لم يتمكن وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة مايك بومبيو، وتركيا مولود شاويش أوغلو، من نزع فتيل الأزمة القائمة بين بلديهما على خلفية إصدار العدالة التركية حكما بفرض الإقامة الجبرية على القس الأمريكي اندرو برونسون، وإصرار الإدارة الأمريكية على إطلاق سراحه «فورا». والتقى الوزيران أمس، في جلسة سرية على هامش منتدى دول جنوب شرق آسيا بالعاصمة السنغافورية، في محاولة لإنهاء القبضة القائمة بخصوص هذه القضية وقضايا خلافية أخرى إلا أنهما فشلا في ذلك بعد أن رفضت السلطات التركية الإذعان للتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا ما لم تمتثل لطلبها. وعمقت قضية هذا القس الذي أنزلت في حقه العدالة التركية الأسبوع الماضي، حكما بالإقامة الجبرية في تركيا بعد قرابة عام ونصف من الاعتقال بعد أن اتهمته بالتجسس لصالح فتح الله غولن، الذي أدرجته السلطات التركية ضمن قائمة الشخصيات الإرهابية المطلوبة لديها بعد أن اتهمته بتنظيم انقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان شهر جويلية 2016، والإرهاب بمبرر علاقاته مع حزب العمال الكردستاني التركي الذي تدرجه أنقرة ضمن التنظيمات الإرهابية المناوئة لها. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توعد بإنزال عقوبات صارمة ضد وزير العدل التركي عبد الحميد غول، ووزير الداخلية سليمان صولي، اللذين حمّلهما مسؤولية مباشرة في قضية القس الأمريكي. وشكلت هذه القبضة أكبر أزمة تعرفها علاقات البلدين العضوين في الحلف الأطلسي منذ عدة سنوات، زادتها تعقيدا اختلاف مقاربة البلدين بخصوص التعامل مع إيران، وأيضا التدخل التركي في سوريا واحتلالها عدة مناطق حدودية تقطنها أغلبية كردية.وقال كاتب الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قبل لقائه بنظيره التركي «لقد حذّرنا الأتراك بأن الوقت قد حان لإطلاق سراح القس برونسون لأنه بريئ من التهم الموجهة له، مؤكدا أن إنزال عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين سيجعل أنقرة تدرك مدى إصرارنا على موقفنا، قبل أن يضيف أنه يتعين على السلطات التركية أن تخلي سبيل موظفين أمريكيين اثنين يعملان ضمن البعثة الدبلوماسية الأمريكية في تركيا اعتقلتهما السلطات التركية لنفس الأسباب. وإذا كان الوزير التركي ثمّن نتيجة لقائه بنظيره الأمريكي إلا أنه أكد رفض بلاده المطلق لأسلوب التهديدات والوعيد الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية في التعامل معها، متوعدا بالتعامل بالمثل مع العقوبات الأمريكية دون أن يحدد طبيعتها . ق/د