لا تزال المصالح البيطرية تنتظر طلبية اللقاحات ضد فيروس الحمى القلاعية للشروع في عملية تلقيح أكثر من 2 مليون رأس بقر، حسب مدير الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد قدور هاشمي كريم، الذي ذكر بأن التحاليل الأخيرة التي قام بها المخبر العالمي «بير بروت» بانجلترا، أكدت أن الفيروس من نوع «أو»، ويتم حاليا إنتاج المصل الخاص به.. في وقت تم فيه بالجزائر حظر كل عمليات استيراد الأبقار إلى غاية التأكد من التحكم في بؤر الحمى القلاعية التي سجلت عبر 5 ولايات، مع إعطاء أوامر بذبح كل الأبقار المصابة وتحسيس الفلاحين بضرورة اعتماد الإجراءات الصحية لضمان عدم انتقال العدوى. وأكد مدير المصالح البيطرية في تصريح خص به «المساء» أمس، أن التحقيقات الأولية حول سبب انتشار الفيروس، تشير إلى إمكانية دخوله من الدول الجنوبية التي تعتمد نظام المقايضة في تبادل عدد من المنتجات الغذائية والأغنام، مضيفا بأن التحاليل التي قام بها المخبر الانجليزي، المعتمد في مجال الصحة الحيوانية، أكدت أن الفيروس الذي أصاب قطعان البقر لم يسجل في الجزائر من قبل ولا علاقة له بفيروس الحمى القلاعية الذي انتشر عبر أكثر من 17 ولاية سنة 2014، وبعدد من الولايات سنة 2017. وأوضح محدثنا بأن هذه الاستنتاجات تستوجب إنتاج لقاح يتماشى ونوعية الفيروس الجديد، علما أن المصالح البيطرية قررت تقديم طلبية لاقتناء 2 مليون وحدة لإطلاق حملة وطنية لتلقيح كل رؤوس البقر وضمان عدم انتشار الوباء. واستبعد السيد كريم إمكانية انتشار الحمى القلاعية، بسبب عزوف الموالين عن تلقيح قطعانهم، حيث أوضح بأن فيروس الحمى القلاعية له عدة أنواع، منها «أو» و «أ» و «سي» و»سات 1» و»سات2» و»سات 3»، وعليه يستوجب في كل مرة التأكد من نوعية الفيروس قبل تقديم الطلبية الخاصة باللقاحات، لافتا في هذا السياق إلى أنه في انتظار وصول هذه الطلبية، تم تجنيد 1200 بيطري تابع للقطاع العمومي و9 آلاف بيطري تابع للقطاع الخاص، لتحسيس المربين بضرورة تلبيس الإسطبلات بالجير، مع وضع مادة منظفة أو مادة «الجافيل» عند مدخل كل الإسطبلات ومنع خروج القطعان أو تنقلها ما بين الولايات لضمان عدم انتشار العدوى. الموّالون يهجرون الأسواق خوفا من الحمى القلاعية وعن استجابة المربين لهذه الإجراءات الاحترازية، اعترف هاشمي كريم بانتشار الوعي وسط المهنيين، مقارنة بسنة 2014 التي انتشر فيها المرض عبر عدد كبير من الولايات، بدليل أن التقارير المحلية للبياطرة تؤكد حسبه انخفاض عدد الأبقار التي توجه إلى الأسواق خوفا من انتشار العدوى، خاصة وأن المصالح البيطرية وجهت مراسلة تخص ذبح كل قطيع الأبقار في حالة الاشتباه في الإصابة، وذلك في انتظار وصول اللقاحات، «ما جعل المولين يتخفون من الخسارة ويفضلون اللجوء في كل مرة إلى البياطرة لاتخاذ الإجراءات الضروري، مع الإعلان عن الحالات المشتبه فيها». وعن مكان تسجيل أول بؤرة للمرض، أشار المدير إلى اكتشاف 5 حالات إصابة بولاية تيزي وزو لدى مربيين اثنين، حيث تم ذبح كل القطيع مع وضع الجير عند مداخل ومخارج المستثمرة، لضمان عدم انتقال العدوى للمستثمرات القريبة، إلا أن بؤر الإصابة توسعت لتشمل اليوم 5 ولايات، هي إضافة إلى تيزي وزو، ولاية البويرة، بجاية، سطيف وتيبازة. وقلل مدير الصحة الحيوانية من خطورة انتشار الفيروس بالنظر إلى العمل الميداني الذي يقوم به البياطرة بالتنسيق مع الموالين، الذين اكتسبوا خبرة في مجال التعامل مع المرض. على صعيد آخر، أكد هاشمي كريم اتخاذ وزارة الفلاحة مؤخرا قرارا يقضي بحظر كل عمليات استيراد الأبقار إلى حين التحكم في الفيروس، مشيرا إلى أن هذا الإجراء منصوص عليه في الاتفاقيات المبرمة ما بين كل مصالح الصحة الحيوانية عبر العالم، «ففي كل مرة يسجل فيه انتشار وباء أو مرض، يتم وقف عملية تنقل قطعان الماشية إلى غاية التحكم فيه لضمان منع انتشار الفيروسات». تجنب تعفن لحوم العيد مرهون بإجراءات وقائية مسبقة على صعيد آخر، كشف مدير الصحة الحيوانية أن مصالحه اتخذت جملة من الإجراءات الوقائية لضمان عدم تعفن اللحوم بمناسبة عيد الأضحى المقبل، شملت السهر على مراقبة نوعية التغذية المقدمة للمواشي وحظر استعمال كل أنواع الأدوية أو المستحضرات الطبية المستعملة في التسمين، مؤكدا بأن الوزارة ولضمان الامتثال لهذا الإجراء، أرسلت تعليمات للبياطرة للتقرب من الموالين والتجار، لحثهم على ضرورة الاحتكام للضمير وعدم استعمال مواد محظورة لتسمين الكبش في شهرين. كما دعا قدور هاشمي كريم كل المواطنين إلى ضرورة نحر الأضحية فور الانتهاء من صلاة العيد، مع ضمان تقطيعها وحفظ اللحوم في مكان رطب وبارد بعيدا عن حرارة الشمس، مشيرا إلى أن كل المذابح عبر التراب الوطني ستكون مفتوحة لكل المواطنين الراغبين في نحر الأضاحي في مكان نظيف ومراقب، حيث تم تجنيد كل البياطرة لمراقبة اللحوم والأحشاء.و حسبه يمكن للمواطنين الذين يقومون بنحر أضحيتهم قرب منازلهم، الاستفادة من خدمة الفرق المتنقلة للبياطرة، بشرط أن يضمن نظافة مكان الذبح والسرعة في نزع الأحشاء والجلود وحفظها في مكان بارد.