كشف موقع البوابة الإلكتروني أن رواية ”ذاكرة الجسد” للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي ستتم ترجمتها إلى اللغة العبرية عن طريق المترجمة الإسرائيلية ميخال سيلع، وأضاف الموقع أن الروائية الجزائرية وافقت على الترجمة وتقاضت المقابل المادي على ذلك. وفي مقال على موقع البوابة للناقد محمود الغيطاني، كشف أنه في الآونة الأخيرة تعاقدت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي من أجل ترجمة روايتها ”ذاكرة الجسد” إلى اللغة العبرية، وقامت مستغانمي بالفعل بالموافقة على التعاقد بينها وبين المترجمة، وتقاضت حقوقها المادية كاملة مقابل هذه الترجمة التي تعمل عليها المترجمة الآن، والمدهش في الأمر أن هذه الترجمة بدأت بمبادرة شخصية من أحلام مستغانمي من أجل ترجمة روايتها، وكانت حلقة الوصل الرئيسية بين المترجمة والروائية الروائي واسيني الأعرج، ولم تكن هذه هي المرة الأولى، حسب الغيطاني، التي يترجم فيها شيء من أعمال مستغانمي إلى اللغة العبرية، فقد سبق أن تُرجمت مختارات من قصائدها عام 2007 في كتاب صدر بعنوان ”أصوات من البحر الآخر” بترجمة للمترجم إسحاق شيفويم الذي صدر عن دار ”كاشف لا شيرا” في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب. ومما جاء في المقال كذلك أن المترجمة ميخال سيلع تربطها العديد من العلاقات الطيبة ببعض الكتاب العرب ومنهم الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي سبق أن ترجمت له نفس المترجمة روايته ”سيدة المقام” الصادرة بالعربية 1997، وتدور أحداث رواية ”سيدة المقام” في الجزائر، في الفترة التي سبقت التعددية الحزبية، وما تلا ذلك من أحداث حيث أسفرت الانتخابات النيابية في عام 1991، عن فوز كاسح للجبهة الإسلامية للإنقاذ ولكن تم وقف المسار الانتخابي لتدخل الجزائر بعدها في دوامة كبيرة. وبطلة الرواية ”مريم” راقصة باليه تُصاب في رأسها برصاصة خلال المظاهرات التي اندلعت في عام 1988م، وانطلقت تُطالب بالحرية والديمقراطية والخبز، ويؤدي وجود الرصاصة في رأس مريم إلى منعها من ممارسة الرقص، لكنها تُصر على تأدية دور شهرزاد في الباليه المأخوذ من سيمفونية شهيرة بالاسم نفسه للموسيقى الروسي الشهير ”ريمسكي كورساكوف”، في حضور صديقها وأستاذها في الوقت نفسه، وتموت مريم بعد تأدية الرقصة وهي تستمع إلى ما كتبه صديقها من يوميات أدبية، تتعرض لما كان يجري في الجزائر من ممارسات باسم الإسلام. وعاد الغيطاني إلى موضوع متاجرة أحلام مستغانمي بوطنيتها والحديث عن الشهداء، في حين أنها توافق على أمر الترجمة في الخفاء بدلا من إعلانه للجميع بشكل واضح، مما يتناقض مع ادعاءاتها. وتبقى مسألة الترجمة إلى اللغة العبرية أمرا مرفوضا في المجتمعات العربية نظرا للحساسية تجاه كل ما هو إسرائيلي ويدخل دائما في إطار رفض التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، خصوصا في مجال التطبيع الثقافي ولا تعد أحلام مستغانمي العربية الأولى التي ترجمت أعمالها إلى العبرية بل سبقتها في ذلك الشاعرة المصرية إيمان مرسال حينما تعاقدت على ترجمة ديوانها ”جغرافيا بديلة” إلى العبرية بموافقتها، وتقاضت المقابل المادي نظير هذه الترجمة، ولاقت رفضا كبيرا من طرف المجتمع المصري، وهو نفس الموقف الذي لاقاه المسرحي الراحل علي سالم حينما زار إسرائيل وكتب عن رحلته إلى هناك في كتابه ”رحلة إلى إسرائيل”، وكان سببا في إنهاء عضويته باتحاد الكتاب المصريين.