تنزل الجزائر ضيفة على شقيقتها مصر حاملة معها حقيبة ثقافية بهدايا متنوعة وهذا ابتداء من 22 إلى 28 ديسمبر الجاري، وتنطلق فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري التي تحتضنها العاصمة المصرية القاهرة ومدينة الإسكندرية الساحلية بحفل موسيقي وغنائي بدار الأوبرا يتم خلاله تقديم كوكتال من الأغاني والرقصات التي تمثل مختلف مدن الجزائر. وسيتم أيضا خلال هذا الأسبوع إحياء حفلات فنية أخرى من قبل فرقة "الفردة" للموسيقى والغناء التراثي التي ستمتع الحضور بتشكيلة مميزة من الألوان والطبوع الغنائية المعروفة منها النوع الحوزي العريق وكذا أغاني الراي وسيكون الحفل الأول لفردة يوم 25 ديسمبر بالمسرح الصغير بدار الأوبرا بالقاهرة والحفل الثاني بالإسكندرية يوم 27 من نفس الشهر على مسرح" السيد درويش"، وستتحف فرقة "جمعاوي افريكا" الشبابية الجمهور بمجموعة من أغانيها الخفيفة من خلال حفلين يقام الأول بالقاهرة بدار الأوبرا و الثاني بمدينة الإسكندرية في اليوم الأخير من التظاهرة. ويشمل الجانب الاستعراضي من فعاليات هذه التظاهرة الثقافية سهرتين مع فرقة البالي الوطني للرقص الشعبي المعروفة بعروضها الجميلة وإتقان فنانيها لمختلف أنواع الرقصات الشعبية التي تتميز بها المناطق والمدن الجزائرية من عاصمية وقبائلية وصحراوية ورقصة لعلاوي. كما برمجت الوزارة بهذه المناسبة أنشطة ثقافية و فكرية منها أمسيات شعرية بمشاركة مجموعة من الشباب الموهوبين الذين كان لهم حضور مميز على الساحتين المحلية والعربية حيث حدّد موعد الأمسية الأولى يوم 24 ديسمبر بالقاهرة والثانية ستكون بالإسكندرية بقاعة توفيق الحكيم بمركز الإبداع في 26 ديسمبر،ويشارك في هذه الأمسيات إبراهيم صديقي وعبد الله الهامل وسيف الملوك سكتاته ولحرش نوارة ووسيلة بوسيس. وللمسرح أيضا نصيب في رزنامة التظاهرة الثقافية بمسرحية"انسوا هيروسترات" من إخراج حيدر بالحسين بعرضين في القاهرة على ركح مسرح الجمهورية والثاني بالإسكندرية في اليوم الأخير على مسرح "سيد درويش". ويحتل الفن التشكيلي حيّزا هاما من برنامج التظاهرة إذ اختار منظمو هذا الأسبوع الثقافي التنويع في المعارض حيث سيحتضن البهو الخلفي لدار الأوبرا معرض الفن التشكيلي المعاصر، ويحتضن بهو المسرح الصغير لدار الأوبرا معرض الحرف التقليدية يشمل على تحف أبدع في صنعها وتصميمها حرفيون وفنانون في مجال صناعة الحلي الفضية والخزف الفني والتقليدي وصناعة الفخار ونسيج الزربية والطرز. وسيكون الكتاب حاضرا ضمن هذه المعارض تحت عنوان "الجزائر عاصمة ثقافية" في نفس المدة حيث سيتمكن القارئ المصري من تصفح ومعرفة آخر الإبداعات والمؤلفات الجزائرية التي نشرت أو أعيد طبعها في المدة الأخيرة و ذلك على مستوى مقر المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة. وستنظم بنفس الفضاء مجموعة من المحاضرات و الندوات من تنشيط مثقفين وأدباء جزائريين من بينهم للدكتور أبو القاسم سعد الله بمحاضرة بعنوان "مثقفون بين الجزائر و مصر من1945 إلى 1990" ومداخلة أخرى حول تطوّر حقوق المؤلف والحقوق المجاورة" لعبد الحكيم توصار، كما تقدّم الدكتورة أمينة بن لعلى محاضرة بعنوان "ملامح فنية لتطور الرواية الجزائرية" وسيتمكّن الجمهور المصري بهذه المناسبة من مشاهدة ستة أفلام جزائرية تم انتقاءها بصفة تسمح بمعرفة مختلف المراحل التي عرفتها السينما الجزائرية وتشمل القائمة أفلام تاريخية تناولت في بداية الاستقلال موضوع الثورة التحريرية و التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من اجل حريته وسيادته وهو موضوع فيلم "الأفيون والعصا" الذي أخرجه احمد راشدي سنة 1969 عن قصة مقتبسة من رواية الكاتب الكبير مولود معمري وكذا ملحمة "بوعمامة" الذي كتب قصتها بوعلام بسايح وأخرجها بن عمر بختي. كما سيعر ض أيضا خلال هذا الأسبوع فيلم "مسخرة" للمخرج إلياس سالم الذي فاز مؤخرا بجائزة أحسن فيلم في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة الدولي للسينما في مسابقة الأفلام العربية وقد رشح هذا الفيلم الذي أنتج في إطار مشاريع الجزائر عاصمة الثقافة العربية سنة 2007 ضمن الأفلام العربية الستة للتنافس على الترشح النهائي على جائزة الأوسكار الخاصة بالفيلم الأجنبي التي تمنحها سنويا أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأمريكية في أواخر شهر فيفري. وسيعرض ضمن خانة الفن السابع فيلما "مال وطني" للمخرجة فاطمة بلحاج و"ما وراء المرآة" لنادية شرابي الذين أنتجا في نفس السنة. كما سيقدم أيضا فيلم "المنارة" للمخرج بلقاسم حجاج الذي أنجز سنة 2004 .(وأ)