تعزّز سلاح الدرك، أمس الأحد، بتخرّج (05) خمس دفعات لضباط الدرك الوطني بالمدرسة العليا للدرك الوطني بزرالدة، أشرف على مراسمها قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة، بحضور ممثلي السلطات العسكرية والقضائية والمدنية ومختلف الدوائر الوزارية؛ في أجواء احتفالية ميّزها التنظيم المحكم. وتمثلت الدفعات المتخرجة التي تفقّد مربعاتها اللواء نوبة وقدمّ لها التحية العسكرية، في الدفعة 21 لدروس القيادة والأركان التي تضم 153 ضابطا، من بينهم ضابطتان اثنتان و04 ضباط وفدوا من دول ماليوفلسطين والصحراء الغربية وموريتانيا، إلى جانب الدفعة 53 لدروس الإتقان التي تضم 100 ضابط من بينهم 06 ضابطات، والدفعة الثالثة لدروس القيادة والأركان (تخصّص إسناد)، تضم 20 ضابطا، والدفعة الأولى «ماستر علوم جنائية» تضم 20 ضابطا من بينهم ضابطة واحدة، وأخيرا الدفعة 51 للتكوين التخصصي المتكونة من 72 ضابطا من بينهم 18 ضابطة. كما تضم 04 ضباط وفدوا من دول أجنبية، على غرار دولة فلسطين والصحراء الغربية، تم تجنيدهم على أساس شهادات جامعية، وأنهوا الامتحانات النهائية بنجاح أمام لجنة مختلطة متكونة من قضاة وإطارات عليا من الدرك الوطني. وحقّقت تشكيلتا الطلبة الضباط العاملين المتابعين لتكوين عسكري جامعي بنظام (أل أم دي) للسنة الأولى والسنة الثانية، نسبة نجاح بلغت نسبة 100 بالمائة، علما أنهم يزاولون الدراسة لمدة 03 سنوات، ليتحصّلوا فيما بعد على شهادة (ليسانس) في القانون والأمن العمومي. وبدأت مراسم الاحتفال بتخرّج ضباط هذه الدفعات لتفتيش مختلف تشكيلات المربعات من قبل قائد الدرك الوطني، وتكريم الطلبة الأوائل المتفوقين في دفعاتهم، بعد تأديتهم القسَم الذي تلاه المدير العام للتعليم بالمدرسة العقيد علي الزاهي، والقيام بتسليم وتسلّم العلم من قبل الدفعات الجديدة. كما تم تسمية الدفعات المتخرجة باسم الشهيد البطل «طيّب لعّاب». وعبّر قائد المدرسة العليا للدرك الوطني بزرالدة العميد رابح ريّاح في كلمة له، عن افتخاره الكبير لتخرّج الدفعات المتخرجة في إطار السنة الدراسية (2017 - 2018)، التي تلّقت تكوينا جامعيا وعسكريا معمقا في شتى التخصصات العلمية والمعرفية والعسكرية، معتبرا الضباط المتخرّجين بمثابة ثمرة جهود 03 سنوات كاملة من التدريب والتكوين النظري والتطبيقي، ومعبرا عن ارتياحه للنجاح المتميّز الذي حقّقوه بفضل التكوين النوعي والمتميّز، تماشيا مع الإصلاحات الشاملة التي أدرجتها وزارة الدفاع الوطني والقيادة العليا للدرك الوطني في إطار المنظومة التكوينية لجهاز الدرك في سبيل جعله أكثر عصرنة. وحث العميد ريّاح في هذا الشأن، كافة الضباط على ضرورة الصرامة والالتزام بتطبيق النظم وقوانين الجمهورية، وتمثيل مؤسسة الدرك الوطني أحسن تمثيل، مع التفاني في خدمة المواطن وحماية الوطن والذود عنه في شتى الظروف. واختتم قائد المدرسة كلمته قائلا: «إن المدرسة قد أدت دورها التعليمي والتكويني كما ينبغي وعلى أكمل وجه، حيث حرصت على إعداد رجال قادرين على تحمل مسؤولية أداء مهامهم وفق ما تمليه القوانين..»، شاكرا كافة المصالح الجهوية للدرك ومصالح الناحية العسكرية الأولى، التي سهرت طيلة فترة التكوين والتدريب، على مستوى المدرسة. وفي آخر هذا الاحتفال، تم تكريم عائلة الفقيد «طيّب لعّاب» المولود بتاريخ 13 جانفي 1929 بزرالدة (الجزائر)، حيث ترعرع وسط عائلة متشبعة بالروح الوطنية. وعُرف بنشاطه المكثف منذ اندلاع الثورة التحريرية. كما شارك في عدة عمليات ضد المستعمر الفرنسي إلى أن ألقي عليه القبض من قبل السلطات الفرنسية يوم 26 جوان 1956، وحُكم عليه بالإعدام من قبل المحكمة العسكرية للجزائر العاصمة يوم 03 أفريل 1957، وتم تنفيذ حكم الإعدام ضده بالمقصلة بسجن بربروس (سركاجي حاليا).