كرّمت المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والاشهار، أول أمس، بمكتبة شايب دزاير، المترجم الراحل مارسال بوا، الذي ترجم أعمال بن هدوقة وبعض روايات الطاهر وطار وواسيني الأعرج وابراهيم سعدي ومرزاق بقطاش، واختار الاستقرار في الجزائر منذ عام 1960، كما دفن بالحراش بعد وفاته في الخامس جوان الأخير . وبهذه المناسبة، قال سيد علي صخري، مستشار المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار، إنه مدين لمارسال بوا الذي عرّفه رفقة كل الفرانكفونيين الجزائريين، بأعمال روائيين ابناء البلد الذين يكتبون باللغة العربية، من خلال ترجمة أعمالهم. وأضاف أنه من خلال ترجمات مارسال بوا، قرأ لبن هدوقة ووطار وواسيني وسعدي، وانبهر بكتاباتهم خاصة رواية «ريح الجنوب» لبن هدوقة، مؤكدا في السياق ذاته، قدرة مارسال في بناء جسر تواصل بين الأدباء الذين يكتبون باللغة العربية ونظرائهم ممن يكتبون باللغة الفرنسية. وقدم صخري نبذة عن حياة مارسال فقال إنه ولد سنة 1925 بمنطقة سافوا الفرنسية، عشق المطالعة وابتغى في ان يرتدي الزي العسكري، إلا أن الاقدار جعلت منه رجل دين، يخدم الرب والانسانية. ولم يتوقف عند هذا الحد، فاختار أن يكون مترجما بعد تعلقه باللغة العربية واتقانه لها، ليكون أحسن سفير للأدب الجزائري المكتوب باللغة العربية، حتى أنه صادق عبد الحميد بن هدوقة بعد ان عشق رواياته. وأشار صخري إلى الأهمية التي كان يوليها المترجم مارسال في التعرف على الكاتب قبل أن يترجم كتبه، كما كان يعتبر الترجمة مسؤولية عظيمة أمام صاحب الرواية أولا وأمام القارئ ثانيا، مضيفا أن مارسال رفض رفضا قاطعا مغادرة الجزائر خلال العشرية السوداء، حيث قال لواسيني إنه يفضل الموت ببطء على الموت سريعا إن رحل عن الجزائر. وشدد صخري، على قدرة مارسال، ترجمة النصوص العربية إلى الفرنسية بشكل دقيق، حيث كان يستعمل الكلمات المناسبة للتعبير عن معاني الجمل، وكما كان يعد من أهم مترجمي دار النشر أكت سود ومن أبرز سفراء الأدب الجزائري عبر العالم. من جهته، تحدث الأخ فرانسوا عن الجانب الانساني لمارسال بوا، فقال إنه تعرّف على مارسال سنة 1985 أي بعد تقاعده من سلك التعليم، حيث درّس الترجمة في الجامعة الجزائرية، كما زاره أكثر من مرة في منزله بالقبة، وتنزه في حديقته الساحرة، مضيفا أن مارسال، كان متواضعا يحب الاستماع إلى الآخرين بدلا من الحديث عن نفسه وأعماله، وكان يحب المترجمين ويحب فرنساوالجزائر معا. في حين قال الأخ جون الذي استقر بالجزائر سنة 1963، إن حب مارسال للجزائر، دفعه إلى طلب دفنه على أرضها. أما استاذ اللغة الفرنسية، مصطفى بن مامي، فقد أكد حاجته إلى علم مارسال الذي احتك به كثيرا واستفاد من علمه وخبرته، مشيرا إلى أن مرسال كان إنسانا متسامحا يعشق السلام، وأن الجزائر بحاجة الى مثل هذا النوع من الرجال.