رافع رئيس عمادة الأطباء الدكتور، محمد بقاط بركاني، من أجل إنشاء وكالة وطنية لليقظة الصحية مهمتها المراقبة والتصدي للأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وكذا الأمراض الخطيرة المعدية. وأوضح الدكتور بقاط بركاني، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بأنه ظل كرئيس عمادة الأطباء يدعو إلى إنشاء الوكالة الوطنية لليقظة الصحية، المعمول بها في العديد من دول العالم، حيث تلعب هذه الوكالة، حسبه، دور "الدركي" في مكافحة الأمراض المتنقلة وكذا الأمراض الخطيرة المعدية على غرار بوحمرون. وتقوم هذه الوكالة، حسب المتحدث، بالتصدي لكل أخطار هذه الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، والتي توصف بانتشارها السريع والواسع وسط الساكنة، حيث يقوم هذا الجهاز "بتقديم الإجراءات الواجب اتخاذها من طرف مكاتب الطب الوبائي والوقائي للبلديات، من خلال المراقبة البكتريولوجية والكميائية لتفادىء حدوث أي طارئ قد لا تحمد عقباه. من جهة أخرى، شدد الأستاذ عبد الكريم سكحال، مختص في علم الأوبئة بكلية الطب للجزائر العاصمة، على ضرورة احترام نظافة اليدين، التي اعتبرها عنصرا أساسيا في الحياة اليومية للإنسان وذلك للتصدي للأمراض المعدية الخطيرة. وأوضح ذات المختص، أن اليدين كأداة ضرورية يستعملها الفرد في مختلف نشاطاته اليومية مع محيطه، حيث تلمس مليارات من الأجسام الدقيقة والبكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، تضاف لها ترسبات ملوثة تلسق بالبشرة مما يشكل "خزانا من المخاطر على الصحة الفرد ومحيطه". ولتفادي نقل هذه الجراثيم المسؤولة عن الأمراض المعدية، على غرار الأنفلونزا بشتى أنواعها والتهاب الكبد الفيروسي والايبولا وفيروس التهاب المعدة والأمعاء، والكوليرا والتيفوئيد وبعض المواد السامة الأخرى، ينصح المختص بغسل اليدين عدة مرات في اليوم عندما يسمح الظرف بذلك. وما دامت اليدين في حركة مستمرة يوميا، دعا سكحال بغسلها بالماء والصابون في كل مرة بعد مغادرة المرحاض الذي يشكل، حسبه، "أكبر وأخطر مكان تنتشر فيه الجراثيم"، وذلك قبل لمس الأغذية واستهلاكها أو الاعتناء بالغير، كالفئات الهشة مثل الأطفال والحوامل والأشخاص المسنين. كما شدد ذات المختص على أهمية نظافة اليدين بالوسط الصحي، مهما كانت وضعية المؤسسة والوسط الطبي ونوعية العلاج المقدم للمرضى، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يدرس بكلية الطب كتقنية وتظل كعامل رئيسي في تأمين العلاج. وتولي المنظمة العالمية للصحة أهمية قصوى لنظافة اليدين، لدرجة أنها خصصت لها إحياء يوم عالمي يصادف ال5 ماي، أي ما يمثل عدد أصابع اليد، تحيه المعمورة وتذكر المنظمة من خلاله هذه الممارسة التي فرضت نفسها مع الزمن "كإجراء وقائي يومي"، وقد شاركت الجزائر رسميا في ذلك من خلال التوقيع على التزام مع المنظمة الأممية في 5 ماي من سنة 2013. وقدمت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض المعدية الهادي فليسي نفس الإرشادات الطبية المتعلقة بنظافة اليدين، مشددة على الحفاظ على هذه الممارسة طوال أيام السنة وخاصة عند حدوث طارئ وبائي قد يتسبب في كارثة صحية بالوطن. يذكر، بأن وزارة الصحة نظمت حملات توعوية بمجرد تسجيل حالات إصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، قبل أن يكشف معهد باستور الجزائر على أنها حالات إصابة مؤكدة بالكوليرا، وذلك من خلال بث ومضات إشهارية بمختلف القنوات التلفزيونية الوطنية والإذاعات المحلية، لشرح كيفية تفادي نقل العدوى والتعامل مع الوباء.