أكدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، أن الأسبوع الثقافي الجزائري المتواصل فعالياته بمصر الى غاية 28 من الشهر الجاري قد "حقق إلى حد كبير" هدفه في التعريف وإبراز المكونات الثرية والمتنوعة للفن والتراث والثقافة الجزائرية وذلك بدليل الإقبال الكبير الذي تشهده مختلف الأنشطة المبرمجة. وأكدت الوزيرة في تصريح لها قبل مغادرتها القاهرة أن نجاح الأسبوع الثقافي "فاق الجانب الاستعراضي للبرنامج ليأخذ أبعادا أوسع" وذلك من خلال التكريم الذي حظيت به الثقافة الجزائرية في مدينة الإسكندرية بمناسبة اختتام تظاهرة الإسكندرية عاصمة الثقافة الإسلامية وهذا في حد ذاته كما قالت "اعتراف وتقدير للثقافة الجزائرية". وأضافت السيدة تومي بهذا الصدد أن التكريم بهذه المناسبة كان "مضاعفا" فإلى جانب التكريم الذي حظيت به أبى منظمو تظاهرة الإسكندرية إلا أن يشرك الفن والثقافة الجزائرية في الحفل الاختتامي للتظاهرة من خلال البالي الوطني الجزائري و فرقة الفردة. كما ذكرت أيضا بالتكريم الذي حظيت به الجزائر في أشغال مؤتمر اتحاد الكتاب العرب الذي افتتح أول أمس، بالقاهرة، واعتبر الجزائر ضيف شرف هذه الدورة. وقالت بخصوص الأسبوع الثقافي الجزائري أن الإقبال الذي تعرفه مختلف الأنشطة أكبر دليل على اهتمام الجمهور بفن وثقافة الجزائر، مذكرة باعتراف الوزير المصري للثقافة الذي أكد أن الأسابيع الثقافية الأجنبية "قليلا ما تجلب مثل هذا الإقبال". وأعربت تومي من جهة أخرى عن أمنيتها في أن تحقق الأنشطة الأخرى المبرمجة ضمن التظاهرة نفس النجاح والإقبال في الإسكندرية التي ستحتضن بعض الأنشطة الفنية والثقافية. وردا عن سؤال بخصوص الخطوات الأخرى التي تنوي الوزارة تجسيدها مستقبلا لتعريف وإبراز أكثر للثقافة الجزائرية قالت الوزيرة انه يتعين أولا تطبيق اتفاقية التعاون الثقافي بين مصر والجزائر التي تؤكد على تنظيم الأسابيع الثقافية للبلدين سنويا بالتناوب وهذا في حد ذاته كما أضافت "شيء مهم" حيث يتم من خلاله التعريف كل سنتين بالمنتوج الثقافي الجزائري بمصر وذلك في كل المجالات الإبداعية من سينما ومسرح وفن تشكيلي. كما اعتبرت وزيرة الثقافة انه من أهداف هذه الأسابيع أيضا "تجسيد جسور التواصل" مع الجالية الجزائرية حيث تشكل "موعدا لتوطيد التلاحم مع ثقافة وطنها". وأشارت بالمناسبة إلى وجود بنود أخرى لا تقل أهمية ضمن اتفاقية التعاون تخص مجال التكوين و تبادل الخبرات والتجارب عن طريق البعثات الطلابية بين البلدين، إلى جانب مشاركة كل بلد في مهرجانات البلد الأخر، وفي هذا السياق قالت الوزيرة أن الجزائر تملك 93 مهرجانا 20 منها ذات طابع دولي، مؤكدة أن مصر مدعوة وحاضرة في كل تلك المهرجانات ونفس الشئ بالنسبة للجزائر في التظاهرات التي تقام في مصر. وكانت لوزيرة الثقافة خليدة تومي لقاءات متكررة مع الكتاب والمثقفين والفنانين والممثلين المصريين حيث تناولت معهم دور المثقفين والمبدعين العرب في المجتمع معربة عن احترامها لهذه الفئة التي تعد "ضمير الأمة العربية الحي ونبضها الخلاق وصفوة المجتمع". وكان سفير الجزائربالقاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية السيد عبد القادر حجار قد أقام ليلة الجمعة حفل استقبال على شرف الوفد الجزائري المشارك في الأسبوع الثقافي في مصر. ومن المقرر أن يتواصل الأسبوع الثقافي الجزائري في مصر لتنتقل فعالياته إلى مدينة الإسكندرية (200 كلم شمال شرق القاهرة) بنفس الرزنامة الثرية من الأنشطة الفنية والثقافية والفكرية التي تمثل مختلف الألوان والفنون الابداعية التي تزخر بها الجزائر. وستبدأ الفعاليات في الإسكندرية يوم الجمعة، بعرض موسيقي وغنائي ورقصات تمثل مختلف المناطق الجزائرية لإعطاء الجمهور فكرة عن ثراء وأصالة التراث الغنائي الجزائري من خلال أداء فرقة البالي الوطني وللرقص الشعبي الى جانب فرقة جمعاوي أفريكا الشبابية للغناء والموسيقى بمجموعة من أغانيها الخفيفة. كما شهد نفس اليوم تنظيم أمسية شعرية نشطتها كل من لحرش نوارة ووسيلة بوسيس وعبد الله الهامل وسيف الملوك سكتة، إلى جانب حفل فني آخر من قبل فرقة "الفردة" للموسيقى والغناء التراثي.