حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس، من كل قفزة بالأردن ب «اتجاه المجهول» في حال استمرار المظاهرات الاحتجاجية واستفحال الأزمة الاجتماعية التي تعرفها بلاده منذ أكثر من أسبوع؛ رفضا لقرار الحكومة المستقيلة رفع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية وفرض ضريبة على الدخل. وجاء تحذير الملك عبد الله الثاني بعد أن عاود أكثر من ألفي متظاهر التجمهر أمام مكاتب الوزارة الأولى في قلب العاصمة عمان، حتى بعد إعلان الوزير الأول هاني الملقي عن تقديم استقالته من منصبه. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الملك عبد الله، أن الأردن أصبحت اليوم في مفترق الطرق، وهي إما أن تتمكن من إيجاد مخرج لهذه الأزمة وتوفير حياة كريمة لمواطنيها، وإلا فإنها تسير نحو المجهول. وحمّل الملك عبد الله الثاني تبعات هذه الأزمة المشاكل الاقتصادية التي تواجهها بلاده؛ بسبب حدودها المتاخمة لدول مثل سوريا والعراق والكيان المحتل والضفة الغربية، التي تعيش كلها حالة لا استقرار مستمرة، و استقبالها آلاف اللاجئين السوريين وتراجع الدعم الدولي لبلاده لمواجهة هذه الوضعية الاستثنائية. وطالب الملك الأردني في سياق التوجيهات التي أسداها لوزيره الأول الجديد عمر الرزاز، بالشروع في مراجعة مشروع القانون الخاص بفرض ضرائب على أجور الأردنيين، والذي شكّل فتيل اندلاع المظاهرات الاحتجاجية التي عصفت بحكومة الوزير الأول المستقيل هاني الملقي. وحث الملك عبد الله الثاني وزيره الأول، على البدء في حوار وتنسيق مع نواب البرلمان والأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، لوضع تصور لمشروع قانون جديد حول الأجور.