تتواصل بالعاصمة المصرية القاهرة، فعاليات الأسبوع الجزائري الذي انطلقت فعالياته مساء يوم الإثنين بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الثقافة المصري فاروق حسني، إلى جانب سفير الجزائربالقاهرة عبد القادر حجار. حفل الافتتاح أعطى للجمهور الذي حضر بدار الأوبرا صورة حية عن ثراء الثرات الثقافي الجزائري باختلاف طبوعه ومميزاته من خلال تشكيلة فسفيسائية من الأغاني والرقصات الجميلة والمعبرة. وقد اهتزت أرجاء القاعة على مدى ساعتين من الزمن على صدى الأغنية الجزائرية التي جالت إيقاعاتها الجميلة والراقصة بالحضور في رحلة ممتعة عبر مختلف مدن ومناطق الجزائر.. فرقص الجمهور وتجاوب مع الأغنية البدوية والقبائلية والقسنطينية من خلال أصوات شابة، مثلها كل من عبدو درياسة وسيرينا وبن زينة، إلى جانب فرقة "الفردة" التي أبهر أداءها الأصيل الجمهور المصري، الذي اكتشف وأعجب بهذا الطابع "المميز". كما لقي عرض البالي الوطني الذي تألقت عناصره في تشكيلة جميلة من الرقصات مثلت مختلف مناطق الجزائر، صدى كبيرا لدى الجمهور الذي استمتع كثيرا بتلك الرقصات التي جمعت بين فن الرقص والتعبير المسرحي في مشاهد تعبيرية، على غرار "رقصة الطوارق" التي عادت بالحضور إلى الأزمنة الغابرة مستحضرة بطريقة فنية متناسقة جانب من الحياة الاجتماعية لتلك الحقب. نفس الانطباع تركه عرض رقصات أخرى في الطبع العاصمي، قبائلي وشاوي. ولم يقتصر إبداع البالي على جانب الرقص، بل كان أداؤه متعة حقيقية للعين والأذن من خلال خيال وموهبة مصممي الرقصات والأزياء التي أعطت صورة جميلة وشاملة عن عراقة وتطور الزي واللباس التقليدي الجزائري، أعطى الانطباع بمشاهدة عرض متنوع للأزياء. وكانت خاتمة حفل الافتتاح، على أنغام أغنية الراي مع الزهوانية التي أضفت على القاعة حماسا وأجواء الحفلات الرايوية التي يتجاوب لها جمهور الشباب، وخاصة الطلبة الذين حضروا بقوة وساهموا بدورهم بالرقصات والهتافات في إحداث تواصل بين الخشبة والقاعة. وشكل هذا الجو لوحة حية بالألوان والاهازيج زادتها رونقا ألوان العلم الوطني، الذي كان يزين مختلف أرجاء القاعة أو محمولا على أكتاف الشباب. وقد صرح د. فيصل يونس رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية المصرية، أن الأسبوع الثقافي الجزائري بمصر يتميز بتنوعه الشديد، حيث يشتمل على معارض الفنون التشكيلية والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية الى جانب العروض المسرحية والفنون الشعبية. وقد انطلقت أمس بقاعة المجلس الأعلى للثقافة المصري سلسلة محاضرات، حيث تحدث د. أبو القاسم سعد الله تحت عنوان "مثقفون بين الجزائر ومصر من 1945 1990". وتعرض بعدها عبد الحكيم توصار مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عن تطور حقوق المؤلف في الجزائر. أما د. أمينة بن لعلي فتناولت ملامح فنية لتطور الرواية الجزائرية. إلى جانب ذلك يشهد الأسبوع الذي تمتد فعالياته من 22 إلى 27 ديسمبر الجاري، معرضا للفن التشكيلي الجزائري المعاصر يحتضنه البهو الخلفي لدار الأوبرا، إلى جانب معارض للحرف التقليدية كحلي الفضة والزخرفة والفخار التي تعرض ببهو المسرح الصغير بدار الأوبرا. ويقام في المجلس الأعلى للثقافة المصري كذلك معرض للكتاب بعنوان: "الجزائر عاصمة الثقافة". هذا، فضلا عن أمسيتين شعريتين تقام الأولى بالمسرح الصغير بدار الاوبرا، والثانية بالاسكندرية بمركز الإبداع بقاعة توفيق الحكيم في السابعة. وكذا عروض فرقة البالية الوطني للرقص الشعبي وفرقة "الفردة" للموسيقى والغناء التراثي. وسيكون للمسرح أيضا نصيب في رزنامة التظاهرة الثقافية، حيث حرص المنظمون على إشراك أبي الفنون بمسرحية "انسوا هيروسترات " من إخراج حيدر عبد الحسين، حيث ستقدم الفرقة عرضين بالقاهرة والإسكندرية. وسيتمكن الجمهور بهذه المناسبة من مشاهدة ستة أفلام جزائرية تم انتقاؤها بصفة تسمح بمعرفة مختلف المراحل التي عرفتها السينما الجزائرية، إذ تشمل فيلم "الأفيون والعصا" و" بوعمامة " و "مسخرة" و "مال وطني" و" وراء المرآة" و" المنارة".