وصل وفد قيادي عن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أمس، إلى القاهرة قادما إليها عبر معبر رفح الحدودي لاستكمال المشاورات مع الوسيط المصري بخصوص تطبيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية المتعثرة. وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خلال اجتماع مع قيادات مختلف فصائل المقاومة في قطاع غزة وممثلين عن المجتمع المدني، إن الوفد الذي توجه إلى القاهرة حمل "رؤية الحركة لجميع الملفات المطروحة للنقاش" بما فيها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السادس ديسمبر من العام الماضي، اعتبار مدينة القدس الشريف عاصمة للاحتلال قبل أن يقرر شهر ماي الماضي، بنقل سفارة بلاده إليها بالإضافة إلى مسيرات العودة الكبرى وحصار قطاع غزّة. وكشف إسماعيل هنية، أن الحركة "اتخذت سلسلة قرارات خلال نقاشاتها بما في ذلك التي تهم قضايا وطنية أخرى". وسبق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن أجرى اتصالا مع عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية أكد له من خلالها موافقة الحركة على الورقة المصرية التي قدمت لوفدها في زيارته الأخيرة للقاهرة بشأن المصالحة الفلسطينية. وأكدت مصادر فلسطينية أن المخابرات المصرية توصلت إلى صياغة أرضية توافقية بين حركتي "فتح" و«حماس" من أجل تطبيق آليات تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء سنوات الانقسام والفرقة التي انعكست سلبا على القضية الوطنية.وينتظر أن يناقش وفد حركة حماس في القاهرة مع الوسيط المصري والأمم المتحدة أيضا مقترحا لوقف إطلاق النار مع الكيان الإسرائيلي مقابل تخفيف هذه الأخيرة من وطأة الحصار الإجرامي الذي تفرضه على 2 مليون فلسطيني منذ سنة 2007، ضمن إقامة مشاريع إنسانية تمكن هؤلاء من تجاوز متاعب العيش في "سجن غزّة الكبير". وهو المسعى الذي حذّر منه رامي الحمد الله، رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، داعيا حركة المقاومة الإسلامية إلى عدم الانسياق وراء مشاريع تهدف إلى تحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب يريد الحرية وإقامة دولته المستقلة إلى مجرد قضية إنسانية. وكان وفد عن حركة "حماس" في الخارج برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، عاد إلى قطاع غزّة الخميس الماضي، بعد أسبوع من المفاوضات أجراها مع رئيس جهاز المخابرات المصرية حول مجمل الترتيبات العملية الخاصة بإعادة العلاقة المقطوعة مع حركة "فتح" وكذا بحث إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع الكيان الإسرائيلي تضع حدا للانزلاق الأمني الذي عرفه قطاع غزّة منذ بدء مسيرات العودة في قطاع غزة نهاية شهر مارس الأخير. وقال العاروري، إن الوفد المفاوض أثار مع الوسيط المصري قضايا المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية وكسر الحصار عن قطاع غزّة"، وقال إنه على الفلسطينيين التوحد من أجل العمل الجدي على مواجهة صفقة القرن الأمريكية "الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.