ثمن نجوم سهرة اختتام مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال40، أول أمس، جهود المحافظ الجديد للمهرجان، الفنان يوسف بوخنتاش، الذي قدم دفعا ملحوظا للفعالية، وسهر على الأداء الحسن وخدمة الجمهور. أكد الفنانون المشاركون في السهرة الختامية على أهمية المهرجان، واعتبروا أنه قطع أشواطا كبيرة نحو الانتشار، كما حثوا بنفس المناسبة على ضرورة النهوض بالجانب السياحي، خاصة أن المنطقة تزخر بمعالم أثرية كفيلة بجلب السياح. حملت سهرة الاختتام صورة فنية مغايرة لطبعات سابقة، رسمت معالمها معزوفات سيمفونية بنكهة التراث الوطني. كما صالت وجالت فرقة الرحابة بطلاقة في الفن الشاوي، تلتها فرقة «راينا راي» التي أبدعت في فن الراي المعبق بالروائع عبر أكثر من ساعة من الزمن بقايدة الفنان المتألق لطفي عطار لتلهب المدرجات، فكان التجاوب التام من الجمهور الذي غزا المكان، خاصة مع أغنية «زينة»، مما يؤكد استمرار هذه الفرقة العريقة في التألق والشهرة. فسح المجال أيضا للمسرح الذي عاد مجددا للمنصة، حيث قدمت مسرحية «قص قرمط» بامتياز على المباشر في سابقة لم يعرفها الشباب منذ إعادة بعث المهرجان سنة 1997، إضافة إلى عملية سحب القرعة التي أعلن خلالها عن الفائزة بها الآنسة وفاء مدني من ولاية إليزي. أشرف على مراسيم الاختتام وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي أبدى ارتياحه للمجهودات الجبارة التي بذلت لإنجاح الطبعة التي وصفها بطبعة التميز تنظيما، حضورا وفنا، كما أتيحت فيها الفرصة لمعظم الفنانين الجزائيين، بما فيهم هؤلاء الذين أبعدوا لسنوات طويلة، مضيفا أن سنة 2018 أولت فيها الوزارة أهمية للفنانين الجزائريين الذين عانوا التهميش والإقصاء. غاب عن الفعالية الفنانة الزهوانية، في حين حضرت سماح عقلة ورابح عصمة وسفيان زيغم ويزيد نواورة، واتسم حفل الاختتام بصور التضامن والوحدة، زيادة على أجواء التراث والتنوع. للإشارة، أطربت سماح عقلة في ثالث مشاركة لها بتيمقاد جمهورها بباقة من الأغاني الجزائرية، ورددت أغاني رابح درياسة التي جلبت الحضور وخاطبت الجمهور قائلة، بأن رسالة الفن والتراث تخطت كل الحدود، مجددة الوصال مع عشاقها بمنطقة الأوراس الأشم. ختم السهرة سفيان زيغم الذي قدم روائع الفن الصحراوي، وكذا الشاب يزيد نواورة، كما تم تكريم 17 فنانا، يتقدمهم الأستاذ الموسيقار محمود شريف الذي تتلمذ على يده محافظ المهرجان يوسف بوخنتاش خلال السبعينات بثانوية بن بولعيد في باتنة. أصداء من طبعة تيمقاد 2018 الطبعة خرج جمهور تيمقاد بانطباع جيد عن سير سهرات الطبعة ال40، مستحسنا قرار خفض تذكرة الدخول إلى 400 دج، حيث كانت في متناول الجميع، خلافا لسنوات مضت، حيث وصل فيها سعر تذكرة دخول سهرة الاختتام إلى أكثر من 1000 دج. جمهور قياسي وتحية لرجال الأمن قدر عدد المتفرجين في هذه السهرة بأزيد من 4000 متفرجا، جاءوا من مختلف ولايات الوطن، مما يتطلب تكثيف الحراسة الأمنية تفاديا لفوضى الدخول عند المدخل الرسمي للمسرح الجديد. مع ذلك، لم تطرح المشاكل التنظيمية وتحية تقدير اللأجهزة الأمنية وما بذلته في سبيل راحة وسلامة الجمهور، شأنها شأن باقي الأسلاك الأمنية التي حرصت بدورها على إنجاح الطبعة والحماية المدنية. الإعلاميون غير معنيين بالتكريم عبّر العديد من الإعلاميين عن استيائهم، بعدما استثنوا من مبادرات التكريم التي اقتصرت هذه السنة على الفنانين، وغياب التكريم لا يعكس ما بذلوه من جهد رغم أن كلا من وزير الثقافة ومحافظ المهرجان أشاد بدورهم في المساهمة في سبيل إنجاح فعاليات الطبعة. مركز للصحافة بفندق شيليا استضاف فندق شيليا بعض الفنانين الذين نشطوا سهرات المهرجان، وحرص مدير الفندق غالم عبد الوهاب على الحضور الشخصي لضمان التكفل الأنجع بضيوف المهرجان، وشوهد في مختلف أجنحة الفندق، مؤكدا على ضرورة تقديم الخدمة، علما أن الفندق بدا مغايرا لما كان عليه في السنوات الماضية من حيث التنظيم والاستقبال، مع توفير مركز للصحافة وضع حدا لمعاناة الإعلاميين في البحث عن مقاهي الأنترنت. جمهور ذوي الاحتياجات الخاصة في الموعد دأب معاقان حركيا من مدينة تازولت على حضور سهرات المهرجان، حيث تابعا كل السهرات وأخذا صورا تذكارية مع العديد من الفنانين، في غياب التوأم الكفيف لحسن والحسين الذين أثار غيابهما عن طبعة هذه السنة عدة تساؤلات، خصوصا أنهما تعودا الحضور ولا يهدأ لهما بال دون الرقص على نغمات كل الطبوع الجزائرية، خاصة اللون الشاوي. إيليزي تربح «طونبولا» تمقاد فازت الشابة وفاء مدني من ولاية إليزي، بسيارة من نوع «كيا» عرضت طيلة مدة المهرجان في إطار سحب عملية «طومبولا»، نظمتها محافظة المهرجان بتمويل من مؤسسة صناعة السيارات. الشابة وفاء كانت في زيارة لباتنة رفقة أفراد عائلتها الذين اقتنوا تذاكر الدخول للسهرة الختامية، وقد عبرت عن فرحتها بفوزها بهذه الزيارة وأثنت على مبادرة المحافظة. تصريحات نجوم تيمقاد رابح عصمة: تيمقاد تشهير لتراثنا قالالفنانالقبائيالمتألقرابحعصمة،بأنمهرجانتيمقاديعدأهمتظاهرةثقافيةسنويةعريقةوصلتإلىالطبعةال40، وقد لقي استجابة كلية بالنظر إلى الرسالة الفنية المؤثرة التي يحملها، كما أن المهرجان يعمل على نقل صورة مشرقة عن الجزائر ويشهرللتراثالجزائري. دعاالفنانلدعمالمشاريعالفنيةللشبابوتحفيزهمعلىالإبداعوالحفاظعلىالتراث،كمااستحسنفكرةتعيينفنانعلىرأسالمحافظة،والذيقدمالبديلمنخلالبرنامججزائريخالص. يوسف زيغم: تيمقاد مفخرة الجزائر يرى الفنان يوسف أن مهرجان تيمقاد من المهرجانات الكبيرة، بالتالي يجب دعمه بكل الوسائل لأنه مفخرة الجزائر، ويشهر للفن والتراث، مذكرا أن فرحته لا توصف حين يقابل جمهوره ويقدم له باقة من التراث الصحراوي. يزيد نواورة: مستقبل زاخر لتيمقاد أعربالمطربيزيدنواورةعنسعادتهلمشاركتهفيمهرجانتيمقادالدولي،وهيالمشاركةالتياعتبرهانوعيةبعدماكانتحلماتجسد. عن نظرته لمستقبل المهرجان، قال بأن تيمقاد على الطريق الصحيح مادام معه الفنان بوخنتاش الذي قدم برنامجا شمل كل الطبوع الجزائرية. كما ركز في سياق حديثه، على العلاقة بين الفنان وجمهوره، مستدلا بتجربته مع جمهور ثاموقادي الذي وصفه بالذواق للفن الراقي.