون. وقبل تقديم نور الدين سعودي لنوبته، تمتع الجمهور الحاضر، بمقاطع موسيقية قدمتها الأركسترا السيمفونية الجزائرية، تحت قيادة المايسترو أمين قويدر، وهي للموسيقي الفرنسي الراحل كامي سان سانس، عن أوبراته "سامسون ودليلة" التي أضاف لها مقاطع من الموسيقى الأندلسية الجزائرية. وبدأ سان سانس في تأليف أوبراته سنة 1868 وأنهاها تسع سنوات من بعد في الجزائر العاصمة، حيث صادف الفنان محمد بن علي سفنجة ومحي الدين بشطارزي وهو ما أدى به إلى استعماله لنوبة "الزيدان" في مقطع من أوبراته المسمى ب«باكنال". ❊ لطيفة داريب