تجري التحضيرات على قدم وساق ببلدية بوزقان، ولاية تيزي وزو، لتحضير الظروف والمناخ الملائم لمباشرة أشغال إنجاز مستشفى 60 سريرا، الموجه لهذه المنطقة الجبلية، إذ بعد تأخر دام لأكثر من ثلاثة سنوات، سترى هذه المنشأة الصحية النور أخيرا، وهو ما من شأنه توفير خدمات صحية لسكان بلديات دائرة بوزقان، من جهة، ومن جهة أخرى، وضع حد لمعاناة السكان في التنقل إلى المؤسسات الصحية التابعة للبلديات المجاورة. مشروع إنجاز مستشفى بوزقان الذي اختيرت له قطعة أرضية بالمكان المسمى"اموغلاوان"، بالقرب من قرية آيت اخلف، أسندت عملية إنجازه لمؤسسة "كوسيدار" بالتراضي، حيث أن المشروع الذي استفادت منه المنطقة سنة 2015، عرف تأخرا في انطلاق أشغال إنجازه لما يزيد عن 3 سنوات لأسباب عديدة، منها عدم تفاهم سكان بلديات دائرة بوزقان على الموقع الذي يحتضن المشروع، حيث أردت كل بلدية إنجازه بإقليمها، ليتم وبعد مد وجز بين المنتخبين المحليين ومديرية الصحة، الوصول إلى حل نهائي، بعدما أدركوا أن استمرار هذا الخلاف قد يؤدي إلى تحويل المشروع وحرمان بوزقان منه. المشروع الذي سجلته وزارة الصحة لفائدة منطقة بوزقان، سيضع حدا لمعاناة السكان فيما يخص التكفل الصحي، كما سينهي عملية تحويل المرضى والنساء الحوامل إلى مستشفى اعزازقة الواقعة على بعد 30 كلم، أو إلى مستشفى "نذير محمد" لولاية تيزي وزو الواقع على بعد 60 كلم، علما أن دائرة بوزقان أخذت تعرف نموا ديمغرافيا كبيرا، وأمام توسع قراها، أصبحت الحاجة لمؤسسة صحية بهذا المستوى ضرورة ملحة، خاصة أن المرافق الصحية الموجودة من عيادة متعددة الخدمات، مركز صحية ووحدات العلاج الموزعة بإقليم الدائرة، لا تستجيب للطلب على الخدمات الصحية التي تدفع بالكثير منهم إلى التنقل إلى المناطق المجاورة للعلاج. عقدت بلدية بوزقان جلسة عمل وتشاور بحضور "المير" ولجان القرى، حيث تم الإعلان عن بعث المشروع وانطلاق الأشغال قريبا، لاسيما أنه تم تحرير رخصة البناء للمؤسسة المكلفة بإنجاز وتجهيز المستشفى، بميزانية حددت في بداية الأمر ب150 مليار سنيتم، ليتم وبطلب من المؤسسة، إعادة تقييم الغلاف المالي، بإضافة ميزانية قدرها 30 مليار سنتيم لضمان تغطية المصاريف الإضافية، ليصل بذلك الغلاف الإجمالي المخصص لإنجاز هذه المنشأة الصحية إلى 180 مليار سنيتم. أكدت السلطات المحلية لبوزقان، على أن هذا المشروع يعد استثمارا هاما للمنطقة وبمثابة جرعة أوكسجين بالنسبة للسكان، لاسيما أنه سيتم تجهيزه بعتاد وإمكانيات عالية الجودة تضمن التكفل بالمرضى، حيث سيتم تدعيم المنشأة بعدة مصالح عصرية مجهزة بأحدث عتاد، وسيعمل على مدار ال24 ساعة لضمان تقديم خدمات صحية للمرضى الذين يقصدونه، إلى جانب تدعميه بعدة تخصصات، منها قسم التوليد، طب الأطفال، الجراحة، الطب العام، جناح العمليات، مخبر التحاليل، مصلحة استعجالات وغيرها من المرافق التي ينتظر أن يتدعم بها المستشفى في المستقبل، على اعتبار أنه تم إدراج إمكانية توسيعه لتصل قدرة استيعابه إلى 120 سريرا في الأفق.