أشرف، أمس، الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على مراسم تخرج ثلاث دفعات، للسنة الدراسية 2017-2018، وذلك بالأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين»، التي صارت خزانا كبيرا لتزويد الوحدات والمؤسسات العسكرية بأفضل الكفاءات، التي تتلقى تكوينا متكاملا في شتى المجالات العلمية والتكتيكية، بما يتساوق وإستراتيجية الوصول بالجيش إلى الاحترافية، وهو الهدف المنشود الذي تجلت بوادره تتجلى منذ سنوات. لا يزال عرس الأكاديمية العسكرية، احتفاء بتخرج الضباط، يزداد جمالا وتألقا ورمزية، ترتفع فيه الطاقة، وتتجلى فيه معاني الوطنية وتتجذّر فيه روح الوحدة، وتستعاد فيه صور التواصل بين جيش التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي. إنها المعاني التي حملتها كلمة قائد الأكاديمية اللواء علي سيدان الذي نوّه بالعناية الكبيرة التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للأكاديمية خاصة، والمدارس التكوينية عامة، كما تطرق إلى الدور الريادي الذي تؤديه الأكاديمية من أجل تخريج نخبة من إطارات الجيش الوطني الشعبي، وتمكينهم من تحصيل تكوين عسكري وعلمي نوعي مصقول بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، من خلال البرامج النوعية المسايرة للمتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي. وتتمثل الدفعات المتخرجة في الدفعة ال11 من التكوين العسكري القاعدي المشترك، والدفعة ال49 من التكوين الأساسي، وكذا الدفعة الثانية لضباط دورة الماستر. الفريق أحمد قايد صال، الذي كان في استقباله أمام المدخل الرئيسي للأكاديمية كل من اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية، اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، واللواء علي سيدان قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، ترحّمَ على روح الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي تحمل الأكاديمية اسمه، ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد لاسمه، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار، ليستمع بعدها إلى عرض حول الأكاديمية تضمن معلومات مفصلة عن مسار التكوين بها والدفعات المتخرجة. وبساحة العلم، قبالة المنصة الشرفية، كانت الأجواء حماسية، والصور رائعة، رسمتها الجهود الكبيرة التي بذلها المؤطرون في تدريب الضباط، وتبيان القدرات التكتيكية التي يحوزها أفراد الأكاديمية، وازدان المكان بجموع الضباط الخريجين والطلبة على حد سواء، والألوان الوطنية، والاستعراضات الشيقة التي نالت إعجاب الحضور، فنالت التصفيق والزغاريد المدوية، التي كانت قوية عندما قام الفريق قايد صالح بتقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل رفقة الإطارات السامية. وقد سلّم الشهادة للمتفوق الأول من ضباط دورة الماستر وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ليفسح بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الباقين، وفي الأخير سلّم السيد الفريق للمتفوق الأول من التكوين العسكري المشترك القاعدي شهادة النجاح. وتواصلت المراسم بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط العاملين راية الأكاديمية للدفعة الموالية، ليتقدم المتفوق الأول من الدفعة التاسعة والأربعين من التكوين الأساسي، طالبا من السيد الفريق الموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد المرحوم مصطفى بن عودة المدعو «سي عمار»، وليقدم بعدها نبذة عن حياة الراحل. إثر ذلك، أخلت التشكيلات العسكرية ساحة العلم لاحتلال منطقة الانطلاق للاستعراض، فاسحة المجال للعروض الرياضية في القتال المتلاحم على غرار الكاراتيه والكونغ فو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدونه، ثم تشكيل لوحة تُمثل خريطة الجزائر والألوان الوطنية وحماية حدودها من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي، تبع بتنفيذ تمرين قتالي بياني حول حصار واقتحام مبنى والقضاء على جماعة إجرامية. لتختتم بعد ذلك مراسم حفل التخرج باستعراض عسكري تحت أنغام الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري، تتقدمه مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك واستعراض في القفز المظلي، ليتابع بعدها السيد الفريق، من خلال شاشة عملاقة، البث المباشر لتمارين بيانية نُفذت من طرف القوات البحرية، متمثلة في «اعتراض واسترجاع سفينة محتجزة من طرف مجموعة إرهابية وتحرير طاقمها». كما قام الفريق قايد صالح بتدشين مديرية البحث العلمي والتكنولوجي وتفقد مخابر البحث التابعة لها، حيث استمع إلى عرض مفصل حول مهامها ليتابع، بتقنية البث المرئي عن بعد، بعض العروض العلمية المنجزة من طرف المتخرجين من طلبة ضباط الماستر والليسانس، ليقوم في ختام الحفل بتكريم عائلة المجاهد المرحوم مصطفى بن عودة المدعو»سي عمار»، قبل أن يوقع على السجل الذهبي للأكاديمية.