تستضيف ولاية بومرداس قريبا، مخيما صيفيا لتعليم القرآن، يخص ولايات الجنوب الكبير والجنوب والهضاب العليا، حسبما أوضحه مدير الشؤون الدينية والأوقاف د.بوعلام جوهري ل"المساء"، مبرزا كذلك فتح 8 مدارس صيفية بعدة بلديات لنفس الهدف، وقال بأن مناقشة قطاعه خلال المجلس التنفيذي مؤخرا، سمح بالخروج بخارطة طريق، هدفها تنظيم القطاع وتنصيب لجنة خاصة لمتابعة ملف الأوقاف وإعداد خريطة مسجدية بالولاية. ستكون ولاية بومرداس، خلال الأسابيع القادمة، على موعد مع تنظيم مخيم صيفي لتعليم القرآن وحفظه لفائدة طلبة الزوايا أو المدارس القرآنية لولايات الجنوب والهضاب العليا. سيضم إلى جانب التعليم المكثف للقرآن، تنظيم خرجات ترفيهية، لاسيما أن التخييم سيكون تحديدا ببلديات شاطئية، وهي قورصو وجنات ودلس. سيستقبل المخيم قرابة 200 متعلم من مختلف الأعمار وسينطلق خلال شهر أوت القادم، حسبما يكشفه د.بوعلام جوهري مدير الشؤون الدينية والأوقاف ل"المساء"، في لقاء خاص، موضحا بأن بومرداس استضافت بمناسبة إحياء عيدي الاستقلال والشباب، 40 إماما من ولاية سيدي بلعباس، في إطار التوأمة الثقافية والرياضية والروحية. كما سيتم خلال الأيام القليلة القادمة فتح 8 مدارس صيفية لتعليم القرآن بكل من بلديات بومرداس، بودواو، يسر، تيجلابين وجنات، موجهة للراغبين في حفظ القرآن، الذين يبلغون من العمر 6 سنوات فما فوق. من جهة أخرى، أشار المسؤول إلى أن إحدى أهم التوصيات التي خرج بها، مناقشة قطاعه بالمجلس التنفيذي مؤخرا، تخص تنصيب لجنة مختلطة يترأسها مدير أملاك الدولة وتضم مدير مسح الأراضي، مدير الحفظ العقاري، مدير الوكالة الولائية للتسيير والتنظيم العقاريين، مدير الشؤون الدينية والأوقاف ومديرة التنظيم والشؤون العامة، تعهد إليها مهمة معالجة ملف التسوية القانونية للمساجد، إذ يوجد 40 مسجدا في الولاية دون وثائق، مصنفة تحت خانة "البناء الفوضوي". وقال بأن اللجنة ستجتمع نهاية الشهر الجاري من أجل العمل على تحويل قرارات التخصيص إلى قرارات التحويل، بمعنى تحويلها إلى عقود ناقلة للملكية، لتصبح أوقافا نهائيا بهدف حمايتها. علما أنه تم إحصاء 100 ملف في هذا الشأن، سُويّ منها 24 ملفا، و76 منها تخضع حاليا للدراسة والتمحيص على مستوى مديرية أملاك الدولة للبت فيها، بعدها ستدرس اللجنة بنفس الوتيرة ملفات السكنات الوظيفية والمدارس القرآنية. في السياق، قال محدث "المساء" بأن مصالحه تسجل 20 سكنا وظيفيا رُفض إخلاؤها من طرف شاغليها، مع وجود ثلاث قضايا على مستوى العدالة لإخلاء سكن وظيفي مشغول من طرف أئمة أحيلوا على التقاعد، وتسجيل قضية نزاع قضائي مشترك مع مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري ببلدية دلس حول سكن وظيفي، تنازلت نفس المصالح عن السكن للإمام "ولا يحق ذلك، لأنه وقف"، يشرح المدير، موضحا بأن هذا الإشكال يسجل كذلك على مستوى العديد من القطع الأرضية المخصصة للمقابر، لم يتم تهيئتها بسبب اعتداء بعض المواطنين عليها بتسييجها والشروع في تشييد بناءات فردية عليها، بكل من بلديات قورصو، تيجلابين، خميس الخشنة وبرج منايل، "نحن لا نملك الآليات لمتابعة هؤلاء، وقد أخطرنا الجهات المختصة، وعلى رأسها الوالي ورؤساء الدوائر ورؤساء البلديات المعنية لإيجاد حلول لذلك"، يضيف. قطاع حساس يؤسس لمجتمع سوي طالب والي بومرداس عبد الرحمان فواتيح، مؤخرا، مدير القطاع ب"الإسراع في إعداد خارطة مسجدية من أجل الوقوف على احتياجات الولاية من المساجد. ولمعرفة الموجود منها حاليا ومن يسيّرها لتفادي الوقوع في انزلاقات أو انحرافات نحن في غنى عنها"، واستهجن الوالي، في هذا الشأن، وجود "الكثير من المساجد كورشات أبدية"، في إشارة إلى تسجيل عجز في استكمال أشغال بناء عدد كبير من المساجد عبر الولاية، وعلى رأسها مسجد "ابن خلدون" الذي بقي هيكلا بدون روح لقرابة عشريتين، إلى غاية تدخله شخصيا ودفع الأشغال بعد جمع مبلغ هام من التبرعات بمشاركة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. "وهو نفس المنحى الذي تم إقراره مؤخرا لاستكمال أشغال بناء مسجد ‘عبد الحميد ابن باديس' ببلدية بودواو"، يقول المدير بوعلام جوهري، ملفتا إلى أنه سيتم بداية من شهر سبتمبر القادم، تخصيص ست عمليات لجمع التبرعات واستكمال الأشغال التي قاربت 80%، حيث أعطت مصالح الولاية تبرعا بمليار سنتيم "مع السعي إلى الحصول على معونة مالية من طرف الوزارة لنفس الهدف"، يقول المدير، موضحا أن استكمال نفس الأشغال تتطلب غلافا ماليا قدره سبعة ملايير سنتيم. في هذا الصدد، قال المتحدث بأن أحد أهم التوصيات التي خرج بها في دراسة قطاعه، موافقة الوالي على تنظيم عملية جمع التبرعات بالمساجد التي تسجل نسبة إنجاز تساوي أو تفوق 70%، مرة واحدة كل شهر، بشرط عرض دفتر الأعباء عليه، وحسب محدثنا، فإن هذه العملية ستساعد مصالحه في بناء بعض السكنات الوظيفية في بعض المساجد لتسهيل تأطيرها، موضحا أنه "من الحيل بناء مسجد دون سكن وظيفي حتى تعجز مصالحه على تسيير نفس المسجد، بالتالي إبقاء الخطاب المسجدي رهين بعض التيارات الطائفية"، وأكد أن الترخيص لجمع هذه التبرعات مرة كل شهر ستنطلق بداية من شهر سبتمبر المقبل. ❊حنان.س