دعا الدكتور بوجمعة آيت تواراس رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر، المواطنين إلى المساهمة في نظافة المحيط والقضاء على كل الأماكن التي تتجمع فيها المياه؛ على اعتبار أنها البيئة المناسبة لنمو وتكاثر بعوضة النمر. وقال: "بعد عودة الحديث عن بعوضة النمر المواطن مطالَب بعدم الارتباك أو الخوف من لسعتها. وفي حال الشك عليه الاتصال مباشرة بالمصالح الصحية الجوارية لتلقي العلاجات الضرورية"، موضحا أن لسعة بعوضة النمر لا تشكل أي خطر على الصحة، خاصة أن الجزائر لم تسجل أي حالة مرضية للأمراض الوبائية الخطيرة التي تنقلها هذه الحشرة، والممثلة في داء "زيكا" و"شوكونغا". وعما تشكله بعوضة النمر من خطر وكيفية الوقاية كان هذا الحوار. ❊ بداية، إلى أيّ مدى تشكل البعوضة النمر خطورة بعدما ثبت وجودها في الجزائر؟ ❊❊ حقيقية، البعوضة النمر موجودة في الجزائر، وقد تم التأكد من ذلك في سنة 2010 بعد تسجيل بعض الحالات في ولاية تيزي وزو. وبعد أن شرعت وزارة الصحة في العمل تم التأكد من دخول هذه الأخيرة من ولاية وهران عن طريق البحر قادمة من البرازيل. وفي 2016 تم العثور أيضا على بعوضة النمر في العاصمة، وبالتحديد في بلدية جسر قسنيطينة. واستنادا إلى هذه المعطيات تم تنصيب خلية للعمل على محاربة هذه الحشرة بالشراكة بين وزارة الصحة ومؤسسة النظافة والتطهير المكلفة بمكافحة البعوض "أوربال"، وبالنتيجة تم تنصيب أفخاخ لمحاربة هذه الحشرة؛ من خلال الإشراف على حملة تحسيسية واسعة للتعريف بها وبطرق تكاثرها وكيفية محاربتها بالمناطق التي ثبت وجودها بها، غير أنها في الواقع لا تشكل أي خطر على الصحة؛ كون الحالات التي تم تسجيلها والممثلة في لسعات بعوضة النمر التي تم تسجيلها على مستوى مصالح الصحة الجوارية، لم تنقل أيا من الأمراض الخطيرة بالنظر إلى انتهاج وزارة الصحة سياسة أمنية صحية على مستوى المطارات والموانئ لإخضاع المسافرين خاصة في فصل الصيف، للفحص الصحي إن تم الاشتباه في بعض الحالات، كون موسم الصيف يُعرف بكثرة التنقل للسياحة الداخلية أو الخارجية. ❊متى ينبغي الخوف من لسعة هذه البعوضة ؟ ❊❊ على المواطن أن يطمئن ويكون على يقين بأن مصالح الصحة في الجزائر تقوم بكل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الحشرة، بالتنسيق طبعا مع الشركاء، ولكن ما ينبغي أن يعرفه المواطن أنّ بعوضة النمر تشكل خطرا في حالة واحدة إن لسعت شخصا مصابا بمرض خطير مثل "زيكا"، ثم لسعت شخصا معافى، في هذه الحالة يتم دق ناقوس الخطر والإعلان عن حالة طوارئ، ولكن، والحمد لله، الجزائر لم تسجل أي حالة من هذه الأمراض الخطيرة التي تنقلها هذه الحشرة، وهو ما يجري التأكد منه يوميا بالتنسيق مع المؤسسة الاستشفائية للأمراض المعدية على مستوى القطّار، وبالتالي ما يمكن أن تتسبب فيه هو لسعة قد تؤدي إلى حمى وانتفاخ، وما على المصاب إلا الاتصال بالمصالح الصحية الجوارية لتلقي العلاج اللازم وعدم الاستهانة بالأمر. ❊ بالحديث عن انتشار هذه الحشرة، ما هي الولايات التي ثبت وجودها فيها؟ ❊❊ وفق آخر التحريات التي تم القيام بها، تأكد انتشار البعوضة النمر بأربع ولايات، وهي وهران، تيزي وزو، جيجل والعاصمة بكل من بلديات القبة، السحاولة، خرايسية وحسين داي ممثلة في بعض الحالات. وفي المقابل تم التنسيق بين معهد باستور والمصالح الصحية الجوارية ومصالح "أوربال" لوضع استراتيجية للقضاء على الحشرة وتعقيم المكان، والحرص من خلال الحملات التحسيسية بالطرق الوقائية التي يجب اعتمادها لتجنب عودتها من جديد. ❊فيم تتمثل الجهود المبذولة للقضاء على هذه الحشرة؟ ❊❊ اتّخذت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع مؤسسة النظافة والتطهير المكلفة بمكافحة البعوض، جملة من التدابير لمحاربة هذه الحشرة؛ حيث تم، مثلا على مستوى بلديات العاصمة التي ثبت وجود الحشرة فيها، القيام بالعديد من عمليات التعقيم والتطهير، نذكر منها بلدية القبة، وبالتحديد في التجمعات السكنية؛ حيث تم القيام ب 62 عملية خلال أسبوع، مست 550 مسكنا تم معالجتها بالتطهير والتعقيم. وفي بلدية خرايسية تم معالجة 112 مبنى خاصا. أما ببلدية بئر خادم فتم القيام ب 17 عملية، شملت 196 مبنى خاصا. وفي بلدية أخرى تم معالجة 39 مسكنا، والخلية لاتزال تعمل بصورة دورية ومستمرة في مجال التوعية والتحسيس، ولا يتوقف العمل على النهار فقط وإنما يمتد حتى الليل. ❊كيف يمكن للمواطن المشاركة في العملية الوقائية؟ ❊❊ العملية الوقائية لمحاربة بعوض النمر لا تتوقف على المصالح الصحية أو مكاتب النظافة فقط، بل يعوَّل على المواطن لعب دور بارز في العملية الوقائية؛ من خلال المساهمة في القضاء على مختلف أشكال المسطحات المائية التي تُعتبر البيئة الخصبة لتكاثر هذه الحشرة، التي تحتاج إلى كمية قليلة فقط من الماء لتتكاثر وتنمو، وبالتالي على المواطنين أن يمنعوا تجمع المياه في منازلهم، فمثلا عند سقي النباتات تظل المياه راكدة في إناء الإصيص، وهي من بين أحسن البيئات التي تتكاثر فيها الحشرة، إلى جانب الحرص على نظافة المحيط، وعدم ترك النفايات معرضة لأشعة الشمس؛ من خلال التقيد بمواعيد الرمي وتجنب الرمي العشوائي، وتبليغ مصالح البلدية عند تجمع المياه في الأقبية بالنسبة لسكان العمارات وأنابيب الصرف الصحي. ❊هل من احتمال عن ظهور بعض الأمراض الخطيرة التي تنقلها البعوضة النمر؟ ❊❊ طبعا، بعد أن ثبت وجود البعوضة النمر في الجزائر لا بد أن نكون على يقين أن احتمال اكتشاف بعض الأمراض الخطيرة التي تنقلها الحشرة، قائم، خاصة أننا بلد كغيره من الدول، يعرف حركة سياحية وتجارية؛ ما يعني أن المصالح الصحية مدعوة للحرص دائما على تأمين حدودها وتكثيف الرقابة، والعمل أيضا على تكثيف العمل الجواري؛ من خلال محاربة كل الوسائط التي تشكل بيئة لنمو هذه الحشرة وتكاثرها، وتوعية المواطنين للمساهمة في العملية الوقائية. ❊هل تم تسجيل بعض الحالات هذه الصائفة؟ ❊ سُجل بعض لسعات البعوضة النمر هذه الصائفة، وتم الإعلان عنها عبر المصالح الصحية الجوارية؛ إذ تسببت في حكة واحمرار، وفي بعض الأحيان نوع من الحمى، خاصة بالنسبة للفئة التي تعاني من حساسية جلدية؛ حيث تم التكفل بهم. وعلى العموم فإن البعوضة النمر موجودة ولا تشكل خطرا؛ كونها غير مصحوبة بالمرض، ولكن الوقاية تظل ضرورية. ❊ وإلامَ تدعون وقائيا؟ ❊❊ ندعو المواطن إلى المشاركة بإيجابية في محاربة هذه الحشرة، بتنظيف محيطه والتخلص من تجمّع الماء في منزله، وأخذ الاحتياطات اللازمة إن ثبت وجودها في بلدية ما؛ كتغطية الجسم وتفادي ارتداء الألوان القاتمة، التي عادة ما تجذب هذه الحشرة، والالتحاق بالمصالح الجوارية للتبليغ عن بعض اللسعات. وفي المقابل، على مكاتب حفظ الصحة التابعة للبلديات، أن تكثف من نشاطاتها لمحاربة النقاط السوداء التي تنتشر فيها هذه الحشرة، خاصة مياه الأقبية بالنسبة لسكان العمارات، وشفط المياه الراكدة في مختلف الأحياء السكنية القريبة من المفرغات العمومية.